السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه إحدى قصصي القصيرة أتمنى أن تنال إستحسانكم.
[align=right]ألقت بنفسها على رمال الشاطئ الذهبيه ورفعت ناظرها للأعلى، كانت النوارس تحلق بحرية في تلك السجادة الزرقاء كما أطلقت عليها يوم كانت طفلة. الجو كان دافئاً، ومياه البحر كانت هادئة. أغمضت عينيها الخضراوين ببطئ وغرقت بذكرياتها " آآآآآآآآآآآه كم أشتاق إليك، كم أحتاجك إلى جانبي.. لم رحلت عني وتركتني أهوي؟! ألم تشتاق إليّ؟ ألم أعد فتاتك المفضلة؟ ام أن نساء المدينة قد لعبن بعقلك، وجردنك من حبك الذي أهديته إلي بعيد ميلادي العشرين!! هل تذكر عندما كنا نركض هنا على هذا الشاطئ، وتقذف بي في مياه البحر المالحة، فأشتعل غضباً وأركض خلفك علّني ألقي بك في مياه البحر؟ وحين كنا نسير خلسة نحو كوخ بنيناه بأغصان الأشجار؟ أتذكر حين كنت تكتب الرسائل وترسلها في طبق الفطور صباحاً من نافذة غرفتي؟ فيمسكني أبي وأنا أقرأ ويبدأ بالعتاب ومحاضرات الصباح والمساء..!رسائل مصحوبة بزهرة اللوتس، كم كنت أحبها، جمعتها كلها بصندوقٍ خشبي نحته أنت بيديك. هل تذكرها؟هل تذكر الصندوق؟ أم أنك نسيتها وذروتها والرياح؟!هل تذكر ذاك البلبل الذي جلبته إلي؟ لقد مات بعد رحيلك، بكيت وبكيت لكنك لم تعد. آآآآآآآآآآه كم أشتاق لتلك الأيام ولتلك اللحظات، بالله عليك أجبني أين أنت؟ أين أنت؟أما عاد يهمك دمعي؟ أنيني وأنتظاري؟ أما عدت تحن لرؤية عيني؟ ورسمي؟ أين أنت؟؟ وأنتبهت فدوى من ذكرياتها على رذاذ البحر المتطاير على قدميها وبعضاً منها على وجهها القمحي..!كانت تبدوا كأميرات العصور الوسطى.. بقيت مستلقية على تلك الرمال الناعمة حتى وقت إنتصاف الشمس بالسماء.. بقيت تستمع لأصوات الطيور وصوت الموج المتلاطم على الصخور الضخمة. وبعد دقائق من إنتباهها سمعت صوت والدها وهو يدنو بقربها: أنت هنا ونحن نبحث عنك؟ لقد أقلقت الجميع بإختفائك.
إبتسمت له وقالت:لقد كنت هنا. أحمد والدها:" كنا خائفين عليك." مدّت يديها الصغيرتين ليلتقطهما والدها، وبعد أن ساعدها على النهوض أمسكت بعكازٍ يتخبط على رمال الشاطئ يساعدها في معرفة الطريق..!! فقد كانت فدوى فتاة عمياء، أصيبت به إثر حادث تخلى بعده خطيبها عنها..!![/align]