رسالة شاب يريد ان يعود لبطن امه الان .. لماذا ؟
منذ أن زرعت في هذه الدنيا ذات ليلة شتوية .. علمت داخلي بشعور من الله اني الان في الطريق للانضمام إلى فئة البشر .. كبرت , وأخذ عقلي الصغير " ينضج " بالكثير من الأسئلة التي لم تجد لها أذان صاغية رغم إعادة طرحها الاف المرات , كانت أمي تكتفي بعبارة " بكرة بتكبر وبتعرف " لتملأ بها اشواق الحاحي ..بطبيعة الحال كان لدي بعض من الأسئلة ـ وربما هذا ما زاد اختناق امي من تفكيري مجددا , مثل :ـ أين تذهب الشمس عندما تغيب ؟
ـ لماذا يركض القمر حولي أينما ذهبت؟
ـ لماذا لا يموت (توم) بعد أن " تمعسه " أحدى السيارات في أفلام الكرتون ؟؟!!
إلا أن أغلب أسئلتي توجهت لعالم البشر , هذا العالم الذي ظل " يزودني " بجرعات منتظمة من الحيرة التي " تذيب " كل المحاولات التي أمارسها "للاتصاق" مع بني جنسي , فكلما زادت معرفتي بالبشر زاد حبي للأشياء فعلى سبيل المثال لا يمكن أن أكتب بـ " مسطرة " أو أمسح بـ (مبراة ) , و"الثلاجة " لتبريد الأشياء بعكس " الفرن" فهو لتسخينها أو حتى حرقها , أرأيتم ما أجمل "الجماد" وما أوضحه , رغم أنه لا يتكلم ولا يفكر ولا يشعر مثل البشر.
لذا التصقت بالأشياء التي اريد اجابات عليها , واكتفيت بنصف , وحتى ربع الاجابة , وهنا اكون قد ارتكبت أثما أكبر من نقصها إلا وهو الاقتناع بها , اي بالاجابات.. وعن كثب أخذت اراقب و" وبصورة محايدة" مجريات الحياة ـ على اعتبار أنني أدمي الأصل ..
في المدرسة توقعت نوعاً من الترحيب فأخذت "أسقط" أسئلتي الواحد تلو الآخر على معلماتي اللاتي جف عمرهن لكثرة اسئلة هذا الطالب " الجريء" مما حدا بالكثير من معلماتي إلى إخراجي من الصف عند زيارة المدير. حيث تم اخراجي من الصف وفق نظام " الفلترة" اي كالتصفية في المنخل.
أسئلة بعمر "العمر" تكدست فوق بعضها البعض بانتظار الإجابة تشبه إلى حد بعيد "كرة الثلج " التي بدأت صغيرة وأخذت تتضخم شيئا فشيئا , في زمن"حمى " الأسئلة و" أنيميا " الإجابات
ـ لماذا .. تصر أمي على استقبال جارتنا "صاحبة أثقل دم ولحم " في التاريخ .. والتي لا تعترف بأبسط حقوق الجيرة , ولا باختراع أسمه " الهاتف " ولا بمبدأ " الجرس " عند الدخول .
ـ لماذا .. يصنف الناس "هذا غني" و"هذا فقير" بناء على نوعية ساعاتهم..
ـ لماذا.. لا تجد بعض النساء ما تتنافس عليه مع جاراتها إلا في المطبخ وانواع الاثاث وثمنه ؟
ـ لماذا .. خلف كل رجل عظيم أمراة , وخلف كل امرأة بائسة رجل .
ـ لماذا لا ينتصر الخير إلا في "المسلسلات "؟ .
ـ لماذا " أم كلثوم " أقدس من " نانسي عجرم "؟.
ـ لماذا عندما نحب ..... حسناً لن أتحدث عن الحب .
ـ لماذا احيانا نبدو كالسحلفاة المقلوبة على ظهرها تنتظر من يعدلها .
ـ لماذا .. نعرف الطريق إلى الجنة و نصّر على سلك الطريق الأخر .
لماذا .. لكل هذه الأسئلة إجابة واحدة .. نعرفها كلنا ..ولا نفعل شيئا حيالها ... لماذا؟...
أمي "كبرت ولم أفهم شيئاً" والآن الآن الآن أريد أن أعود إلى بطنك ...