صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 16 إلى 25 من 25

الموضوع: كــنــوز الــمــعــرفــة

  1. #16
    بنت ابووووها
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    253
    [align=center]

    ها أنا قد عدتُ كما وعدتكِ غاليتي
    و سأُكمل ُ معكِ بإذن الله هذه الكنوز في المعرفة إن أذنتِ لي





    خوفٌ يبعث الأمن

    الخوف من الله تعالى ، فبقدر خوفك من الخالق بقدر ما يخاف منك كلُّ مخلوق ، وبقدر ضعف خوفك من الله ـ تعالى ـ بقدر ما تخاف أنت من المخلوقين .
    وكيف للخائف أن يكون من السعداء و قلبُّه يخفق ، وأوصاله ترتجف ، وفرائصه ترتعد ؟!
    إنَّه ليحسب أنَّ كلَّ صيحة عليه ، وكلَّ إشارة إليه ، فتضيق عليه الدنيا بما رحبت ، وتضيق عليه نفسه التي بين جنبيه .
    وحسبُ المؤمن ربَّه !
    قال تعالى : { الذين قال لهم الناس إنَّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم . فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل . فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله }




    لُـذ إلى ركن شديد



    التوكل على الله تعالى ، ثقةٌ به ، واعتمادٌ عليه ، وأخذٌ بالأسباب المشروعة لتحصيل المراد .
    قال تعالى : { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } أي ؛ كافيه .
    " قال لقمان لابنه : يا بني ! الدنيا بحر غرق فيه أناس كثير ، فإن استطعت أن تكون سفينتك فيها الإيمان بالله ، وحشوها العمل بطاعة الله عز وجل ، وشراعها التوكل على الله لعلك تنجو

    وكم لصلاة الاستخارة من أثرٍ بالغ في جلب الراحة والطمأنينة لنفس المتحير المتردد الذي أفرغ حاجته عند باب ربِّه وفزع إليه ولجأ إلى خيرته الطيبة !
    فإنَّ الله تعالى يعلم ما هو أصلح لعبده وأنجح لمعاشه ومعاده ، فإنه العليم الخبير ، والحكيم القدير ، والعبد عاجز فقير لا يحسن التدبير .
    وأنَّى للمتشائم أن يكون سعيداً خالياً من الأحزان ، وهو يتطيَّر بالأشخاص ، والكلام ، والأيام ، والأعوام ، والألوان ، والحيوان ، والطير ، وغير ذلك ؟!
    فهو في همٍّ دائم وشقاء ملازم ، لأنه يعيش التعاسة قبل حصولها ، ويتأثر بالأحداث قبل حدوثها ، ويهتمُّ بالوقائع قبل وقوعها ، عذابٌ قبل وقوع العذاب !
    توكل على الرحمن في الأمر كله فما خاب حقاً من عليه توكلاً
    وكن واثقاً بالله واصبر لحكمه تفز بالذي ترجوه منه تفضلاً "





    الرضا بالقضاء

    الرضا بالقضا خيره وشره حلوه ومره ، وهو شجرة غناَّء يتفيؤ ظلالها من علم أنَّ ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم ليكن ليصيبه ، وأنَّه لن يحدث في كون الله إلاَّ ما علمه الله وشاءه ، ولن يقع على العبد إلاَّ ما قضى الله به عليه وقدَّره له .
    قال تعالى : { وكان أمر الله قدراً مقدوراً }
    عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : كنت خلف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوماً ، فقال : " يا غُلامُ ، إنِّي أُعلمُك كلمات : احفظِ الله يحفظكَ ، احفظِ الله تجدهُ تُجاهكَ ، إذا سألتَ فاسأَلِ الله ، وإذا استعنتَ فاستعن بالله ، واعلم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمَعت على أن ينفَعُوكَ بشيء لم ينفعوكَ بشيء إلاَّ قد كتَبَهُ الله لكَ ، وإن اجتمعُوا على أن يضُرُّوك بشيء لم يضرُّوك إلاَّ بشيء قد كتَبهُ الله عليك ، رُفعتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحُفُ "
    فلا حسرة على فائت ، ولا حزن على مفقود ، ولا همَّ على مستقبل ، ولا تلاوم على ما حدث ، فالسلامة من الأحزان في التسليم للرحيم الرحمن ، والرضا بالحياة تبعٌ للرضا عن الله .
    فوا حزناه على من لم يرضى عن خالقه ومولاه !
    عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كلٍّ خيرٌ ، احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ، ولا تعجز ، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل : لو أني فعلت كذا وكذا ، ولكن قُل : قَدَرُ الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان "
    قال تعالى : {ما أصاب من مُصيبةٍ في الأرض ولا في السماء إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إنَّ ذلك على الله يسير . لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور }

