[align=center]الضوء القادم من النجوم .. شعاع عفيف وصاحب النكهه الجميلة ..
ومبدع القوالب الشعرية محمد السليس .. .. ونقطة ضوء صغيرة نُسلطها على جانب من جوانب السليس ..
السليس أقل ما يقال عنه إنه شاعر فيلسوف في مفرداته مزاجي في تعامله مع النظم .. فلا يمكن ان تتنبأ بما سيصدر عنه .. فهو يداهم دهشتنا ويبعثر مُخيلتنا بكل ماهو غير متوقع ..
سريع البديهه حاضر الشعر وصاحب حضور جميل ..يحمل الطيبة وروح الحياء البدوي الأصيل في شعره وفي منطوقه .. ويحمل الصخب والفوضاء في احيانا اخرى عندما ينفعل على قافيته ويحاول ان يروضها لكي تخرج ابياته في نسق منظوم مُتقن الترويض .. فهو يرى القصيدة الجديدة كـ المهرة الصغيرة المتمردة ويجب ان يعسفها خبير مُتمرس .. فلا ضير ان يقضي وقته في
ترويضها ان احتدم مزاجه وإن ((إسفهل )) فهو خير من يدلل قصيدته .. وإن إحتدم شعراً فهو بركان يقبل ..جميع الضروف الصعبة .. حتى يروضها..
[poem=font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
بعض الاصوات تشرح خاطري ياسعد= وبعض الاصوات ماودي بسمعانهـا
بعد صوت الحبيب اللي لحبـي جحـد= عافت النفس كـل اصـوات خلانهـا
وعافت العيـن من عقبـه لذيـذ السهـد=واستعـادت مواجعهـا وحرمانـهـا
وكل جرحن قديم من الغـرام استجـد=والعـروق النديـة جفـت اغصانهـا
لاذكرتـة وجفنـي ساهـر مـارقـد = من عيونـي دموعـي هـل هتانهـا
ولاطرالي وراح الفكر معـه وشـرد =قلت يالله خـل الـروح فـي شانهـا
وكل مامرنـي والحسـن قـام وقعـد = خاظـعٍ واعترضلي ولــج النـفـس حنانـهـا
اتعـوذ واردد قـل هــو الله احــد =قبل يستحـوذ الاعصـاب شيطانهـا
[/poem]
ومن منظور الشعر لكل شاعر مُبدع فلسفتة الخاصة ونظرته الخاصة .. وقصيدته الّتي تتميز بنسيج فلسفتة ونظرته للأشياء من حوله ..
محمد السليس خلط انسجة خاصة به وانماط لا يمكن ان تكون لغيره فهو تمكن من ادواته وأبحر على فلسفتة .. وطرق باب الشعر بطرق مميز فهو شاعر رسام بالحروف مُبدع وكأنه ينحت قصائده على شكل عمل فني ويمزج أعماله الشعرية بروحه وبيئته .. محمد السليس أخذ من همومه حروفاً ومن احزانه عناقيداً ومن تجربته إطاراً وخلفية لإعماله وكيف ما اراد ان يُشكل في أعماله فـ للعمل بصمتهُ الخاصة به ..فقد جعل من الكريستال سائلاً ومن الماء صخراً ومن الهم كائناً ومن النجوم اصدقاء له يتحدثون معه احياناً ويستمعون له احياناً اخرى ..فهو يختار خلفيته لوحته وكيفيه الوانه وهو يعلم أن الجماليات متواجده في كل الأشياء من حوله ولكنها تتفاوت وبنسب معينه .. كما تتفاوت النجوم بقربها وبعدها عنا ..
[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الهم والفرقا مع جروح الايام = ثلاث فيهن للهواوي مضره
وراع الهوى مجبور لوكان منضام = شوفة حبيب الروح عنده مسره
وانا الذي في هالبحر صرت عوام = غصت البحر مره عن الفين مره
هذي ثلاث سنين عام ٍورى عـام = ودخلت رابعهن بخيره وشره
اسهر وحيد ٍ والمخاليق نيام = بمصاحبة نجم السماء والمجره
سبايب اللي صوب القلب بسهام = واوكد مضاربهن بشلفاً تجره
راع العيون السود مع حاجب ٍرام = ومبيسم ٍكن البرد في مقره
تكفيني الثنتين فالمظهر العام = واما الحلا! مابه حلا مايمره
[/poem]
والممتبع لقصائد السليس يجدها نوع من الإبحار والبحث عن جماليات الطبيعة وجماليات كل من يسير بقدميه على هذه الطبيعة .. فهو شاعر فنان وبيده قلم متمكن وريشة تجيد اللعب بلألوان ويد تجيد النحت وتشكيل الأشياء .. السليس داخله بركان ثائر يسكن في صدره .. وفنان جميل وهاديء يسكن قلبه .. ويملك نظرة عجيبة لروئية الأشياء من زوايا مختلفة ..
