أصعب شي في هذه الدنيا هو أن يكتب الإنسان (( وصيته )) الأخيره استعداد لتوديع الحياة والأصعب من ذلك بالطبع هو أن يرثي هذا الانسان نفسه قبل أن يموت في قصيدة تحرق كلماتها قلوب كل من قرأها وهذا ماحدث لي بالفعل حين قرأت قصيده مرثيه لشاعرة الراحلة ( عابرة سبيل ) التي كتبتها من على فراش المرض أو فراش الموت أسموه ماشئتم
وداعية عابرة سبيل باختصار معبره عن كل انسانه وزوجة مخلصه
تقول عابرة مخاطبة زوجها ورفيق دربها
ترى الذبايح وأهلها ماتسليني ** وأنا أدري إن المرض لا يمكن علاجه
أدري تبي راحتي لا يابعد عيني ** حرام ماقصرت ايديك ذفي جـــــاجــة
أخذ وصاتي وأمـــانــة لا تبكيني ** لو كان لك خاطر ماودي إزعـــاجة
أبيك في يديك تشهدني وتسقيني ** وأمانتك لا تجي جسمي في ثلاجة
لف الكفن في ايديك وضف رجليني ** ماغيرك أحد كشف حسناه وإحراجه
ابيك بالخير تذكرني وتطريني ** أجيرني خالقي من نار وهاجــــه
سامح على ماجرى بينك وبيني ** أيام أمسي عدل وأيام منعاجـــه
عيالي همي وانا اللي فيني يكفيني ** علمهم الدين تفسير ومنهاجه
فكــان الرد من الزوج المكلوم في هذه الابيات التي لا تقل شأنا عن ابيات الراحلة التي كتبتها قبل أن تموت فكانت ( المرثية في المرثيه )
حاولت أنام وحاربت عيني النوم ** وجريت صوت مثل صوت الذيابه
الجفن كنه صار ضايق ومهزوم ** ودموع عيني مثل رس السحابه
على وليف قالوا اليوم مرحوم ** فارق وراح ماتهنى في شبابه
زرت القبور اللي على بعضها ارسوم ** وخطيت رسم فوق ذيك النصابه
قلبي من الدنيا عليه مرسوم ** والرسم توه عقب خط الكتابه
أحبها مير القدر صار مقسوم ** ويحبها كل الاهل والقرابه
الموت أخذها واودع القلب مثلوم ** جرح عميق ما يداوي صوابه
الموت أخذ شجعان وارخوم وقروم ** وأخذ رسول الله وباقي الصحابه
رحم الله عابرة سبيل ورحم الله كل من شهد بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله روحم الله جميع أموات المسلين أنه سميع مجيب
>>>>>>> شكر خاص للأستاذ الكثيري لنشره الموضوع في جريده الجزيره وانا استبيحه عذرا لانشره لاخواني واخواتي في غرابيل عاشق
تحياتي لكم
اخوكم
جروح