    لا تُطِلِ الحزن على فائتٍ فقلَّما يُجدي عليك الحزن
    سيَّان محزون على فائتٍ ومُضمِر حزناً لما يَكُن




    واحة الراحة :

    العمل الصالح ، وهو الزاد ليومِ المعاد ، فالطاعات حدائقٌ مثمرة ، يتزوَّد منها المسافر ، وأنهارٌ سائرة يرتوي بمائها العابر، ومحطَّات مسافرة يستريح فيها المهاجر إلى اليوم الآخر .
    قال تعالى : { ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً }
    وقال تعالى : { من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون }
    وللطاعة أثرٌ ملموس ، وواقعٌ محسوس على استجلاب السعادة ودفع الأحزان ، فإنَّ الطاعة ترضي الرَّب وتبعث الرضا في القلب ، وتشغل العبد عما يجلب له التكدير ، وليس من ذاق كمن سمع !
    فمن كان من الله أقرب ، وله أطوع ، كان من السعادة أقرب ، وبها أمتع .
    " كان شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يقول : من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية "
    ولستُ أرى السعادةَ جمع مالٍ ولكن التقي هو السعيدُ
    وتقوى الله خير الزادِ ذخراً وعند الله للأتقى مزيدُ
    وما لا بُدَّ أن يأتي ، قريبٌ ولكنَّ الذي يمضي بعيدُ
    " قال بعضهم : مساكين أهل الدنيا ! خرجوا منها وما ذاقوا أطيب شيءٍ فيها . قيل : وما هو ؟ قال : معرفةُ الله عزَّ وجلَّ ، فمن عاش في الدنيا لا يعرف ربَّه ولا ينعم بخدمته ، فعيشُه عيش البهائم .
    نهارُك يا مغرورُ سهوٌ وغفلةٌ وليلك نومٌ والردى لك لازم
    وتتعب فيما سوف تكره غِبَّه كذلك في الدنيا تعيش البهائم "
    " أكل إبراهيم بن أدهم ـ رحمه الله ـ مع أصحابه كِسراً يابسة ، ثم قام إلى نهرٍ فشرب منه بكفه ، ثم حمد الله ، وقال : لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسرور لجالدونا بالسيوف أيام الحياة ، على ما نحن فيه من لذيذ العيش وقلَّة التعب " .
    و" قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله : إنَّ في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنَّة الآخرة "




    اتَّصل بالملأ الأعلى:

    الصلاة : وهي الواحة الوارفة الظلال ، والماء النمير العذب الزلال ، وكيف لا تكون مجلبة السعادة ومطردة الأحزان وهي صلة العبد بربِّه ، ومقام الذُّل بين يدي خالقه ، فهي أشرف هيأته ، وأكرم حركاته ، وأعزُّ قرباته .؟!
    وإن المخبتين من المؤمنين في ليل العبادة ليشعرون بسعادة لو وزِّعت على أشقياء الأرض لكفتهم !
    واسألوا عنها أهلها ، فلديهم الخبر اليقين !
    فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" حُبِّبَ إليَّ من الدُّنيا ؛ النِّساءُ ، والطيب ، وجعل قُـرَّةُ عيني في الصلاة "
    وعن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ قال : كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا حزبه أمر صلَّى "
    قال تعالى :{ خلق الإنسان هلوعًا . إذا مسَّه الشر جزوعًا . وإذا مسَّه الخير منوعًا . إلآ المصلين }
    ولو سألت من يشكو إليك من الأرق والقلق ، والهم والوهم ، والألم والندم ، والأحزان عن صلاته ـ وكان صادقاً معك ـ لأجابك أنه مقصِّرٌ فيها ، غير مكترث بها ، ولا محافظٍ عليها ، ما ذاق حلاوتها ، ولا أحسَّ بروعتها ، وإن كان من المصلين ، فصلاته حركاتٌ جوفاء قلَّ فيها الخشوع ، وضعف فيها الخضوع ، وهما روحها ولُبٌّها .
    قال تعالى :{ واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلاَّ على الخاشعين }





