[align=center]الدرس الثامن : الجزاء من جنس العمل .
[frame="1 80"]
" يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ "
{ سورة القلم : آية 42 }[/frame]
أي : إذا كان يوم القيامة ، وانكشف فيه من القلاقل ( والزلازل ) والأهوال
ما لا يدخل تحت الوهم
وأتى الباري لفصل القضاء بين عباده ومجازاتهم
فكشف عن ساقه الكريمه التي لا يشبهها شيء
ورأى الخلائق من جلال الله وعظمته ما لا يمكن التعبير عنه
فحينئذٍ يدعون إلى السجود لله
فيسجد المؤمنون الذين كانوا يسجدون لله
طوعاً واختيارا
ويذهب الفجار والمنافقون ليسجدوا
فلا يقدرون على السجود
وتكون ظهورهم كصياصي البقر ، لا يستطيعون الإنحناء
وهذا الجزاء من جنس عملهم
فإنهم كانوا يدعون في الدنيا إلى السجود لله وتوحيده وعبادته
وهم سالمون ، لا علة فيهم فيستكبرون عن ذلكـ ويأبون
فلا تسأل يومئذٍ عن حالهم وسوء مآلهم
فإن الله قد سخط عليهم ، وحقت عليهم كلمة العذاب
وتقطعت أسبابهم
ولم تنفعهم الندامة ، ولا الإعتذار يوم القيامة
ففي هذا ما يزعج القلوب عن المقام على المعاصي
ويوجب ( التداركـ ) مدة الإمكان .
* من كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للإمام العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله .
من موقع ابن باز :
الحق في معنى الساق
س3 : طالب يسأل ويقول : ما هو الحق في تفسير قوله تعالى : يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ .
ج3 : الرسول صلى الله عليه وسلم فسرها بأن المراد يوم يجيء الرب يوم القيامة ، ويكشف لعباده
المؤمنين عن ساقه وهي العلامة التي بينه وبينهم سبحانه وتعالى ، فإذا كشف عن ساقه عرفوه
وتبعوه ، وإن كانت الحرب يقال لها : كشفت عن ساق ، إذا اشتدت .
وهذا معنى معروف لغويا قاله أئمة اللغة . .
ولكن في الآية الكريمة يجب أن يفسر بما جاء في الحديث الشريف ، وهو كشف الرب عن ساقه
سبحانه وتعالى ، وهذه من الصفات التي تليق بجلال الله وعظمته ، لا يشابهه ، فيها أحد جل وعلا
، وهكذا سائر الصفات كالوجه واليدين والقدم والعين وغير ذلك من الصفات الثابتة بالنصوص . .
ومن ذلك الغضب والمحبة والكراهة وسائر ما وصف به نفسه سبحانه في الكتاب العزيز ، وفيما
أخبر به عنه النبي صلى الله عليه وسلم . كلها صفات حق ، وكلها تليق بالله جل وعلا لا يشابهه
فيها أحد سبحانه وبحمده ، كما قال تعالى : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وقال
تعالى : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ " وهذا هو قول
أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان من أئمة العلم
والهدى . والله الموفق . . [/align]
دعــــــــواتــــــكـــــ ـم .