من المسؤول يا ترى عن مثل هذه السلوكيات لدى هؤلاء الأطفال؟ أهي الأسر التي ينتمون إليها؟ بالتأكيد أن
الأسرة مسؤولة في المقام الأول عن تربية أبنائها التربية السليمة. لكن من أين استقى هؤلاء الأطفال تلك العبارات الجنسية البذيئة وهم في مثل هذه السن؟هذا هو السؤال الكبير الذي يجب أن نبحث له عن اجابة؟.
وإذا كانت الأسرة في غفلة عن أبنائها فأين دور المدرسة التي خرجوا منها للتو؟ لماذا لم
تلعب المدرسه دورها في تشذيب شخصيات هؤلاء وتعليمهم أصول التعامل الجيد مع الآخرين واحترامهم.
شيء مؤلم بالفعل أن يصل الحال ببعض أطفالنا إلى هذا المستوى العالي من العفن اللفظي والعنف السلوكي. ومن المؤكد أن أمثال هؤلاء سيؤثرون على بقية زملاءهم في الباص وفي المدرسة، إذ غالبا ما تؤدي التفاحة الفاسدة إلى فساد التفاحات المجاورة لها لتستمر حلقة الفساد والإفساد حتى آخر تفاحة في الصندوق.
هذه المناظر المؤلمة يجب أن نتوقف عندها للتفكير في مكامن الخلل في العملية التربوية سواء في الأسرة أو في المدرسة. فالأسرة التي فقدت دورها التربوي والرقابي والإشرافي على أبنائها يجب أن نصدمها بمثل هذه الوقائع المؤلمة لعلها تعود إلى وعيها من جديد وتدرك حجم الخطر الداهم. ومن هنا
يبرز دور الإعلام في رصد هذه الوقائع وتنبيه الأسر إليها وتوعيتها بأصول التربية السوية.