    المصدر :
    كتاب / وداعاً للأحزان

    تأليف :
    أبي حمزة عبد اللطيف بن هاجس الغامدي[/align]
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة السامية بدينها ; 02-12-2005 الساعة 12:15 AM
    [align=center]
    .

    حيث يكون التحليق لا حد له في الجمال و الخلود ستكون الروح محلقة
    ساميةٌ في تحليقها .. ثابتةُ في علوّها .. راسخةٌ في مبادئها

    قدمٌ في الثرى و روحٌ في الثريا


    .

    .

    .


    :*:من نبضِ قلم السامية:*:
    [poem font="Simplified Arabic,5,purple,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    ما همّـني كيد كايد و لا كِذب كذّاب = نفسي عزيزة و روحي في السِّـما نجمة[/poem]



    [/align]

  2. #17

    مشرف مؤسس

    الصورة الرمزية السُّلمي
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    على رملٍ فتتهُ حزني !
    المشاركات
    7,490
    [align=center]الاخت جواهر عبدالله .


    أعتذر على تأخري إلى هذة الصفحه الرائعه بالفعل . ولكن اتمنى أن يحوز هذا الموضوع على رضاكم .

    ...


    بحث في فضل الصدق
    منصور الحجيلي
    منزلة الصدق منزلة عظيمة ليس في دين الإسلام فقط بل في جميع الأديان، لا لأنه خُلق من الأخلاق الحميدة فحسب، بل لأنــــه أصـل الإيمان المقبول عند الله عز وجل، وهو أساس النجاة من عذاب الله عز وجل ، وبه يتميز أهل الإيمان الحق من المنافقين الكاذبين، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في منزلة الصدق: »وهو منزل القوم الأعظم الذي مـنـه تنشأ جميع منازل السالكين،والطريق الأقوم،الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين«... إلى أن يقول: »فهو روح الأعمال، ومحك الأحوال، والحامل على اقتحام الأهـوال، والباب الذي دخــل منه الواصــلون إلى حضرة ذي الجلال،وهو أساس بناء الدين، وعمود فسطاط اليقين ، ودرجته تالية لدرجة (النبوة) التي هي أرفع درجات العالمين«.
    ولقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة وآثار السـلــف في فضل الصدق وخطورة أمره وعلو شأنه.
    ولقد اخترت هذه الوقفات التربوية لخلق الصدق في ضوء القرآن الكريم لمعالجة هذا الموضوع الذي يهم كل مسلم بصفة عامة ، ويهم الدعاة إلى الله عــز وجل بصفة خاصة ، لاسيما في واقعنا المعاصر ، وتتجلى أهميته في الأمور التالية:

    الأمـر الأول:

    لأنه أساس الإيمان ، وركنه الركين ، وأساس قبول الطاعات والقربات عند الله عز وجل، وعليه يترتب الأجر والثواب يوم القيامة،قال تعالى:((ليجزي الله الصادقين بصدقهم))(1) وقال تعالى:((هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جناتِ تجري من تحتها الأنهار...))(2) ولأنه أساس الطاعات وجماعها ، فقد أصبح الصفة الفارقة بين المؤمن والمنافق.

    يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: »الصدق أساس الحسنات وجماعها، والكذب أساس السيئات ونظامها ، ويظهر ذلك من وجوه منها:
    *أن الصدق هو المميز بين المؤمن والمنافق ، ففي الصحيحين عن أنس عن النبي: »آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان«(3) ، وفي حديث آخر: »على كل خلق يطبع المؤمن ليس الخيانة«(4)وقد وصف الله المنافقين في القرآن بالكذب في مواضع عدة ومعلوم أن المؤمنين هم أهل الجنة ، وأن المنافقين هم أهل النار في الدرك الأسفل منها.
    *أن الصدق هو أصل البر، والكذب هو أصل الفجور، كما جاء في الصحيحين عن النبي: »عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر...«(5).
    *أن الصادق تنزل عليه الملائكة،والكاذب تنزل عليه الشياطين كما قال تعالى: ((هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفَّاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون))(6)
    الأمر الثاني:
    أن الصدق في كل الأمور يوصل صاحبه إلى مرتبة»الصديقية« ، التي هي المرتبة التالية لمرتبة النبوة، وعندما أقول في كل الأمــور أريد من ذلك عدم حصر الصدق في اللسان فقط، وإنما الصدق في النيات والأقوال والأعمال والأصل تحري الصدق في ذلك كله.
    إن مجاهدة النفس على تحري الصــــدق في جميع الأمور يوصلها إلى هذه المرتبة العظيمة مرتبة»الصديقية« كما جاء في الحديث الـســـابق الذكر: »... ولايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقا«(8).
    وهنيئاً لمن وصل إلى هذه المرتبة ، فيا لها من رتــبـة ، وما أشـرف قدرها وأعظم فضلها ، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في وصــــف أهل هذه الطبقة: الطبقة الرابعة ورثة الرسل وخلفاؤهم في أممهم ، وهم القائمون بما بعثوا به علماً وعملاً ودعوة للخلق إلى الله على طريقهم ومنهاجهم ، وهذه أفضل مراتب الخلــق بعد الرسالة والنبوة ، وهي مرتبة الصديقية ، ولهذا قرنهم الله في كتابه بالأنبياء فـقـــال تعالى: ((ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاْ))
    الأمر الثالث:
    ثمرات الصدق العظيمة التي تحصل منه في الدنيا والآخرة من البركة والقبول والإصلاح في الدنيا ، والأجر العظيم والثواب الجزيل في الآخرة وسيأتي تفصيل كل ذلك إن شاء الله تعالى في (ثمرات الصدق
    الأمر الرابع:
    خطورة الكذب والنفاق وأثرهما على الفرد والمجتمع والأمة وبخاصة في مجتمعاتنا اليوم التي كثر فيها الكذب والدجل والمداهنة ، وقل الصدق فيها والصادقون ، ولا أعلم والعلم عند الله عصراً ظهر فيه الكذب والنفاق بوسائله الماكرة المتطورة كما ظهر في عصرنا اليوم، حتى أصبح الكذب له مدارسه وأساليبه التي تعلم الناس كيف يكذبون ، وكيف ينافقون وكيف يدلسون... الخ ، ولا أبالغ إذا قلت إن وسائل الإعلام اليوم المقروءة منها والمسموعة والمنظورة قد قامت في أغلب برامجها على الكذب ، وقـلـب الحقائق وتسمية الأمور بغير أسمائها، وقد تجاوز الأمر حده حتى أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً، وظهر الحق في صورة الباطل ، والباطل في صورة الحق ، وأصبحنا نسمع من يقول عن المسلم الصادق الذي يتحرى الصدق بأنه ساذج وبسيط وسطحي... الخ ، في الوقت الذي يوصف الكاذب المنافق بأنه السياسي الحكيم المحنك ، إن مجتمعاً كهذا حري بالسقوط والدمار، ولا نجاة ولا فلاح إلا بالصـدق، والأمـة الصـادقـة مع ربهــا سبحـانــه ومــع رسولها-صلى الله عليه وسلم-لا تهزم أبداً.
    الأمر الخامس:
    ظهور بعض علامات ضعف الصدق في صفوفنا معشر الدعاة إلى الله عز وجل، وذلك بوجود بعض التصرفات والممارسات التي تتنافى مع الصدق في الدعوة إلى الله عز وجل والجهاد في سبيله، فقلّ الصادقون الربانيون الذين يصدقون في نياتهم وأقوالهم وأعمالهم، ويضحون في سبيل الله عز وجل بكل ما يملكون لنيل مرضاته وحـبه، نعم إنه بمحاسبة عجلى لنفوسنا يتبين لنا هذا الضعف، وأننا في أمس الحاجة إلى تقوية هـــذا الخُلق، ونبذ كل ما يتنافى معه من صور الكذب والنفاق ووهن العزيمة، وضعف الهمة، وإلا فـمـا مـعـنـى وجود هذه الجهود الضخمة المبذولة اليوم في طرق الدعوة إلى الله عز وجل ، ثم لا نرى لـهـا إلا أثراً ضعيفاً لا يكافئ تلك الجهود المبذولة؟!
    الأمر السادس:
