بينما كنت جالسةً.. في عالم الخيال.. مرّ عليّ طيف!!
طيف من؟؟ أمعنت النظر جيداً... كان طيفها هي ..
طيف ذلك الملااااك........ فكانت هذه الحروف :
** نشأة روح **
صرخــ ــ ـة.. تلك كانت بدايـ ــ ـتـ ـها
بكائــ ـها.,, كان جميلاً ،، يطرب أذنيّ...
أنامـ ـلها الصغيرة... راحـ ــة كفيها....
دافـئتـ ـان..،. ناعمـتـ ـان....
عيـ ــنينها ,,,,,, كحــ ــ ــبـ ـات اللؤلؤ.....
فاضـ ــت أشعــتهــا بمصابيح زينت الأفـق الرحب...
وجهــ ـها ،،.. أحلــى من القمـ ــ ــر..
شعرهــ ـ ــا أسود كســــواد الليـ ــ ــل ...
بيضاء ،،،، كـ ــ ـبيـ ـاض الثـــلج....
** فرحة روح **
إبتسا متـــ ــها الهادئة.،, وضحكــ ــتها الرنانــة...
لعبٌ... وضــ ــحــ ــ ــك..، قفز ومرح...
شقــ ـاوة أطفـــ ــ ـــ ــ ـال..
وتكبر الروح، ثلاث سنين ،، لتصبح طفــلة......
وأي طفلة..،. إنهــ ــــا ملااااااااااااك....
جمال وكمـــ ــــال,,،، يهزان الأرض بهــ ــون..
صوتها.. أعذب،،، وأطرب من ألـ ــف سمفونية....
** رحلة روح **
خرجت،، كعادتــ ــها,, إلى أيــ ــن؟؟
رحلـة؟؟ نعم رحلـ ــ ـــلةً صغيرة....
بالسيــارة،....، شئ رائــع..........
قلبي يخفـــق بشدة،،، ليس كعادتــ ــه....
فرحتها،، ضحكتها ,،، ليست كعادتهـا!...
" وداعاً ماما " .., إنها تقولُ وداعــ ـاً!...
ولكن.. لم الوداع؟ إنها مجـرد رحــلة؟..
" لِم الوداعُ حبيبتي؟؟ "
" سأذهــ ــب برحلة،، ألن تأتي معي،, ماما؟"..
" كلا.. حبيبتي،، ســ ــ ـأنتظــ ــر عودتكــ ...
" لن أعــود،,, سأبقـــى ألـعــ ــب..
قالتها وهي تضحك ،، لم أكـ ـن أعـلم..
عانقتها طويلاً.. " ماما " تخنقينني ،،.. تركتها........
وأنطلقت بها السيارة..، إلى أين؟؟ آه، إلى الرحلة....
** رحيل روح **
مضـ ـى الوقت بطيئاً... ،،،،، ........
ساعة الحائط لاتتحرك.. عقاربــ الساعة...
تفترس الدقائـ ــق،، ولكن ببطئ.........
قلبي مازال يخفق بشـ ــدة،، أكبر.. وأكبر،،...
لا أسمع شيئاً.,, سوى دقات قلبي القوية..،، ,,....
جرس الباب؟؟ لا....... جرس الهاتف؟؟ من ياترى؟...
" ................................"
توقفـ ـــ ـت دقـ ـات قلبـي......
صرخة مدوية،، " إبنتــي"..
سقطت تلك الوردة،،... وتنــ ــ ـاثرت أوراقهــ ــا..
تلقفتها الأرض،، وأحتضــ ــ ــنتهــ ـا بهدوء..
رحلـت،،،.. تاركةً خلفها دمــ ـوع متفجـــرة....
ومشـ ممزقــ ــ ــ ــ ــة ـاعر....
** كانت روح **
كـانت روح قد نسجتها خيوط الفـل والبنفسج..
روحٌ،،, أنصعُ بياضــاً من نور الشمـــس........
ولكنها رحلت،، لدمـ ـوع الحسـ ـ ـرة والندمـ .....
لتأتي الصـ ـرخةُ من جديد.. " إبنتـي حبيبتي"..
" رحلتِ؟! لم أكن أعـلم أنه آخر وداع.. آخر عناق"..
** روح **
رحل ذلك المـلاك ،،,, لتعيش " ماما" كابوس الفراق..
رحيل بسمة المنزل وفرحته،، حطم القلوب.. وأحرق الجفون...
شتاااءً قــارص!!! فدفء المنزل قد رحـ ـ ـل...
وإلى الأبـ ــ ــد.....
قالتها لي:" وداعاً ماما" ،، لن أعــود....
كانت تعــ ــرف.. لم أمنعهــ ــا.. كم كنت غبيه...
و.... ،، أعترض.. إنها مشيئة الله.... دموع،، حسرة,,, وألم...
مــازلت أسمعها،،.. ضحكتها ترن في أذنــي......
نظرتها الهادئة.. إبتسامـتها الساحــ ــ ــرة......
قفزتــ ــها،، هنا وهناك.. رقصتها،،،، بهجتها......
لعــ ـــبها في كـل مكان......
وتغرق العيونــ ،،، بالدموع.. وعتصر القلب بالألم ....
" حبيبتي ،,،، كم إشتقت إلـــيك...
لضمـــك ،،,,, لتقبيـلك ... لشمــ ــك..
لكنـ ــك رحــ ــ ــ ــلت.......
فكـــ طفلة ــانت......
** وتستمر الدموع **
بمنتصف اللـ ـيل.. وبين أشـ ـ ـلاء الظـلام...
أنيــ ـــ ــن يقطع القلوب.. لتـ ـعود الصرخة..
من جديـــــ ـــد: إبنتـــــي... .
لتتــ ـناثر الدموع.،، وتعــ ــ ـود رحلة العذاب،،...
بحث؟! عن أي شئ تبحثـ ــ ـين....،،،؟؟.....
أبحــ ــث عنها., عن روحــ ـي.،. ومهجة قلبــي,،...
عن إبنتي حبيبتي،،,,, لقد رأيــ ــتها هنـا!!!.....
وتغـ ـرق العيونـ بالدمـ ـوع ،،، وتجهـ ـش النفس بالبكاء...
" قالت لي: ستــ ــذهب..،، لتلعب,,،،رحلــ ـلة قصيرة...
" سأنتـظ ــرها هنا!!،، ستعود لتناديني " ماما ".....
نظرات حزن،،,,, رأفة... شفقة!،،، ألـ ـم ،،،......
تمــ ـلأ الأركان،،، تخنق المكـان!!...
ويأتي الصـوت ثانية: لكنـ ــها رحلت.. إلى الأبد...
ولكـ ـن لمَ؟،، إنها مجــ ـــرد طفلة؟؟
صرخـ ــ ـات،، ولكنها تختنق... مع العبـ ـ ـرات..
ومـــ ـازالت تردد بصوتها الحـزين.....
" إبنتــي حبيبتي ...... ستعود....!!!!...