[align=center]عندما اويت الى غرفة نومي والظلام يتخلل اطرافها وفيها عسعسة ضوء خافت يشبه
ضوء الصباح، عندما اويت الى فراشي لكي ارتاح واذهب بعض التعب،
اذا بالذكرى تموج في محيطها الهائج وفي خضم أمواجها المتلاطمة بعضها ببعض،
واذا بالنوم يودع مكان نومي متعذرا ان جفني رفض دخوله الى عيني،
اويت الى فراشي والذكرى تفت قلبي فتا ، وتقطع أطرافه بسيف لا يرحم من يلاقي ابدا
وقد سريت بخيالي اسرح وامضي في ذكرى تلك الذكرى التي هي منقوشة في جدار قلبي
تظهر ذكراها مع دقات قلبي كل لحظة بلحظة.
هنالك.....
ابقى في لحظتي لاادري ابليل انا ام بنهار ، ابرأرض انا ام بسماء ، ابيقظة ام بمنام.
فيامن خطف حياتي بذكراه ، ويامن هيج قلبي بطيفه،
هل انت في مثل ماانا فيه ، ام انت معرض لا تدري ما انا فيه من العذاب ، كأني بكك وحالك
في مثل ما انا فيه ، نعم فأنت صاحب وفي ، بل انت انسان لست بلأنسان الطبيعي ، انت انسان كامل الأوصاف - والكمال لله - ، لك معان الوفاء والصدق.
هذا وانا في هنيهة من الوقت أمضي بسرعة البرق في خظم هذه الذكرى الخالدة .
فيا نوم أين انت ؟
ارجع الي وانقذني مما انا فيه من عذاب ومما انا فيه من حال صعب ،
لايتصوره انسان له فكر واحساس ،كم من الهم يجتاح حياتي ويستقر ينهش في قلبي
وصدري ، كم من الشعور الا طبيعي يسري في عروقي ، بل وما هذه الرجفة الباردة
التي اصابت اطرافي .
ايها الرائد في قلبي اتذكر كل تلك اللحظات، كأني ارى تلك المناظر على الطبيعة مباشرة .
لقد ذهب النوم بعد تلك الذكرى وادبر مسرعا وانا المنادي ولكن لاحياة لمن تنادي،
ذهب ولم يرعني ابدا ، فمهلا ايها الليل لاتذهب فأنا اخاف ان ياتي النهار وانا لم اتلذذ
بذكراي ، اقول ذلك مرة ثم ارجع فأقول كما قال امرء القيس
الا ايها الليل الطويل الا انجل *** بصبح فما الاصباح منك بأمثل
متى تذهب ايها الليل بهمك واحزانك وعذابك متى تريح قلبي من هم وحسرة،
ما زلت اتذكر والنوم يحوم حولي يتحين الفرصة ،لينقظ علي ويريحني مما انا فيه
وفجأة انقظ علي النوم وانا في ابتسامة صفراء معفرة بخوف وقلق، اشبه ما يكون
بمن جمع بين خوف وفرح وضحك وبكاء ،ارتاح قلبي وتعذب من بعد ما بادر جنبي على فراشي
مودعا تلك اللحظات ، غافلا على ما سوف اصبح عليه،
فيارب ارفق بحالتي ،
لقد جفت دمعتي ، وسكنة رجفتي ، وهفت نار قلبي ، وذهبت آهاتي، من بعدما لفني
الليل والنوم بذكراي .
فهي ذكرى خالدة لن انساها ابدا ما حييت.
اخوكم
بدر سهران[/align]