    إن الـصــراع الذي نشاهده اليوم بين الحق والباطل ، بين دعاة الشر والكفر ودعاة الخير والإصلاح ، ليحتم على أهل الخير حرصهم الشديد على الصدق مع الله سبحانه واليقين بنصره وثوابـــه ، حتى لا تزل الأقدام ، وتضعف العزائم إزاء هذا البلاء العظيم والمعركة الشرسة بين الحـــق والباطل ، وهذه المواطن هي التي يتميز فيها الصادقون عمن سواهم ، قال تعالى: ((الم * أحـســـب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين))
    وكذلك أيام الفتن لا يثبت فيها إلا الصادقون العالمون العاملون ، وهم الذين يشرفهم الله عز وجل بنصره ، ويمكن لهم في الأرض ، ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين.
    حقيقة الصدق:
    إن حقيقة الصدق أوسع من كونها الصدق في الحديث فقط ، وإنما حقيقة الصدق شاملة لصدق النية والعزيمة ، وصدق اللسان ، وصدق الأعمال ، يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى : »ومما ينبغي أن يعرف أن الصدق والتصديق يكون في الأقوال وفي الأعمال كقول النبي-صلى الله عليه وسلم-في الحديث الصحيح: »كتب على ابن آدم حظه من الزنا، فهو مـــدرك ذلك لا محالة، فالعينان تزنيان وزناهما النظر ، والأذنان تزنيان وزناهما السمع، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرجلان تزنيان وزناهما المشي، والقلب يتمنى ويشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه.
    ويفصّل الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى القول في هذا المعنى فيقول: »والإيمان أساسه الصدق ، والنفاق أساسه الكذب ، فلا يجتمع كذب وإيمان إلا وأحدهما محارب للآخر«.
    وأخبر سبحانه: أنه في يوم القيامة لا ينفع العبد وينجيه من عذابه إلا صدقه قال تعالى: ((هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جناتِ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداْ رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوزٍ العظيم))(12) وقال تعالى: ((والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون))(13) ، فالذي جاء بالصدق هو من شأنه الصدق في قوله وعمله وحاله ، والصدق إنما يكون في هذه الثلاثة:
    فالصدق في الأقوال: استواء اللسان على الأقوال كاستواء السنبلة على ساقها ، والصدق في الأعمال: استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد ، والصدق في الأحوال: استواء أعمال القلب والجوارح على الأخلاق ، واستفراغ الوسع وبذل الطاقة ، فبذلك يكون العبد من الذين جاءوا بالصدق ، وبحسب كمال هذه الأمور فيه ، وقيامها به تكون صديقيته ولذلك كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه ذروة سنام الصديقية فسمي (الصدّيق) على الإطلاق، و(الصدّيق) أبلغ من الصدوق، والصدوق أبلغ من الصادق، فأعلى مراتب الصدق مرتبة الصديقية وهي كمال الانقياد للرسول-صلى الله عليه وسلم-مع كمال الإخلاص للمُرْسل .
    الفرق بين الصدق والإخلاص:
    الـصـــــدق والإخلاص عملان قلبيان من أعظم أعمال القلوب ، وأهم أصول الإيمان ، فأما الصدق فهو الفرقان بين الإيمان والنفاق ، وأما الإخلاص فهو الفرقان بين التوحيد والشرك في قول القلب واعتقاده أو في إرادته ونيته والأعـمـال التي رأسها وأعظمها»شهادة أن لا إله إلا الله« لا تقبل إلا بتحقيق الصدق والإخلاص.
    ومن هنا كان الصدق والإخلاص شرطين من شروطها ، ولذلك كذّب الله المنافقين في دعوى الإيمان، وقول الشهادة لانتفاء الصدق، فقال:((إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لـكـاذبون))
    وقال: ((فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين))
    كـما أبطل سبحانه زعم أهل الكتاب والمشركين أن دينهم هو الحق بانتفاء الإخلاص فقال: ((لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة))(17)، إلى أن يقول:((وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلـصـيـن لــه الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة))(18).
    والصدق والإخلاص مع تقاربهما ترادفهما أحياناً يميز بينهما بتعريف ضد كل منهما: فالصدق ضده انتفاء إرادة الله بالعمل أصلاً،كمن آمن وصلى كاذباً ولم يرد الإيمان والصلاة، وإنما فعل ذلك لسبب آخر، كما فعله المنافقون حفظاً لأنفسهم وأموالهم من السيف، وجبناً عن تحمل أعباء المواجهة الصريحة للإيمان.
    والإخــلاص ضده انتفاء إفراد الله بالإرادة والتوجه كمن آمن أو صلى صارفاً ذلك لأحد مع الله، وهذا هو الشرك الذي وقع فيه أكثر العالمين،وعلى قدر ما يحقق العبد الإخلاص لربه يكون ترقيه في»المخلصين« الذين صرف الله عنهم غـوايــــة الشـيـاطـيـن وأثنى عليهم في كل أمة»
    وللحديث بقية.



