[align=center]الزمــــــــــــــ المتهالــك ــــــــــــــــــن
غريب أمر هذا الشيخ القابع خلف أسوار المقابر ,
لا أعلم إن كان يناجيها لتفح أبوابها أم أنه يستجديها لحظات كي يجمع في
سلته العتيقه ما تبقى من فتات عمره البائد, يمشي مستنداً على جدار
الزمن المتهالك واضعاُ عصاه على كتفه والتي ربما آن لها أن تستريح
هي الأخرى بعد أن أعياها سفره المتواصل,يتحرك ببطئ شاخصاً
بصره نحو تلة الفقراء غير مهتم بنظرات صغارالمتشردين , خطوه بخطوه
لايتوقف وكأنه يسابق الزمن . ولكن إلى إين ؟؟ وكل أوراق السنين تساقطت
كأوراق القطن التالفه... ربما بقي شيئاً من خيوط أمله لم ينسجه بعد,
أو ربما نسي أن يقفل باب كوخه الوحيد ,أو ربما نسي قلبه هناك.
ولكنه ما ان جاوز تلك التله وشاهد ذلك الكوخ القائم ببقايا الصفائح الصدئه
حتى تسارعت خطاه ولم يعد يسمع غير أصوات الحصى المتقاذف
أمام قدميه , توقف أمامه حتى كاد أن يلامسه,توقف بغير حراك
حتى بدا وكأنه جذع شجرة منسيه, وفجأه أشاح بوجهه وكأنه يداري
دمعةً عصيه أخذته على حين غره لم يمهلها طويلاً وأخرج من بين أشياءه
المبعثره شيئاً بدا وكأنه عود ثقاب , وفي لحظه كان ذلك الكوخ كرةً من لهب.
عاد هو أدراجه هابطاً التله ولكن بغير إتجاهه المعتاد , أخذ يبتعد ويبتعد
وأولئك الصغار يلاحقونه بنظراتهم حتى تلاشى واختفى في قلب ماضيه
السحيــــــق . [/align][align=left]إنتهـــــــــــــت,,,, [/align]