إن الغالبية العظمى من التربويين و لا أعمم ربما لا يعرف ما المقصود بالإدارة حيث أنه وقد يتعامل مع الإدارة من خلال الخبرة والتعامل اليومي .. و ربما يتضطر للتعرف على هذه المفاهيم في حال دراسة أو ربما الدخول في مقابلة ما تتعلق بوظيفة إدارية أو إدارة مدرسية ..
لذلك أقدم بين يديكم رسائل إدارية تربويةوهي خلاصات بحوث سواء في المواقع التربوية أو محاضرات تربوية واتمنى من الله أن تحقق الهدف الذي أرنو إليه نحو معرفة أدارية تربويه جادة
الرسالة الأولى: مفاهيم إدارية عامة
لم أجد تعريفا موحدا لكل المنظرين في علم الإدارة يحوي مفهوم علم الإدارة ، الحال في ذلك نفسه مع مجمل العلوم الأنسانية التي يبقى الأتفاق على إطار عام و الأختلاف في إيصاله السمة العامة .
لكن الأصل اللاتيني لكلمة الإدارة هو serve وتعني الخدمة ، على أن من يعمل بالإدارة يقوم بخدمة الآخرين .
ثم من المهم التنويه إلى أن الإدارة بعمومها لها مفاهيم تبتعد شئ ما عن خصوصية مفهوم الإدارة التعليمية و الخصوصية الخاصة لمفاهيم الإدارة المدرسية .
* الإدارة العامة ( تشمل الإدارة الحكومية : زراعية ـ صناعية ـ تجارية ـ إجتماعية ... الخ )
* الإدارة التعليمية ( تختص برسم السياسات العام للتعليم وتقديم العون و الأشراف والرقابة لتنفيذ هذه السياسات .)
* الإدارة المدرسية ( وهي تقوم بتنفيذ السياسة التعليمية وترجمة النظريات إلى واقع ملموس )
وعلى كل حال فالعلاقة بين المنظومة المثلثية هذه هي علاقة الكل بالجزء . فالإدارة العامة هي الأم وأخذت منها الإدارة التعليمية والمدرسية مبادئها و قوانينها و أصولها ، وقد كانت الإدارة التعليمية جزءا من الإدارة العامة التي أستقلت عنها و أصبحت علما قائما بذاته عام 1946 م .
ونورد هنا بعض التعريفات لمفهوم الإدارة بصورتها العامة :
أ - تنظيم الجهود و تنسيقها و أستثمارها بأقصى طاقة ممكنة للحصول على أفضل النتائج بأقل جهد ووقت ممكن ( تيسير الدويك وآخرون ) .
ب - القدرة على الأنجاز عن طريق أستخدام الأمكانيات المادية و البشرية المتاحة من أجل تحقيق أهداف معينة ( يوسف أبراهيم بزاوي ).
ج - العملية التي تدار بها منظمة ما في مجتمع ما وفقا لأيدلوجيته السائدة وظروفه السياسية و الأقتصادية و الإجتماعية لتحقيق أهداف معينة ، وذلك في إطار مناخ تتوفر فيه علاقات إنسانية سليمة وتوظف فيه الأدوات والأساليب العصرية للحصول على أفضل النتائج و بأقل جهد وأدنى تكلفة وأقصر وقت ممكن . ( عبدالغني عبود و آخرون ) .
د- تنفيذ الأعمال بواسطة الآخرين عن طريق تخطيط وتوجيه مجهوداتهم و رعايتهم .( سيد الهواري ).
هـ - العملية أو مجموع العمليات التي يمكن بمقتضاها توفير القوى البشرية و المادية وتوجيهها توجيها كافيا لتحقيق أهداف الجهاز الذي توجد فيه .( محمد أحمد الغنام ) .
و - فن توجيه النشاط الأنساني . ( فورست )
ز - التحديد الدقيق لما يجب على الأفراد عمله ثم التاكد من أنهم يؤددون هذا العمل بأحسن وأكفاء الطرق . ( تايلور ) .
نكتفي بهذه التعريفات لمفهوم الإدارة العامة .
و الآن مع بعض التعريفات لمفهوم الإدارة التعليمية :
أ - (هي مجموعة من العمليات المتشابكة التي تتكامل فيما بينها سواء داخل المنظمات التعليمية أو فيما بينها وبين نفسها ، لتحقيق الأغراض المنشودة من التربية ) .
ب - ( أنها العملية التي يدار بها نظام التعليم في مجتمع ما وفقا لأيدلوجيته وظروفه السياسية و لأقتصادية و الأجتماعية لتحقيق أهداف المجتمع القومية من التعليم ) . ( جميس هارولد فوكس )
ج- ( أداة السيطرة على العملية التعليمية وتنظيمها و توجيهها وتقويمها ، وقد قيل أن قوة التعليم تكمن في إدارته وليس في مادة التعليم و ذاتها ) .
