[poem=font="Traditional Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/9.gif" border="double,4,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا مقلتيّ أفيضا منْ دموعكما = فطالما كنتما غيما بلا قطََرِ
مودّةُ القلب لا تُنسى مدى العُمُرِ = و قبضة الموت في الدنيا منَ العِبَرِ
و قلّة الحال تُذْكي الشيْبَ في الصِّغَرِ = و الهمّ حقّه مثل الموت في البشرِ
و الناسُ هذا غريم ٌدام لي أبدا = و ذا حبيبٌ رماه الدهر في سفَرِ
فلا غريمٌ رعى الله لنائبتي = و لا وجدتُ حبيبا ساعة الضرَرِ
أتى القضاء و لا نارٌ بلا شرَرِ = أتى و كذّبْتُ ما أُُبْلِغْتُ منْ خبَرِ
أَ راحَ أحباب قلب ما شفيت بهم = قلبي حنانا و لا عيني من النظرِ ..؟
أُحاربُ الليلَ في الأحلامِ و الذّكر = و لا أصدّقُ إن أبصرتُ للصوَرِ
أذاك حقّ ..؟لقد أودِيتُ في خبَلٍ = و كان ما بتّ أخشاه على حذرِ
تفتّتَ الكبد المحموم في أسفٍ = و لست أنسى و إن طالت بها عُصُري
يا لوعة الدهر قد شيّبتني صغرا = فما عساك تزيديني من الغِيَرِ..
و قيل ما بك يا يحيى؟ فقلت لهم = نوائبٌ أقْعَدتْ قلبي على كدرِ
قالوا عهدناك جَلْدا كلّ نائبة = فما لك الآن مبهوتا على خطرِ ؟
فقلت قد سَلَبَتْني الموتُ منْ مُهَجي = أحبّةً وجْهُهُمْ ما راح من فِكَري
سئمتُ قولكمُ هذي الحياة فلا = تبك عليهم و سَرِّ عنك و اصطبِرِ
سئمتُ قولكمُ فلْتنسَ ذكرَهمُ = و انظرْ حياتَك و ابدأْ عيشَها وَ سِرِ
كم من ليالٍ قضيْناها على سمرٍ = نحكي و نضحك في الماضي و في السِّيَرِ
يا حمّة * و تركتَ القلبَ مُغتربا = كم قدْ سهرنا الدجى في نَوْرةِ القمر
نحكي حكايا المنى في نسمة السحَرِ = نحكي و نحلُم بالمستقبل النضِرِ
رسالة ** ترَكَتْ في القلب موضعَها = و القلبُ ما بين مفحومٍ و مُنفطرِ
سالتْ دموعيَ ليس القلبُ من حجَرٍ = و كم يسيلُ من الأحجار منْ نهَرِ
الحمدُ لله حمدا طيّبا أبدا = لقد رضيتُ بما قدْ خطّه قدَري
و ذاك ذكّرني موتي و شدّته = و يوم أُحمل في نَعشي على سُرُرِ
و يوم أُنزل في قبري ووسّدني = أهلي الترابَ و غطّوْني من المَدَرِ
و لا رفاقي و لا أهلي سوى عملٍ = هو الوحيدُ الذي أُلفيه في عَفَري
و الكلّ راح ووحْدي الآن منتبهٌ = أقول كنتُ من الدنيا على غَرَرِ
و جاءني الحقّ لا أمٌّ تحنُّ و لا = أبٌ شفيقٌ و لا أعذارُ مُعتذِرِ
فارحمْ عُبَيْدك يا رحمنُ إنّ له = ذنبا و أنت له فضلا بمُغتفِرِ
و ارحمْ أُُهَيْله و الأصحابَ كلّهمُ = و الطفْ به في خُطا الأزمانِ و الأثرِ
ثمّ الصلاة ُعلى المحبوب سيّدنا = محمّدٍ صاحب الآيات و السُّوَرِ
ما غرّد الطيرُ في الأدواح و انْبَسَطَتْ = ريحُ الصبا في رُبا الأكمامِ و الزَّهَرِ
و ما بكتْ عينُ مشتاقٍ إذا ذكرَتْ = عَهد الأحبّة في الآصال و البُكَرِ...
* _حمّة هو اسم أحد الأصدقاء الثلاثة الذين ذهبوا ضحايا
انفجار طائرة ( رحمهم الله )
**_ الرسالة المذكورة هي رسالة تركها لي الصديق حمّة و طلب مني
أن لا أقرأها إلاّ بعد عودتي ( كنّا في غربة و سافرت قبلهم )[/poem]