    .. هذة جزئيه فقط من بحث في فضل الصدق لمنصور الحجيلي .

    اتمنى ان تحوز على رضاكم .


    اخوكم.. السُّلمي
    [/align]
    [rams]http://www.sh3r.net/Sh3r/fi9al_allwesh/shmookh.rm[/rams]

    [email protected]

  3. #18
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية جواهر عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    وَما تَدْرِي نَفسٌ بِ
    المشاركات
    8,316
    [align=center]

    السامية بدينها

    السلمي

    ألف شكر لكـم على هذه الإضافة

    وبانتظار عودتكم مرة أخرى ـ .

    مفاهيم مصححة



    * ليس السخاء أن تُعطيني ما أنا محتاج إليه أكثر منكـ ، بل ما أنت مُحتاج إليه أكثر مني .

    [poet font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
    * إن المليحة من تُزين حُليها = لا من غدت بحليها تتزين .
    [/poet]
    * من أهم الأشياء في حياتكـ ، أن تجعل أهم شيء في حياتكـ ، هو أهم شيء في حياتكـ .

    * يقول ميكافيللي : لا يُخدع من يعلم أنه خُدع .

    * كان على خاتم أفلاطون : تحريكـ الساكن أسهل من تسكين المتحركـ .

    * الشعبية : أن يحبكـ الناس عندما تغادر منصبكـ ، كما يحبونكـ عندما تتسلمه .


    [/align]



    [align=right]متعة الحديث .[/align]

  4. #19
    شــــــاعر
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    السعوديه
    المشاركات
    46
    & استراحه وابتسامه &

    ياعين لاتبكين دمعك ذبحنــــــــي
    لا مايفيدك هالبكا ليت تدريـــن
    تعبت واتعبني بكاك وفضحنــــــي
    كفي الدمع ياعين ياعين تكفين

  5. #20
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية جواهر عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    وَما تَدْرِي نَفسٌ بِ
    المشاركات
    8,316
    محمد الزويد

    شكراً على مشاركتكـ الظريفة .

