على ضوء القمر الجميل ..
وعلى ضفاف ذلك الجزء المنعزل من البحر ..
تمّر بي نسمات الهواء البارد ..وكأنها تريد أن توقظني من ذكرياتي التي إستغرقت فيها ..
آه.. كم الايام سريعه ..
وآه كم هي الحياة قصيرة .
أكاد حتى لا أتذكر إلا النزر اليسير من ملامحها ..
حجبت السنين عني صوتها ..وطريقتها في الكلام..
وحركاتها وهمساتها ..
لم أعد اتخيل الا لمحة سريعه لوجهها ..
أتذكره كل يوم حتى لاأفقده .
الله ..كم هو جميل يوم أن تعارفنا ..كنت احادثها..واضحك معها ..
وأضع في حسباني أنني لن أحب هذه الفتاه ..أبداً.
ورغم إحتياطاتي واحتراسي من الحب ..ووضعي لجميع القيود ..
فلقد سرقتني من نفسي ..أجمل سرقة في العالم ..
وكنت أظن أني ذاك الفطن المحتاط ..
كان غياب صوتها عن أذني كارثة بالنسبة لي ..
ولكني بقيت أكابر وأضحك على نفسي وأقول انا لا أحبها ..
أنا لن أحب أحداً ولا أريد أن أمر بتجربة الحب ..بعد تجربة قاسيه مريرة .
كانت هي المرفأ التي رسيت علية في بعد تجربتي المريره ..
واول من قابلت بعد انتباهي من قصتي الخانقة وحبي المكلوم ..
فضمدت جراحي ...وكانت لي الصدر الحاني ..والقلب الدافيء .
كانت تحيطني بسيل غامر من الحنان والعطف ..
كان تغمرني ببحر من الحب والعواطف الجياشة ..
فقط كانت تتمنى أن تسمع كلمة واحده ..أحبك.
وفي أحد أيام الشتاء البارد ..انتبهت لنفسي وكأني كمن أفاق من غفلة ..
انتابني نوعٌ من التعايش الصافي مع ذاتي ..وصرخت بأني أحبها ..
نعم صرخت بأعلى صوتي ..لم أعد أحتاج بأن أكذب على نفسي ..
لم أعد أحتاج أن أخادع ذاتي ..يجب أن أصارح نفسي وأصارحها بذلك ..
هي تستحق ذلك ..نعم تستحقة .خرجت في ذلك اليوم البارد ..
دافيء الشعور بحبها ..حار المشاعر تجاهها ..
منطلقاً يملأ السرور كل صدري ..لم أشعر بأي نوع من السعادة في حياتي
كما شعرت به وأنا أسير نحو بيتها ...ولكن ....................
عالجها الموت في حادث بغيض قاتل ..
فارقت هي الحياة ..وفارقت انا الابتسامة محياي ..
لقد ماتت .
ومات في داخلي كل معنى جميل للحياة .
لقد ذهبت بلا عوده ..
وكأنها أخذت معها حبي للعيش واندفاعي للحياه.
سنتان مرت ..فقط سنتان ..وانا لاأكاد اتذكر ملامحها الآن ..