السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أولى محاولاتي في كتابة القصص القصيرة، نشرتها في مواقع كثيرة ونالت الرضى والإعجاب، فأتمنى أن تنال إعجابكم أيضاً.. تحيتي للجميع
[align=right]كان جالساً في شرفة غرفته.. وهاهو يرشف الرشفة الأخيرة من فنجانه الخامس. الأوراق والبطاقات مبعثرة على الأرض.. أوراق ممزقة وكلمات مبعثرة..!! الغبار كان كثيفاً على النوافذ.. الملابس ملقاة.. أعواد الثقاب وبقايا من سيجارة منطفأه..!!
طرق على الباب يؤذي أفكأره ويزعجها..!! قام متثاقلاً ، وتوقف عند الباب لينظر من البلورة.. وقف مذهولاً، تجمد بمكانه.. وانتبه من ذهوله على الطرق مجدداً.. فتحه بتردد..
ــ مرحباً..
ــ مرحباً..
بقيا واقفين لدى الباب ثوانٍ معدودة.. حتى أردفت هند تقول:
ــ ألن تدعوني للدخول؟
ــ أجل تفضلي..
فسح لها الطريق.. وأجلسها بالغرفة المجاورة لتلك الغرفة، لم تكن تحتوي على الكثير من الأثاث، طاولة صغيرة بالقرب من طقم جلوس بسيط .
ومنظر لغروب الشمس معلق على الجدار..
إبتدأ قائلاً: لم عدت؟
هند: أعلم أنك مندهش لذلك، ولكنه القدر؟
محمود: أمازلت تلقين اللوم على القدر؟!
هند: صدقني لم أرحل بإختياري..
محمود: لم تجيبي على سؤالي؟ لم عدت؟
هند: يبدو أن مشاعرك القديمة قد تلاشت؟!
ظل صامتاً.. لم يجبها ..
هند: لقد مات..
محمود: آسفٌ لحدوث ذلك؟
هند: ألست سعيداً لعودتي اليك؟ ألم تقل لي أنك لن تنسى حبك إلي..؟!
محمود: ءأسعد لموت إنسان؟ أم أسعد لنفيك الي من حياتك ومضيك خلف المال والسلطة والجاه..؟!
هند والدموع تغرق عينيها: لقد أغرتني أمواله.. ولكني لم أنسى حبك يوماً بقيت أعيش على ذكراك آملة أن ألتقي بك و....
نظر اليها والغضب يشع بوجهه: وماذا؟ أتعتقدين أنني سأصفح عنك وأعود لأرتمي بين أحضانك مرة أخرى؟ إعذريني سيدتي لن أكون لعبة بيديك تتركينها وتعودي اليها وقت ماشئت.
لاذت هند بالصمت، لم تتوقع من محمود هذه المعاملة.. إجتمعت الدموع بعينيها ، إستجمعت رباطة جأشها ووقفت..
هند: إعذرني، لقد أخطأت بالعودة.. كما أخطت بالرحيل..أعدك بأنك لن تراني مجدداً.. وداعاً..
لم يودعها.. نزلت مسرعة من شقته، كانت الدموع تتطاير من عينيها البريئتين..
أما محمود فبقي جالساً في مكانه يفكر بها،" آآآآآه مازالت طفلتي الصغيرة ، لن أنساك أبدا ياهند. " وبينما هو غارق في أفكاره وبهند ،، سمع صوت إصطدام.. أسرع لينظر من النافذة .. لم يرى شيئاً فقد إمتلأ المكان بالناس..
نزل مسرعا على السلم.. تعثر بإحدى الدرجات ولكنه واصل ركضه ..
وما إن وصل إلى مكان الحادث، حتى تسمر في مكانه.. تقدم من بين الحشد ليراها.. وجثم على رجليه، ووضع رأسها عليه، إغرورقت عيناه بالدموع..
أخذ يتمتم بصوته الحزين: هند حبيبتي، لاترحلي هند هذا أنا إستيقظي حبيبتي..
حاجياتها كانت مبعثرة، كانت ممسكة بإحدى يديها صورة، سحبها محمود وقلب الصورة، كانت صورة لهما معاً ، إزداد بكاءه وتعالى صوت أنينه.
" آآآآه ليتني لم أتركك ترحلين.. "
بكى البعض وتألم البعض لذك المنظر المؤلم ، رحلت هند إلى الأبد ، وبقي محمود وحيداً وإلى الأبد.
النهـــاية[/align]