    [align=center][/align]

    [align=center]التفاهة[/align]

    [align=center][/align]

    [align=center]ـ يقول ابن المقفع : من الدليل على سخافة المتكلم ، أن يكون ما يُرى من ضحكه ليس على حسب ما عنده من القول .

    ـ يقول فولتير : السر في كونكـ شخصاً مثيراً للملل ، هو أنكـ تقول كل شيء .

    ـ تستغرق مناقشة المسائل التافهة وقتاً طويلاً ، لأن بعضنا يعرف عنها أكثر مما يعرف عن المسائل المهمة .

    ـ عندما تحب عدوكـ ، يُحس بتفاهته .

    ـ يقول ابن المقفع : قابل المدح كمادح نفسه .

    ـ يتدحرج بسهولة كل شيء فارغ .

    ـ الكيس الفارغ يصعب أن يقف منتصباً .

    ـ ما عرفت أسخف من الذين يحفرون أسماءهم في الصخور ليخلدوا .

    ـ يقول بوب : الذي يتوقع الثناء يشوه محاسن عمله .

    ـ يقول بايكون : الانتقام عدالة الهمجيين .
    [/align]

    [align=center][/align]

    [align=right]* متعة الحديث .[/align]

  6. #21

    مشرف مؤسس


    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    7,833
    موضوع رائع جدا كروعة كاتب الموضوع الف الف شكر
    [img]http://arabs2eyes.********************************************/hilali_asharqya.jpg[/img]

    قمة الظلم أن تشتريه باغلى الاثمان فيبيعك بلاثمن.
    قمة الظلم أن تعشق وتحب حتى الجنون فلا تُعشق كما تعشق


    الهلال الاول في الفن والامتاع والطرب فهل فهمتم ياعرب

  7. #22
    ~ [ عضو مجلس الإدارة ] ~

    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    8,348
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صراحة الموضوع رائع بروعته كاتبته وروعة من شارك فيه
    أول مرة انتبه للموضوع وانتظروا مشاركتي فيه إن شاء الله أجيب لكم مواضيع تعجبكم
    تحياتي للجميع

  8. #23
    ~ [ عضو مجلس الإدارة ] ~

    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    8,348
    أحبك يا الله
    إن أعطاك الله الدين و الهدى , فاعلم أن الله يحبك
    و إن أعطاك الله المشقّات و المصاعب و المشاكل فاعلم أن الله يحبك و يريد سمع صوتك في الدعاء
    و إن أعطاك الله القليل فاعلم أن الله يحبك و انه يعطيك الأكثر في الآخرة
    و إن أعطاك الله الرضا فاعلم أن الله يحبك وانه أعطاك أجمل نعمة
    و أن أعطاك الله الصبر فاعلم أن الله يحبك و انك من الفائزون
    و إن أعطاك الله الإخلاص فاعلم أن الله يحبك فكون مخلص له
    و إن أعطاك الله الهم فاعلم أن الله يحبك و ينتظر منك الحمد و الشكر
    و إن أعطاك الله الحزن فاعلم إن الله يحبك و انه يختبر إيمانك
    و إن أعطاك الله المال فاعلم أن الله يحبك و لا تبخل على الفقير
    و إن أعطاك الله الفقر فاعلم أن الله يحبك و أعطاك ما هو أغلى من المال
    و إن أعطاك الله لسان و قلب فاعلم أن الله يحبك استخدمهم في الخير و الإخلاص
    و إن أعطاك الله الصلاة و الصوم و القرآن و القيام فاعلم أن الله يحبك فلا تكن مهملاً و اعمل بهم
    و إن أعطاك الله الإسلام فاعلم أن الله يحبك
    أن الله يحبك , كيف لا تحبه؟؟؟
    إن الله أعطاك كثير فكيف لا تعطيه حبك؟؟؟
    الله يحب عباده و لا ينساهم .. سبحان الله
    لا تكن أعمى و أوجد حبّ الله في قلبك
    و اعلم أن الله يحبك و أحن عليك من أي إنسان
    قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين


