مجتمعنــا بكل مايعتمــل فيه من جمــال ومن قبــح .. وبكل مايتفاعــل فيه من رقــي وتخلــف .. وبكل مايدل عليــه من سمــو وإنحــدار .. هو كبقيــة المجتمعــات .. يتغــير .. يتلــون .. يتكيــف بمـا تمليه عليه متغيـــرات الزمن .. ولكن هنــاك مشــاهد مقصــوره فقط على مجتمعنــا لاتجــدها في ســواه .. لم ولن تتـأثــر بكل عوامــل التعريــه من حولهــا .. مشــاهد تتكــرر وتتكرر دون بارقــة ضــوء في نهــاية النفــق !!!!
*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*
اللوحــه الأولــى
(( الأرمــلة السوداء ))
في زنزانة مظلمــة باردة .. جلست القرفصــاء .. تحدّق في الجدار الخرساني
وفي القضبان الحديديـــــة التي تفصلها عن العالم الخارجي ..
عندما تتأملها تفاجأ بجمالٍ غامضٍ .. ساحر ..
يتوجــه شعــر أسود فاحم تجاهد خصلاته الثائرة حتى تثبت مكانهــا ..
تصدمــك عيناها .. !!
فقد تحولت تلك العينين الفاتنتين إلى قطع زجاج بارد .. فقد بريق الحياة
وقد ترميــك بنظرات قادرة على جعل الدماء تتجمد في شرايينك ..
ضحيــة عادات وتقاليد .. وأبٍ متسلط
قدمهــا قرباناً على مذبح التخــلف والجشــع .. !!
وهبهــا فريســة سهلة لمفترس هرمٍ بلغ أراذل العمـــر
مفتــرس من نوع آخــــــر ..
إستنجدت بأخواتهـــا .. لا فائدة فقد ذبحن قبلهــا
إستنجدت بأخوانهــا .. أحدهم قلّب شفتيــه وأدار ظهــره ..
والآخــر صفق كفاً بكف وأدار أيضـــاً ظهــره .. !!
تلك الليلــة ..
ذُبحت من الوريـــد للوريـــد ..
إمتص رحيق الشباب من شرايينهـــــا ..
سحــق آدميتهـــــا ..
عاث فساداً في أعماقهــــــا
قبل جسدهــــا ..
وبعد شهــور ..
قررت أن تُنهــي هذا العذاب بيدهـــا ,,
لحظـــة جنون ..
لحظــة خوف ..
لحظــة ألم ..
لحظــة رعب ..
لم تتوقف إلا بعد إحساسهــــا
بدفء دماءه على يديهـــــــا ..
وقفت أمام والدهـــا
ترمقة بإشفاق وحسرة .. وتشفي .. !!
إنظــر إليّ جيداً يا أبي
تأملني مليــا
لا تخجل .. لا تطأطيء رأسك .. لا تشح بنظراتك عني
فأنــا من صنع يديـــك
ألن تفخــــــر بي .. ؟ !!
فأنا الأرمــلة السوداء
*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*
اللوحــه الثانيـــه
(( الرخيـــص ))
لا هواية له إلا الجلوس أمام شاشة التلفاز ,, والبحلقة فيه لساعاتٍ .. وساعات .. !!
لا هم له إلا إلتهام الأجساد الكاسية العاريــة ..
والتغني بكحيلة العين .. وميّاسة القد ..
يقتله الشك ..
يكره النساء .. ويحملهن مصائب الكون .. وفساد العالم ..
حتى الوضع الإقتصادي السيء وتفشي البطالة و إزدياد الأيدي العاملة
المرأة هي المسؤولة عنــه .. !!
سيارته مظللة باللون الأسود القاتم ..
نوافذ بيته محاطة بصفائح حديدية بها فتحات دائرية صغيرة
حتى يسمح للهواء بالمرور (( حمداً لله )) ..
لايصطحب زوجته وبناته إلى المطاعم أو المجمعات التجارية
وإن أراد أن يروّح عنهن ..
إصطحبهن إلى الخــلاء حيث لايرين أحداً ولا يراهن أحد !!
وفي المساء .. يغلق باب غرفته حيث التلفاز الوحيد في المنزل
ويعود لممارسة هوايته المفضلة ,, البحلقة في الشاشة لساعاتٍ وساعات .. !!
بيده جهاز التحكم .. يتقلب بين القنوات بحثاً عن لحم رخيص ..
ويلعــن النســاء ,,
فهـــنّ دومـــاً ســـبب المصائـــب !!!!!!!!!!!
*&*&*&*&*&*&*&*&*&*&*
اللوحــه الثالثــه
(( عـــامٌاً بعـدَ عــام ))
تراهــا كل يوم .. تفترش الأرض .. وتضع حصيرة قديمــة باليــة تعرض عليها
بضاعتهــا المتواضعة الرخيصــة الثمــن ..
في حجرهــا ينام طفلها الصغير .. لفته بقماش ألوانه صارخــة .. ساطعــة ..
وبجوارها طفلان آخران .. وثلاث فتيات صغيرات ..
كل سنــة يتكرر نفس المشهد .. ويزداد العــدد .. !!!
تجلس على ذاك الرصيف بهدوء تــام حتى يخيّل للمارة في بعض الأحيان
أنهــا تمثال أو جثــة محنــطة !!
تمــــر الأيــام ,, والأسابيع ,, والشهــور ,,,,,,,,,, والفصــول
وهي .. كمـــا هــيّ ..
تحرقهــا أشعــة الشمــس ..
تخنقهــا ذرات الغبــار .. ونظــرات الفضــول
تبللهــا قطرات المطــر ,, يرعب أطفالها وميض البرق ,, وزلزلة صوت الرعد ..
يقشعـــر جسدهــا من لسعات البــرد ,,
يطربهــا حفيف أوراق الشجــر في الخريف ,,
ويخيفهــا صفير الرياح في الشتاء ,,
تمـــرّ الأيــام .. ويكبــر الصِغــار ..
تختفي الأم ..
ولكن تبقى تلك الحصيــرة القديمــة الباليــة ,,
وتظهــر أمٌ جديــدة وطفل جــديــد ,,
عــاماً .. بعــد عــام !!!!!
=============
(( منقولــه بتصــرف ))
=============
آخــر الكــلام :
(( إليهــا فقط ))
هذا الهوى ..
ضوء بداخلنا
ورفيقنــا ..
رفيق نجوانـا
مهما بكى معنـا ..
وأبكانــا
أحزاننــا منه ..
ونسـألــه
لو زادنــا دمعــاً ..
وأحزانــا
فهاتــي يديــكِ ..
فأنتِ رفيقتــي
وحبيبتــي ..
رغم الذي كانَا !!!
" لو عَـلِمَ ( نزار ) كــم هي رائعــة
ممتزجــةً بِهَمسِــــك .. "
=============
تحيــاتي للجمـيع