[ALIGN=CENTER]مايهمني هنا هو قرآءة الإنسان . . .قرآءة الوجوه . . .قرآءة العيون. . .قرآءة الأفكار .
فهذا لا يتطلب أن تكون طبيب عيون أو طبباً نفسياً . . .المهم والأهم أن تكون انساناً آخراً ....
فهل أنت إنسان ؟
ومع أن الحيوانات قد فاقت بعض الناس في الحكم على الأشخاص!
أومع أننا في عصر السرعة إلا أن الإنسان لا زال متخلفاً من ناحية بطئه في قرآءة الطرف الآخر.
ومن ناحية دقته في الحكم عليه .
والأم وقت ولادتها لطفلها تدقق في وجهه تحاول أن تبثه حبها وحنانها ودهشتها الرائعة من خلال عيونها ،
والطفل أيضاً يستقبل كل إشارات البث المباشرة ويتقبلها بكل رضى وإدراك .
ولعل السبب هو براءته وإحتياجه الى حنو فوري في العالم الخارجي بعد ما تعود حنو أحشاء أمه، عالمه الذي بعث منه للدنيا الغريبة .
ولكنا كبرنا على البراءة - كما يبدوا- وضاعت الدهشة من ملامح عالمنا المصدوم ، وبقينا تائهين نحاول أن نقرأأنفسنا لنفهم ذاتنا والآخرون .
والإنسان الذي لا يفهم نفسه يسهل عليه قرآءة الآخرين . . .
والذي يقرأ الطرف الآخر متأنيا يصل حتماً إلى راحة نفسية يكتسب من خلالها معرفة كيف يتصرف وكيف يحافظ على صداقة ما أو يبعد عن مشاكسة ما أو عداء ما . . .
لكن . . .من يبدأ بالقرآءة ؟!
وهل تسهل قرآءتك أيها الإنسان فينا وفي من حولنا ؟!.
قد تبدوا الإجابة صعبة لكن من يبدأ القراءة هو ببساطة من يحب القرآءة النفسية ...ويعشق خبايا الروح . . .
وقد تسهل القرآءة أو تصعب اعتماداعلى الطرف الثاني !!
فقد يختبيء هو ، أو تسجن نفسها هي بين جدران من الغموض والتستر ، فلا يظهر على سطح الدنيا إلا أسماء لا محل لها من الإعراب .
وتصبح ياخبير القواعد والأفكار مثل طفل يحاول فك رموز اللغة المسمارية .
وهناك وجوه فنجانية قرآءتها تافهة ، لأنها تتقلب مع تقلب القهوة فابعد عنها وأستعذ بالله. . .
وقد تسهل القرآءة مع العِشرة أي بمعنى آخر مع الزمن ، فالوقت كما يقولون كفيل بحل الألغاز .
لكن التباسط والصراحة هما أسرع الطائرات النفاثة لتصل إلى غابة الهبوط على جنة الوجدان ودولة العقل سالماً !!
وهناك صنف من الناس كالكتاب المفتوح ماإن تصادفه ثوان حتى تشعر كأنك تعرفه منذ زمن أو تحس به صديقاً أنيساً ...
لكنهم ياحسرة قليلين . . .
وقد يفهمك صديقك ولا يفهمك أخوك ، كما قد تحسن قرآءتك أختك ولا تفهمك زوجتك ، وقد تفهمك زوجك ولا تفهمك ابنتك. . .
إذاً القرآءة لها أصول وقواعد ، وقبل كل شيء تعتمد على الإحساس والتجارب. . .وإحساس الإحساس؟ ؟ ؟
وماأدراك مالإحساس؟هو الموجة الرئيسي للنبوغ الإنسانية .
وقليل من يعترف به ناظراً له تلك النظرة . . .
وهناك تكمن المشكلة ، لقد صرنا مبرمجين نتعامل مع الغير على أسس فيزيائية ، نتكلم مع الوجوه لا مع العقول والقلوب، وحتى كلامنا مبرمج . . .
نقول "صباح الخير " ناسين ما معناها ، ويرد عليك أحدهم " تسلم " ويستقبلها جهاز الإستقبال في أذنك لكنك تتقبلها على أنها مجاملة ، كما أن الطرف الآخر نفسه قد يكون غير متأكد من أنه يريدك سالماً ....الله أعلم قد يكون قصده " تهمل " بدلاً من تسلم .
والله حالة . . .
لقد صرت الآن أشك في كلامي ، فمن الآن وصاعداً سأدقق في تحياتي وسلامي . . .
لكم تحياتي صادقة . . .[/ALIGN]