    كلامxكلام

    أنواع الكلام

    _ الكلام الحنون و هو الكلام المتبادل بين الأم و أبنائها.
    _الكلام المهذب الذي يدور بين الأب وأولاده .
    _ الكلام المتقطع و هو أجمل الكلام الذي يخرج من فم طفل صغير ما زال يتعلم كيف يتكلم.
    _الكلام الجدي و هو الكلام المتبادل بين الناس المحترمين و الجادين.
    _الكلام المنمق و هو الكلام الذي يضطر الإنسان لقوله أمام بعض الناس المهمين بالمجتمع.
    _الكلام الكاذب و هو الكلام الذي يستخدمه بعض الناس للهروب من قول الحقيقة.
    _كلام النميمة و هو الكلام الذي يستخدمه بعض الناس لتشويه سمعة الغير .
    _كلام العشق و هو أروع الكلام الذي يدور بين العشاق و الأحبة.
    _كلام المحترم و هو الكلام الذي يدور بين الزوجين المتفاهمين و المحبين.
    _كلام الحقيقة وهو أحسن الكلام يتسم صاحبه بالإنسان الصادق.
    _كلام السفيه و هو يخرج من فم السفيه الذي لا يعلم إي شيء عن أصول الكلام فهو يتكلم فقط ليسمعنا صوته
    _كلام الشعراء و هو كلام الإحساس كلام القلم كلام ما يوجد في نفس من كتبه.
    -كلام الدعاء وهم ما يناجي العبد ربه به فيطلبه ما أراد وله فيه اجر.
    -كلام النفس وهو ما يُسِر به الشخص إلى نفسه ويخاطبها وقد يعاتبها ويطول الكلام عن حديث النفس.
    -كلام الحاسة السادسة وهو ما لم يستطيع العلم إلى الآن تفسيرها وهي نقل معلومات من شخص لأخر بدون كلام وموجودة بكثرة بين التوأم.
    -كلام الإشارة وهي حركات معينه متفق عليها تعطي مدلولات معينه وهي كلغة أو إشارة متفق عليها .ومثال عليها لغة الصم والبكم.
    _كلام العيون الذي لا نسمعه بل نراه و نحلله من شكله وهو كلام (لغة العيون) و هذا النوع لا يحلله إلى كلام الإنسان الذي يحس به
    -أفضل الكلام على الإطلاق هو ما قال الله وقال رسوله

  9. #24
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية جواهر عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    وَما تَدْرِي نَفسٌ بِ
    المشاركات
    8,316
    [align=center]هلالي الشرقية

    تشرفت بمروركـ

    وبانتظار عودتكـ للمشاركة إن أمكن .

    حازمة

    يا هلا بكـ يا غالية

    وألف شكر على مشاركتكـ الرائعة

    وبانتظار عودتكـ مرة أخرى .



    وقفة



    قيل : إذا أبغض الله عبداً أعطاه ثلاثاً :

    * يحبب إليه الصالحين ويمنعه الاقتداء بهم .

    * يحبب إليه الأعمال الصالحة ويمنعه الإخلاص فيها .

    * يُجري على لسانه الحكمة ويمنعه العمل بها .
    [/align]

  10. #25
    ~عضو مؤسس ICDL ~
    الصورة الرمزية دفا المشاعر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الدولة
    جـــدة
    المشاركات
    11,415



    سئل نـــابليــــون :


    كيف استطعت أن تولد الثقة في نفوس أفراد جيشك ؟

    فأجاب : كنت أرد على ثلاث بثلاث ..

    من قال لا أقدر .. قلت له ... حاول .

    من قال لا أعرف .. قلت له ... تعلم .

    من قال مستحيل .. قلت له ... جرب .


    أختي الغالية // جواهر عبدالله

    أشكرك من القلب على طرحك المفيد والمميز


    لا حرمنا نشاط جديدك ومفيدك


    لك مني ودي وتقديري

    أختك // دفا المشاعر
    استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليـه






    شكراً ع الإهداء غلاتي الحلوة فهوووودة

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •