[align=center]يعتقد 600 خبير ألماني وأوربي اجتمعوا في فرانكفورت، أن بإمكانهم مستقبلا أن يضعوا حدا لمعاناة مرضى باركنسون (شلل الرعاش) وحالات العته الملازمة له. وجرى المؤتمر السنوي حول باركنسون في فرانكفورت في وقت كان فيه الأطباء المشاركون يراقبون بابا الفاتيكان يوحنا بولص الثاني، الذي يعاني من باركنسون، وهو يتحرك ببطء عاجزا عن الكلام، بعد سنوات طويلة من الصراع مع المرض.
وذكر البروفيسور هورست باس، رئيس مؤتمر هذا العام، امام حضور المؤتمر أن 20 ـ 40% من مرضى باركنسون، يفقدون شيئا من ذاكرتهم بعد مرور 10 ـ 20 سنة من الصراع مع المرض. ولهذا فهو يتوقع أن يضر المرض بذاكرة البابا أن عاجلا أم آجلا. إلا أنه أشار في ذات الوقت، إلى عدم وجود مؤشرات حتى الآن على أن الذاكرة قد خانت الرجل البالغ 84 سنة من العمر.
من ناحيته، تحدث البروفيسور بيتر فرانز ريدرر عن طريقة علاجية جديدة في مرحلة التطوير تعتمد على زراعة خلايا مستمدة من شبكة عين جنين ميت في دماغ مرضى الباركنسون، بهدف تحسين العمليات الدماغية المتضررة بسبب المرض. وقال ريدرر، وهو رئيس جمعية الباركنسون في فورتزبورغ (جنوب)، أن خلايا شبكة الجنين تجمع في «كريات» صغيرة وتزرع في الدماغ لتقوم بتحفيز فرز مادة دوبامين من خلايا الدماغ. ومعروف أن العلماء سبق وأن شخصوا قلة إفراز هذه المادة المهمة من قبل «المادة السوداء» في خلايا أدمغة المعانين من باركنسون.
وأكد ريدرر أن هذا النوع من العلاج يمر حاليا في مرحلة التجارب السريرية، وربما يبدأ استخدامه رسميا، وبعد إجازته من السلطات الصحية الألمانية، في عام 2007 . وفي الحديث عن مرض البابا قال ريدرر إن مثل هذ العلاج لن ينفع البابا لأن الرجل مسن وتطور المرض لديه بشكل لا يقبل الرجعة. وقدر البروفيسور فولفغانغ يوست، استاذ أمراض الأعصاب من جامعة فيزبادن، عدد المعانين في ألمانيا من مرض باركنسون بحوالي 250 ألفا. وهو رقم كبير قياسا بعدد سكان ألمانيا البالغ 81 مليون نسمة. وتوقع الباحث أن يكون الرقم أعلى من هذا بكثير، بسبب عدم وجود فحص للكشف المبكر عن باركنسون، وبقاء الأطباء بانتظار ظهور أول أعراض الرعاش، كي يطرحوا تشخيصهم. وتظهر أعراض المرض كما هو معروف بين الخمسين والستين، ويصيب الرجال أكثر مما يصيب النساء.
وعن الاستراتيجيات الجديدة في استخدام العقاقير لمعالجة باركنسون، قال ريدرر إن الطب يميل إلى تقليل جرعات الأدوية، تقليلا للأعراض الجانبية والمضاعفات، والتدخل الجراحي عن طريق زرع الخلايا المحفزة لنشاط الدماغ. كما يتجه العلاج نحو جرعات الأدوية الطويلة التأثير بغية تقليص معاناة المرضى. وقدمت شركة «شفارس» الألمانية طلب إجازة شريط لاصق (بلاستر) يحتوى على الدوبامين يعوض عن الحقن وغيرها.
ويحتوي البلاستر على روتيغين س.د.أس.Rotigotin CDS وهو عقار يتحكم في فرز دوبامين Dopamin-Agonist ويضمن وصول المادة إلى الجسم طوال 24 ساعة. وحسب توقعات الطبيب المختص بباركنسون فإن البلاستر، سيجاز وينزل إلى الصيدليات هذا العام، كما أن من المتوقع أن ينزل عقار ليسوريد Lisurid، المتوفر حاليا كأقراص، إلى السوق بشكل بلاستر خلال عامين من الآن.[/align]