السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبلغني أحد المهتمين بهذا الموضوع ، وطلب مني المشاركة لارتباطي وصلتي بكليات المعلمين ، أحمد الله عز وجل وأقول :
أولاً : الوزارة : في الحقيقة أن الوزارة – وليست إدارة كليات المعلمين – ليس لديها اهتمام بالكليات ، حيث كان الهدف إعداد معلم لسد الشواغر وسعودة وظائف التعليم – والدليل أنه في عام 1406 هـ ألغى الوزير الخويطر قرار الابتعاث للحصول على الدكتوراه وقال إن الكليات لا تحتاج إلا لحاصلين على الماجستير ، ومع تسارع الأيام أصبحت الكليات تطبق نظام الجامعات السعودية وتسير وفق منهجها ، ولذا أسقط في يد الوزارة لعدم قدرتها على مواكبة الجامعات وفي ظل عدم رغبتها في التفريط في هذه التركة الثمينة بالنسبة لهم وهي كليات المعلمين ، وهذا هو السبب الحقيقي في مشاكل كليات المعلمين بدءاً من اختيار وكيلها وطاقمه وانتهاءً بضعف مخرجاتها من المعلمين [ في اختبار الكفايات للعام الماضي والحالي حصل الخريجون من كليات المعلمين على أدنى الدرجات - جزاك الله خيراً يا دكتور الرشيد على هذا المعيار الدقيق لجودة أداء المعلمين ] ، وتفاقمت مشكلة كليات المعلمين لدى قيادة الدولة مع أحداث المواجهات الأخيرة في المملكة حينما تم البدء بالدراسة العلمية والتتبعية لمشكلة الإرهاب – فالبحث والمتابعة تعني إخراج الورق من الأدراج ووضعه على الطاولة وهنا تتكشف المساوئ . والفقرات التالية ستناقش إدارة الكليات وهمومها :
ثانياً : التعيين : التعيين في كليات المعلمين ليس تبعاً لحاجة الكلية التي يقرره مجلسها وإنما بيد ادارة الكليات ، فجميع وظائف كليات المعلمين عائمه – أي أن مقرها ادارة كليات المعلمين بلوزارة بالرياض وهي التي توزعها ، وهذه مشكلة خطيرة فتحكم شخص واحد - وهو مدير أعضاء هيئة التدريس بالكليات - يجعل هناك محسوبيات ويعطي الرجل من الصلاحيات ما فيه خطورة على نزاهة عمله – فأعانه الله إن كان مخلصاً ، فلم نسمع أن وزارة التعليم العالي تتحكم في وظائف الجامعات ، ولذا ينبغي أن تكون بيد الكليات أو على الأقل يوضح كم عدد الوظائف لكل كلية – ولا يتم التوزيع كما يقال بناء على الحاجة أو المصلحة العامة ؟ .
ثالثاً : النقل : لايوجد آلية واضحة للنقل هل هي تبعاً للأقدمية أم التخصص ، وهذا العام سمعنا أنه وضع لجنة ، ولكن نخشى أن تكون نفس الأشخاص المسئولين في ادارة كليات المعلمين ( المهم وجود لوائح ونظم ) . ووكيل الوزارة يرفض مبدأ النقل ، ولهذا تم نقل أشخاص بالواسطة القوية ، ولهذا تم وضع الوكيل في موقف حرج مع طالبي النقل نظراً لموقفه المتعنت ، الذي نتمنى أن يخضعه للدراسة ويتراجع عنه إذا بدى له خطأ القرار . ومن هنا تم التوجه إلى الطريقة التالية .
رابعاً : التحايل على النقل بالندب : من يريد النقل ولدى إدارة الكليات رغبة بذلك يتم ندبه لمدة عام ويمدد له – رغماً عن أنف الكلية التابع لها ، وأولهم مدير أعضاء هيئة التدريس سعود الحقباني الذي وظيفته بإدارة تعليم القريات بالمرتبة العاشرة . وأعجب !! كيف يدير أعضاء هيئة التدريس بكليات المعلمين شخص حاصل على بكالوريوس جغرافيا بتقدير مقبول – وما قيل عن حصوله على الماجستير من السودان أثناء التعاقد صحيح ، على الرغم من وجود أعضاء هيئة تدريس متميزون ومعروفون بانجازاتهم ومشاركاتهم على مستوى الدولة . وكأن منطق وكيل كليات المعلمين يقول : " المديرون الممتازون يحتفظون بموظفين من الدرجة الأولى ، وأما المديرون من الدرجة الثانية فيعملون مع موظفين من الدرجة الثالثة " . مع وجود حسنة رائعة لهذه الإدارة نذكرها .
خامساً : بادرة ممتازة لإدارة أعضاء هيئة التدريس : هذا العام تم التنسيق مع جامعة البترول والمعادن لاستقطاب المعيدين بالكليات للدراسة لديهم ، وسمعت أنه عوض لبعض من سافر بتذاكر سفر – وأتمنى أن يكونو كلهم .
سادساً : معاناة المعيدين : وهذا بيت القصيد. وهذا بيت القصيد. وهذا بيت القصيد. وهذا بيت القصيد. وأشهد الله أني أرؤف بحال أساتذة الجامعات ، فما بالك بمن هم في كليات المعلمين ، فيجب على كليات المعلمين ووزارة التربية والتعليم ووزارة الخدمة المدنية أن يتقوا الله ويبينوا أن وظائف المعيدين لا تتطلب الابتعاث للدراسات العليا خارجياً - أو يعملوا مثل بعض الجامعات التي تطلب وظائف معيدين وتلتزم بابتعاثه الماجستير في بعض تخصصا ت الاعداد العام . ولأن معاناتهم عميقة الجذور ومأساتهم بالغة الأسى فسوف أوجز حالهم مع إدارة كليات المعلمين – التي حال المزارع المذكور أفضل حالاً منها - في الحكاية التالية : يحكى أن رجلاً كان يطير بمنطاد بعيداً عن مساره بأميال عديدة ، وحينها نزل قليلاً بالمنطاد ليسأل مزارعاً عن المنطقة التي هو فيها ، فصرخ سائلاً : أين أنا؟ ، وعندها رفع المزارع رأسه ونظر إليه وفكر لثوان ثم قال له : أنت في منطاد أيها الأحمق !!!!! .
وأعتذر عن عدم ذكر بعض التفاصيل لأنها قد تؤثر على أشخاص غير قياديين ، كما أعتذر عن التوقيع بإسمي ولا أريد الدخول في صدامات أو مناقشات مع الزملاء في كليات المعلمين . مع تقديري لكل قلم حر . والسلام عليكم.