[align=justify]ينتابني الغضب عند سماع اي مسؤول أو متحدث , وهو يردد عبارة " يجب مراعاة خصوصية مجتمعنا " .. ولا ادري عن أي خصوصية يتحدثون ؟!
هل الخصوصية التي يتحدثون عنها - وما أكثرهم - أننا مسلمون !
أم ان خصوصيتنا , هي وجود الحرمين الشريفين على أرضنا !
دائما لا يتوسع المتحدثون عن " الخصوصية " في شرح معناها ومغزاها بالنسبة لهم , ولا أجد معنى للخصوصية التي يتحدثون عنها , إلا في شيء واحد , هي بقائهم في مناصبهم .. فتجد الوزير والمسؤول - اياً كان - يتحدث عن الخصوصية ليبقى في الموقع الذي هو فيه !
إن الخصوصية التي يتحدثون عنها , جعلت تنميتنا تطير في الشوارع والطرق والبنايات , دون تقديم أي تنمية للعقل السعودي , فالجامعات الاهلية تاخرت لخصوصية المجتمع .. والانتخابات البلدية غابت كثيرا لخصوصية المجتمع .. وفي الواقع الذي نعيشه , يبقى التعليم العام والعالي - مكانك سر - منذ التسعينات الهجرية وما يسبقها بقليل .. لخصوصية مجتمعنا !
ويذهب البعض إلى ان الخصوصية في مجتمعنا , تتمثل في رفض الكثير من أعضائه - وتحديدا المطاوعة - للتطورات المدنية في المجتمعات البعيدة والقريبة منا , ولا يجب ان نعاند انفسنا , ونغفل , الأثر السيء لما سببه البعض من فئات المجتمع - متطرفون دينيون وليبراليون - لمجتمعنا السعودي .
ففي السابق من الأيام , امتلك " المطاوعة " - ولا اُعمم - صلاحيات عجز معظم فئات المجتمع من الحصول على فضلاتها , وشاهدناهم وسمعناهم في المنابر والمساجد والمجالس يشطحون بأفكارهم ويشددون على قبول أرآئهم ويرفضون من يعارضهم ولو بالكلمة ! وجاءت أحداث أفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك لترتفع أصواتهم أكثر مما كانت عليه , وتبعهم بـ " يديه " شباب لم تزد اعمارهم عن الثمانية عشرة والعشرين ربيعا ! .. وتواصلت الأحداث , وفي كل يوم يزيد عدد الشبالب المغادرين الى هناك بغية النصر أو الشهادة , وبمباركة من رجال الدين وصمت من البقية .. ورضا من المسؤولين .
وبعد احداث الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة , تنبأ المجتمع الى خطأ ارتكبه , وتمثل في فتح الباب على مصراعيه للكثير من المواطنين لتحمل هموم غيرهم ! وتعاقبت الاحداث , وحصل ما حصل من تفجير وقتل وتدمير وسط مجتمعنا , وما زلنا نكتوي بناره ونتذوق مرارته .
وفي المقابل , سعى البعض من أفراد المجتمع , لاستغلال هذه الظروف , والدعوة لإصلاحات في المجتمع , وهي الإصلاحات التي تتوافق مع رؤاهم والسياسة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط الكبير !
غاب الحس الوطني عن هؤلاء وأولئك , وطغت مصالح شخصية , ورغبات في تنفيذ قناعات خاطئة , تحملها ويتحملها الآن المجتمع وأفراده .
إن الكثير من الخطايا والتصرفات الخاطئة في المجتمع , سببها " الخصوصية " التي يتحدثون عنها , وليتنا نعمل دون خصوصية " وهمية " لا يراها إلا المتحدث ! إن الواجب على أفراد المجتمع , بمختلف مواقعهم واجناسهم , تغليب المصحة العامة على المصلحة الشخصية , وأن يكون الرأي الواحد هو الرأي الجماعي لا الفردي , وهذا لا يكون بالقيل والقال , والقتل والتفجير , ولا يكفي الجلوس تحت قبة واحدة لتقرير ما يصلح للمجتمع .. إن أفراد المجتمع هم القادرون على تحديد مصيرهم , ولا ننظر إلى فرنسا وهولند , عندما رفض افراد المجتمع هناك الدستور الأوربي , ونسعى لتنفيذ ما يعملون , فهم مجتمعات سبقتنا في تطورها المدني , ولكن !
حولنا مجتمعات وسعت - بتشديد العين - اتخاذ الفرد للقرار في أخص ما يخصه , وهذا يجعلنا ننادي بان يكون للفرد في مجتمعنا السعودي الحق في تقرير مصيره بعيدا عن سلطات المتعصبين من اي فئة , وفي رأيي أن هذا يتمثل في عمل استفتاء حول أي قضية شائكة ويتخذ الفرد ما هو مناسب له من قرار .. وأجزم رضاه بقرار الغالبية , حتى وإن حدث عكس ما صوت له .
إن قضايا ثانوية - في نظري - , كـ قيادة المرأة للسيارة , لا يجب أن تأخذ البعد الذي تأخذه في كل وقت تُثار فيه .. إن أفراد المجتمع هم فقط من يحدد .. أتقود المراة ام لا تقود .. أنعمل إنتخابات لاختيار أعضاء في مجلس الشورى ام يستمر التعيين !
هذا ما أريد .. ولا ازيد ,,
ولا بارك الله في " خصوصية " تجعلنا نسير خلف الركب !
ولكم شكري , وعذرا للإطالة ,, [/align]