[poem=font="Simplified Arabic,4,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فى ماربيا مبتدا الحـب والشـوق = فى شهر اغسطس بالليال المثيـره
من شارع( البرتو) بدا الشوق برفوق = وفى( ميخس) اعلنا الغلا والمسيـره
عشرين يوم كنها الحلم مـع شـوق = باشكـى عواقبهـا سنيـن كثيـره
ومن فرحتى داله مع الزين والذوق = ونسيت لاسالها مـن ايـة عشيـره
وبعد انتهن عشرين بغروب وشروق = فى وجها لاحـت امـورٍ خطيـره
تهل دمعتها الى طالعـت فـوووق = وانا علـى بالـى محبـة وغيـره
[/poem]
وعندما تمتزج الشاعرية والفلسفة فـ الفيلسوف والشاعر يستند في تحليله للظواهر الاجتماعية إلى منظومة من المناهج العلمية والتفسيرات العقلانية .. ويأخذ به مزيج الشعر إلى حالة من الهيام والعواطف التي ليست لها عوالم محددة،..فتارة تجانب قيم الخير وتارة أخرى تتقاطع معها وتميل نحو اتخاذ المصالح الشخصية كأساس للتوجهات... ولاتبالي بمدى توافقها مع منظومة قيم الخير ويتخذ من منظومة قيم الخير المسطرة لقياس أبعاد الظاهرة في المجتمع.. فأن اتفقت وقياسها جاز اعتمداها وإن اختلفت تم رفضها واعتبارها مناهضة لتوجهاته... الشاعر الفيلسوف تهيمن عليه نزعات ومزاجه ويميل بقصيدة نحو المدح ونحو الهجاء وينقلها كما ينقل الربان دفة سفينته وفق مايراه وما يُحس به بل ان نفسية الشاعر في أغلب الأحيان تعي تماماً أنها مناصرة لقيم الخير ضد الشر لكنها تعتمدها كمنهج لتحقيق المصالح الخاصة... وفضح نوايا الأنفس الصغيرة ..
السليس شاعر وفيلسوف ومزاجي بدرجه ..هو يعرفها ولن أكشفها فالسليس ادرى الناس بنفسه
ولكني عندما غصت في شعره عرفت مدى ما يحمله من حُب وسط قلبه الأبيض ولكنه بالمقابل يرفض .. ان تتكون امامه الأشياء بشكل لا يقبله مزاجه ..
[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
اليا تواضعنـــا بلشنــا بالاقزام = واليـــــــا تكبـــرنا ملام ٍ علينـــــــــــا
لكن تعلمنـــــــا من صدوف الايـام = من عقب جربنــا ورحـــــــــنا وجينـــا
اللاش مثل الصفـــر بحساب الارقـــام =حطه يسارك لاتحـــــــطه يمينــا
واليا بلشنا فالحقايق والاوهــام = بعنا الرخيصه واشترينا الثمينا
للصاحب الوافى نجى درع وحزام = وقت الرخا والا بشهب السنينا
والرجل لاماصار عزام جزام =اكيد فى قاسي المواقف يلينـــــا
وسوق المصالح والتمصلح والاعلام = لو تشقى العالم لها ماشقينــــــا
والله لو ان اليمن ينقلب شام = والرمث يقلب كنــــــــــه الياسمينـــــا
وتصير كل النـاس عدوان واخصـام = ماجاينا الا مانوى الله فينــــا
هذا وتمت والرضا سيد الاحكـام =من عقب جربنا ورحنـــا وجينــا
و يالله تعز الدين وتعز الاسلام = وتعز دارى قبلة المسلمينا[/poem]
في قرأتي أثارني إعتقاد الفيلسوف المعروف ((أفلاطون)) في قوله أن الشعر دجل ..!!كالتصوير..!!!!
اما انا وبغض النظر عني وعن من اكون إذا ما كنت .. مع او ضد افلاطون ..فأني اوافقه واختلف معه ..!!
فمن خلال ما ارآه ان سحر اللفظ لدى محمد السليس خاصة وفي بعض الشعراء عامة يكمن السحر اللفظي في نظرة الشاعر وطريقة تصويرة للحدث .. وعندما تصفحت متصفحات السليس وجدته يحول الكلمات إلى صور واشكال ..
فعندما تقراء هذا الجزء ((وسوق المصالح والتمصلح والاعلام )) تجده عادياً جداً وخالي من الصورة الواضحة فهو يصور عن بعد لواقع كبير .. ولكن تجد السليس يحمل زوووم في دقة التصويب والتصوير ويعود للمعنى وبصيغة اخرى (( لو تشقى العالم لها ماشقينــــــا)) فتجعل الصورة واضحة ودقيقة ومركزة على هذه الفيئة بسبك قوي ومنطق اقوى ..
ويبقى أن نشير إلى أن الفلسفة تستند إلى منهج علمي وعقلاني في إطلاق أحكامها على ظاهرة اجتماعية ما ..لذا فأن أحكامها غير جازمة وغير شمولية وتتغير بتغير الواقع والعوامل والظروف.. وتقييم عمومية الظاهرة وليس خصوصيتها. .. بصور مختلفة .. كـ شاعرنا التشكيلي العذب محمد السليس ظاهرة لها خصوصيتها .
خالد عبيد زيدان
[/align]