أنتَ أيها الملل الممل ...
لقد أطفأتَ في نفسي أكثر من مشعل وعي ..
صرتُ أتهرب من القلم ، أخافُ من مواجهة الدفتر ..
لا أستمتعُ بالبوح حتى لنفسي .
على أطرافُ نفسي أمشي ، لكن بلا إيقاع ولا نغم ..
أحس بغباء البوح ، وتفاهة الكلام ، وسخف حبر القلم ..
فأنت تُدهن الروتين على قضبان الزمن .
وأنتَ أيها الضوء ...
لقد أنشطر الزجاجُ الذي أراك من خلاله ..
فتكسرت الأطيافُ وتهشم قوسُ قزح ..
وسافرت الشمس نحو الغروب.
سقطت الفوانيس من يدي ، وتاهت القناديل التي كنت أرى بها ...
إنها عتمة الضباب الإنسانيُ ، سيدةُ الأسباب وكل السبب.
وأنتِ أيتها المادة ...
لقد غيرتِ كل المعاني ، ورميتِ بالأفكار الحالمة في سلة المهملات ، محيت الروحانية السامية في قاموسك .
وصنعت النقاء والصفاء على موقدٍ من الأهداف والغايات ، قبلها سبب ، وبعدها سبب .
فماتت الأماني وهي تنتظرُ العدل معتقلةً في محكمةٍ نفسيةٍ تُعذبها .
أما أنتِ أيتُها الكلماتُ المتوحشة ..
فإني أخاف سماعُكِ ..
فكوني منفية من ساحة أذني .
أما أنتِ أيتها الساعة المعقربة ...
ليتكِ تقفين الآن ...
إني أخافُ من أي لدغة مستقبلية .
أرجو أن تنال رضاكم
ولكم تحياتي