عندما تكون المقالب مؤلمة...!!!
في أيام عزوبيتي المتوفاة كنت أسكن مع مجموعة من الاوباش والسفاحين في أحد البيوت الشعبية التي يقطنها في الوقت الحاضر عصابات الهنود والبنغاليين بعد أن حرثنا جميع الاحياء للبحث عن من يقبل بهؤلاء العزبنجية ليكون جاره السابع أو حتى العاشر مع تنازلنا عن جميع الحقوق الشرعية التي يتمتع بها الجار..الى أن وجدنا ضالتنا عند العم أبو سعود الذي كانت له أهداف بعيدة المرامي خصوصاً وأنه أب لنصف دسته من البنات اللآي حال حولهن ووافق بعد أن وضع ماشاء من شروط تعجيزية كأنه سيملكنا المنزل المهترئ بأقساط مع أخذ جميع العهود والمواثيق بإن نكون مؤدبين وحلوين وندفع الايجار على داير مليم....
سكنا البيت وشاركنا قاطنيه من الجن والجرذان والبراغيث والصراصير بحجميها العادى والمقاس العائلي الكبير ناهيك عن الباعوض صديق ليالينا الدموية الحمراء والذباب الذي يرافقنا بشغف في كل أرجاء البيت ويحب أن يداعب أنوفنا وعيوننا ويمارس هوياته في الانقضاض والاسناد الجوي القريب والبعيد لما ينكشف له من أهداف استراتيجية منتقاه ...
وكان يشاركني المنزل كما قلت سابقاً مجموعة من الاوباش والدجالين والدغلين وكنا نمتهن هواية صنع المطبات والمقالب ضد بعضنا وكان أحد أكبر صانعي المقالب كبيرنا الذي علمنا كل ذلك وهو (الاجرب) وقد أطلقنا عليه ذلك اللقب لانه كان كثير التحكك وقليل التدلك ولانه المعلم الكبير والذي يصعب علينا تأكيله مقلب معتبر .قررت أنا واحد الاصدقاء أن أفضل وقت لعمل أي مقلب فيه عندما يكون في سابع نومه ولما كانت مهنة الاجرب هو رجل مرور كان عليه أن يستيقظ مبكراً اليوم التالي فلقد ذهب للنوم مبكراً وبعد حوالي ساعتين قررنا تنفيذ المقلب فيه وهو أننا أخذنا (لي الماء) الموصل في المكيف الصحراوي ورفعنا فراشه بهدوء وسكبنا كمية لتر من الماء تحته وأعدنا اللي لموضعه وعدنا لاكمال السهرة مع بقية الزملاء الذين لم يكونوا علموا عن المقلب وبعد حوالي نصف ساعة قام الاجرب للذهاب لدورة المياة وكان عليه المرور من الصالة التي يجلس بها الجميع وعند مروره وهو متغمس العينين ويتحكحك كعادته نظر الجميع اليه وهم يطلقون ضحكات مدوية وهستيرية عند رؤيتهم لبقعة كبيرة في مؤخرة ثوب الاجرب الذي بدأ ينظر الي ثوبه وهو في غاية الحرج خصوصا أن من بين الموجودين بعض الاغراب من الضيوف وإرتد راجعاً لغرفة نومه وهو منكسف ..وطبعاً ودع النوم تلك الليله وغير ملابسه وبدأ يحلل الموضوع بحسه الامني عندما وجد في الارضية القريبه من سريره بعض البقع المتقطعة من الماءوتتبعها وعرف حينها أنه قد بلع مقلب..وقرر أن يرجع للصالة ليبين للجميع أن لديه حالة مرضية مزمنة من التبول اللارادي وعند إنتهائه من كلامه تعاطف معه الاخرون وفي تلك اللحظات كدت أنا وزميلي نتفطر من الضحك طبعا عرف الجميع أن العمده أكل المقلب ونام عليه...
في اليوم التالي ذهبت الى دوامي وفي طريق عودتي الى المنزل متعباً في ذلك اليوم الذي كان شديد الحرارة فجأة إذا بسيارة مرور كانت خلفي بدأت بتشغيل السفتي ولحظتها بدأت اشك في نفسي أنني قد إرتكبت أحد الاخطاء التسعة وبدأ قلبي يرجف كماطور مبوش وبدأ الضغط يرتفع وينزل كالعوامة الاتوماتيكية لا تقر ابدا ,وإذا أنا أسمع سيارة المرور تصدر أمراً (صاحب السيارة المازدا البيضا على جنب) في هذه اللحظة أحسست أن قلبي سقط بين الدواستين ..توقفت وأخذت رخصتي وإستمارتي ونزلت من السيارة وتوجهت الى سيارة المرور وعند قربي منها نزل رجل المرور من سيارته وعند رؤيتي له وضعت رخصتي وإستمارتي في جيبي وأخذت بتلابيبه في تلك اللحظة توقفت سيارة من الشباب الملاقيف ونزلوا من سيارتهم عند رؤيتهم لي وأنا أشد رجل المرور (الاجرب) من تلابيبه والذي صاح بهم خليكم شاهدين ياشباب وطلب منهم تأديبي وكان عددهم أربعة مصارعين وزن فوق الثقيل أوسعوني ضرباً ولكماًهرب الغزاة بعد أن رأوا الدورية إختفت ورأوا بقعة دم من فصيلتي على ثوبي من أثر ضربات غير قانونية لأعود للبيت بمقلب على الهوا وبعلقة لازلت أتألم منها بالرغم من مرور سنين طويلة عليها...ولسان حالي يقول الآن الله لايعيدها من ساعة والله على الظالم..يايا أجربوه........
رد مع اقتباس
