النخلة التي اتصلت مع المسلمين الأوائل بحميمية حملت مقولاتهم ملمحاً منها ، ففي وصية أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - لأسامة بن زيد قائد حملته إلى الشام مقارنة بين النخلة النفس يقول أبو بكر : ( ولاتقتلوا طفلاً ، ولا شيخاً ، ولا امرأة ، ولاتعقروا نخلاً ) ، وفي قول حسان بن ثابت - رضي الله عنه - :
أبلغ عبيداً بأني قد تركت له *** من خير مايترك الآباء للولــد
الدار واسعة والنخل شارعة *** والبيض يرفلن في القسيِّ كالبرد
* ومن خلال الاستقراء نجد أن هنالك تقارباً في صفات النخلة مع الطبيعة البشرية في عدة ملامح منها :
1- أنها ذات جذع منتصب دائماً .
2- أن منها الذكر والأنثى .
3- أنها لاتثمر إلا حين تلقح .
4- أنها تموت إن قطع رأسها ، أو تعرض قلبها لصدمة قوية .
5- أنها لاتقدر أن تعوض سعفها إذا قُطع ، كما لايستطيع الإنسان تعويض أطرافه .
6- أنها مغشاة بالليف الشبيه بشعر الإنسان .
ويوافق هذه المقاربة الإحساس الشعري النابه لدى عبدالرحمن بن معاوية ( صقر قريش ) ، حين يقول :
تبدت لنا وسط الرَّصافة نخلـــة *** تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت : شبيهي في التغرب والنوى *** وطول ابتعاد عن بني أهلــــي
نشأت بأرض أنت فيها غريبــة *** فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلـي
تـحـيـااتـي