[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المسائل المهجورة في الطهارة
المسألة الأولى : المبالغة في الاستنشاق في الوضوء
عن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أسبغ الوضوء ، وخلل بين الأصابع ، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً )
قال الإمام الصنعاني في سبل السلام :
( والحديث دليل على المبالغة في الاستنشاق لغير الصائم ، وإنما لم يكن في حقه المبالغة ، لئلا ينزل إلى حلقه ما يفطره ، ودل ذلكـ من أن المبالغة ليست بواجبة ، إذ لو كانت واجبة لوجب عليه التحري ولم يجز له تركها )
المسألة الثانية : المضمضة والاستنشاق ثلاث مرات بكف واحدة
قال العلامة ابن القيم :
( وكان يصل بين المضمضة والاستنشاق فيأخذ نصف الغرفة لفمه ، ونصفها لأنفه ولا يمكن في الغرفة إلا هذا ، وأما الغرفتان والثلاث فيمكن فيهما الفصل والوصل إلا أن هديه صلى الله عليه وسلم كان الوصل بينهما )
وقد دل على ذلكـ من الأحاديث ما يلي :
1 ـ عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه في صفة وضوء رسول الله : ( أنه أفرغ من الإناء على يديه فغسلهما ثم غسل أو مضمض واستنشق من كف واحدة ففعل ذلكـ ثلاثاً .. ثم قال : هكذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم )
قال ابن حجر :
( وهو صريح في الجمع كل مرة )
وقال أيضاً :
( واستدل به على استحباب الجمع بين المضمضة والاستنشاق من كل غرفة )
وقال النووي :
( في هذا الحديث دلالة ظاهرة للمذهب الصحيح المختار أن السنة في المضمضة والاستنشاق : أن يكون بثلاث غرفات ، يتمضمض ويستنشق من كل واحدة منها )
2 ـ عن ابن عباس رضي الله عنه : ( أنه توضأ فغسل وجهه أخذ غرفة من ماء ، فمضمض بها واستنشق .. الحديث وقال : هكذا رأيت رسول الله يتوضأ )
قال ابن حجر رحمه :
( وفيه دليل الجمع بين المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة )
3 ـ عن علي رضي الله عنه أن رسول الله توضأ فمضمض ثلاثاً واستنشق ثلاثاً من كف واحد )
وفي لفظ : ( ثم تمضمض واستنثر ثلاثاً يمضمض وينثر من الكف الذي يأخذ منه الماء )
وللحديث بقية بإذن الله تعالى
* من كتاب الوصية ببعض السنن شبه المنسية / جمع وإعداد : هيفاء بنت عبد الله الرشيد .[/align]