السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذي قصتي الثالثة (( القصيرة )) اللي أكتبها بالمجلس.. وان شاءالله تعجبكم .. لاتحرموني من آرائكم..
[align=right]مرّ شهران على إختفاء طفلتهما ليلى ، كانت تبلغ من العمر ثلاثة أعوام ، طفلة ذات شعر أشقر قصير، وجهها القمحي وعينيها الخضرواين يعطيانها جمالاً ملائكياً..!!
إختفت ليلى في الأول من أيار، لم يسمع عنها أحدٌ شيئاً، والدتها نهله مازالت على يقين بأنها على قيد الحياة، أما سهيل فقد قطع الأمل بعد مرور نصف الشهر الثاني على إختفائها. بحثوا وبحثوا، لم تكف الدوريات عن البحث عنها، وزعت صورها على الكثير من المحلات والمتاجر، وفي نشرات الأخبار..
صورةٌ كبيرة معلقة بجدار تلك الصالة ، كان سهيل شاباً غنياً، ورثها عن والده ، أما والدته فكانت تقطن في منزل كبير بعيداً عن منزله، ولكنها ما إن سمعت بنبأ إختفاء ليلى حتى هرعت لتسكن معه وتواسي نهله..
سهيل: نهله أرجوووك كفى نحيباً.. إتركي تلك الصورة..
والدته: أرجوك بني أحضر لها طبيباً فحالتها تزداد سوءاً..
سهيل وبغضب: آآآآآآآآه ياامي هي على هذه الحال منذ شهران، شهران ياأمي لم تكف عن البكاء والتأمل بهذه الصورة..
والدته:.............
سهيل: هي إبنتي أيضاً وأشتاق إليها.. وقد مرّ شهران ولم نجدها.. فهل سأبقى أعانق صورتها حتى الموت.
نهله أدارت رأسها بإتجاهه وقالت بصوتها الباكي: لم انت قاسي القلب ياسهيل، أليست إبنتك ؟ أليست قطعةً منك؟
وعادت للبكاء مرةً أخرى، وقف سهيل وعيناه تغرق بالدموع، إتجه اليها وضمها الى صدره وهو يقول: آسفٌ ياحبيبتي ، لم أقصد ماقلته ولكن حزني على فقدها يؤلمني جداً..
ويمر الاسبوع الثاني من الشهر الرابع بطيئاً.. هزلت نهله ، وإزداد سهيل عصبيةً.. حاولت والدته السيطرة عليهما ، وبذلن مابإستطاعتها. ماكان يؤلمهم أكثر أنهم لايعلمون إن كانت على قيد الحياة، أو أنها ماتت..
سهيل: سأبحث من جديد..
نهلة: وأين ستبحث؟ لقد بحثنا بكل مكان..
سهيل: سأذهب للحديقة التي أختفت منها وأسأل من جديد..
نهله: خذني معك..
سهيل: صحتك سيئة عليك المكوث بالسرير.. سأصطحب معي بعض الرفاق..
نهلة: إعتني بنفسك جيداً..
طبع قبلة على جبينها وغادر المنزل.. نهلة مازالت تسمع صوت طفلتها بأذنيها، كانت طفلتهما الأولى، كم فرحا بقدومها، أحباها كثيراً ولكن فرحتهما بها لم تكتمل ، إختفت ليلى بحديقة أطفال كانا يأخذانها إلى هناك دائماً.. ذهبت نهله لشراء بعض البوظة وعادت لتجد أنها قدإختفت، بحثت وبحثت وأستمر البحث حتى صباح اليوم التالي ولكن دون فائدة.. أين اختفت؟ ومن أخذها؟
عاد سهيل منهكاً من البحث، الجو كان حاراً جداً.. ذهب ليأخذ حماماً بارداً وعاد إلى زوجته..
نهله: لم يستجد شئ إليس كذلك؟
سهيل: كلا..
نهله: ربما سارت بإتجاه إحدى الأحياء القريبة لنا؟
سهيل: لقد سألت ولم يروها..
وعادت نهله لنوبة بكاء جديدة، وهي ممسكة بدمية إبنتها وصورتها بين ذراعيها.. نظر سهيل بأسى الى زوجته الثكلى ، ضمها الى صدره وأخبرها بأنه سيجدها بإذن الله.
وذات يوم خرج سهيل يتمشى بالحديقة التي أختفت بها ليلى ، وبينما هو كذلك توقف فجأه، أمعن النظر، فرك عيناه ليتأكد، إنها هي فعلاً.. إنها ليلى!! كانت تجلس بالقرب من شاب وهي ممسكة بحلوى في يدها. تقدم سهيل ناحيته ونادى إبنته بصوت عالٍ..
سهيل: ليلى.....
إنتبهت ليلى وركضت مسرعة ناحيته وهي تقول له: بابا.. أنظر إنها حلوى..!!
ضمها الى صدره وأخذ يبكي ويبكي : طفلتي حبيبتي.. أين ذهبت؟
كان الشاب ينظر إليه بعطف، حتى سأله: ءأنت والد الطفلة؟
سهيل: نعم كيف وجدتها؟ ومن أنت؟
الشاب: إسمي كريم، وانا لا أقطن بهذا الحي..
سهيل: تفضل إجلس وأخبرني كيف وجدتها..؟ لقد بحثنا عنها مطولاً..
كريم: كنت ماراً بذاك اليوم هنا لألتقي بأحد معارفي، وحينما ركبت السيارة عائداً للمنزل وجدت ليلى نائمة بالمقعد الخلفي، تفاجأت ولم أدري من أين أتت ؟ ولم أدري من أي مكان ركبت بالسيارة لأرجعها.. وبقيت أحضرها الى هنا ولبعض الأماكن التي توقفت فيها سابقاً بذاك اليوم لعلي أجد أحداً يعرفها، أوجد أهلها.. وهاأنت ذا
سهيل: يالك من طفلة لقد أذبت قلب والديك..
نظر سهيل الى كريم ودعاه لمنزله وقبل كريم الدعوة.. وصلا الى المنزل وأجلسه بغرفة الضيوف.. سهيل مازال ممسكا بها، حملها وأخذها لوالدتها فتح الباب كانت نهله نائمة على السرير.. إقترب منها وهمس بأذنها : لقد وجدت ليلى، لقد عادت إبنتنا..
ولكن نهله لم تستدر ولم تحرك ساكناً، نظر سهيل الى يديها لمسها واذا بهما باردتان كالصقيع.. بقي سهيل جاثماً بمكانه، لم يكن يصدق ماتراه عيناه، ليلى تحاول إيقاظها، قطعت قلب والدها إرباً وهي تناديها: ماما،، ماما...
صرخ بأعلى صوته.." آآآآآآآآآآآآآآآآه "... لقد فارقت نهله الحياة وهي تضم صورة إبنتها إلى صدرها، عادت ليلى لتفارق نهله الحياة..!![/align]
النهـــــــــــاية