والآن مع بعض مفاهيم الإدارة المدرسية :
أ- ( الكيفية التي يدار بها النظام المدرسي حتى يمكن تحقيق أهدافه من أجل إعداد أجيال ناشئة نافعة لأنفسهم و مجتمعهم ) ( عرفات عبد العزيز ) .
ب- ( كل نشاط منظم و مقصود و هادف تتحقق من ور ائه الأهداف التربوية المنشودة من المدرسة ، والإدارة المدرسية ليست غاية في حد ذاتها وإنما وسيلة لتحقيق أهداف العملية التعليمية ) . ( محمد منير مرسي )
ج - ( هي الوحدة القائمة بتنفيذ السياسة التعليمية ويقوم على رأسها مدير مسؤوليته الرئيسية هي توجيه المدرسة نحو أداء رسالتها وتنفيذ اللوائح والقوانين التعليمية التي تصدر من الوزارة ) (أبراهيم عصمت مطاوع ) .
بقي أن أشير إلى :
1- اإدارة ليست نتاج التنمية بل محدثة لها .
2- في معظم تعريفات الإدارة
لابد من التطرق لثلاث جوانب وهي :
أ . ضرورة الجوانب الأنسانية ـ
ب. تحقيق الأهداف
ـ ج. أتخاذ قرار .
الرسالة الثانية : ( خصائص الإدارة المدرسية الناجحة ) :
في البداية من المهم القول أن ( خصائص ) هي جمع لكلمة خاصية أي ميزة وعليه سوف يكون حديثنا عن ما يميز الإدارة المدرسية الناجحة أو بمعنى أصح ما يتوجب أن تكون عليه الإدارة المدرسية حتى تتصف بأنها إدارة مدرسية ناجحة .
المدرسة ينبغي أن تكون بيئة منتقاة بالقياس إلى البيئات و الؤسسات الأخرى الموجودة في المجتمع ، وهي لن تكون بيئة منتقاة إلا أذا كانت إدارتها منتقاة ، ومعنى هذا أن يكون كل من الإدارة التعليمية و الإدارة المدرسية نموذجا صالحا في العلاقات الإنسانية وفي سير العمل وفي التعاون وأتباع الأسباليب الديموقراطية ، وهي أذا أصبحت كذلك أستطاعت أن تخلق الأمة الديموقراطية ، وعلى ذلك توجب ان يكون بعض ما يميزها :
أ - أن تكون إدارة هادفة : بمعنى أنها لا تعتمد على العشوائية أو التخبط أو الصدفة في تحقيق غاياتها بل تعتمد على الموضوعية و التخطيط السليم في إطار الصالح العام ..
ب - أن تكون إدارة إيجابية : وهذا يعني أنها لا تركن إلى السلبيات أو المواقف الجامدة ، بل يكون لها الدور القيادي الرائد في مجالات العمل و توجيهه ..
ج - أن تكون إدارة إجتماعية : وهذا يعني أن تكون بعيدة عن الأستبداد والتسلط مستجيبة للمشورة ومدركة للصالح العام عن طريق عمل جاد و مشبع بالتعاون و الألفة .
د - أن تكون إدارة أنسانية : وهذا يعني أنها لا تنحاز إلى أراء أو مذاهب فكرية أو تربوية معينة ، قد تسئ إلى العمل التربوي لسبب أو لآخر بل ينبغي أن تتصف بالمرونة دون إفراط أو تفريط ، وأن تحرص على تحقيق أهدافها بغير ما قصور أو مغالاة ..
وساقتني النقطة الأولى إلى التطرق لما يجب أن يتصف به المدير الناجح الذي يقود زمام الإدراة المدرسية الناجحة ، نذكر هنا بعض منها على شكل عموميات ..
صفات المدير الناجح ..
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
1- الأمانة : وهي شرط لنجاح كل عمل لكنها في المسؤول أكثر ضرورة .
2- العلم و الخبرة : أذ بدون العلم يبقى المدير تقليديا يمارس ما تعلمه في ميدان العمل عبر السنين و بدون الخبرة يبقى علم المدير نظريا لا يسعفه عند الحاجة إليه في المواقف العملية ..
3- القوة والقدرة على التنفيذ : والقوة هنا معنوية والتي تتأتى من خلال أمتلاكه الصلاحيات والقدرة على تنفيذ القرارات ..
4- التواضع في التعامل مع الموظفين والجمهور والذي له علاقة بالؤسسة : وذلك حتى يكسب قلوب الناس فيسعى الجميع للتعاون معه .
5- الحلم والصبر : وهما شرطان لكل من تصدر في هذه الحياة وبدونهما فلاسيادة و لا ريادة .
6- الصدق : لأن الكاذب لا يثق به أحد .
7- المشاورة : لان المستبد قد يسير أجساد الناس للعمل لكن بدون قلوبهم .
8- الدهاء والفراسة : لا يخدع بسهولة ..
ذكر فيما مضى بعض وليس كل مايميز الإدارة المدرسية الناجحة والمدير الناجح ..
حتى تترك الفرصة للمتابع أن يدلو بدلوه في البعض المتبقي