خلال العمرة التي قمت قبل قبل أيام , شاهدت مناظر استوقفتني طويلاً , هي مناظر ليس بينها ترابط ولكنها تستحق الوقوف أمامها :
* خلال الطواف , كان هناك تدافع من المعتمرين لتقبيل الحجر الأسود , وما لفت انتباهي هو ما قام به رجال الأمن من تصرف قاسي معهم لحفظ النظام , وكان الأجدر برجال الأمن وضع ترتيب خاص لمثل هذا الحالات والتعامل بمثالية مع زوار بيت الله الحرام , فعدد رجال الأمن قليل جداً مقارنة بالمعتمرين ولو زاد عدد رجال الأمن لما احتاجوا لتلك القسوة التي تصرفوا بها مع الناس .
* خلال السعي , شاهدت أن غالبية النساء اللاتي يجلسن على الكراسي المتحركة المستأجرة والتي تستخدم لمن لا يستطيعون السعي على أقدامهم هنّ من الخليجيات بصفة عامة ومن السعوديات بصفة خاصة , وسبب استخدامهن للكراسي المتحركة لا يعود لكبر السنّ بل (( للسمنة الزائدة )) , حتى أنني رحمت أحد الأشخاص الذي يقوم بدفع الكراسي عندما وصل إلى المكان المرتفع أمام الصفا عندما تغيّرت ملامح وجهه وهو يحاول الصعود بالكرسي الذي تجلس عليه أمرأة من الوزن الثقيل جداً :) طبعا سعودية ,, (( صورة مع التحية لمن يمانعنون دخول مادة التربية الرياضية في مدارس البنات )) .
* استحقار بعض عمّال النظافة للمعتمرين غير السعوديين ,, واستخدام أسلوب الضرب والإهانة وإفزاعهم وهم في البيت الحرام .. بعكس تصرفهم مع السعوديين والسعوديات ,, دون حسيب أو رقيب .
* تحوّل الحرم إلى فندق للمعتمرين المصريين ,, فبجانب نومهم الدائم في كل مكان في الحرم ( وهذا أمر قد نقبله ) أما نومهم في المسعى ( حتى أنه أصبح ممراً ضيقاً بسبب الكتل المترامية على جانبيه ) , ونومهم في الطرقات التي في أروقة المسجد , وهنا أتساءل ألا يوجد هناك لجان لمتابعة هؤلاء , أم أن الأمور متروكة حتى تقع مصيبة بسبب هذه التصرفات .
* كثرة المعتمرين بثيابهم والبعض بثيابهم وشماغهم ( معتمدين على دفع الكفارة وقيمتها 400 ريال أو أقل ) , وعذرهم في ذلك أنهم يرتاحون أكثر بدون إحرام !
أليس الأولى أن يعتمروا وهم محرمين , ويجعلون ما دفعوه ككفارة بمثابة صدقة لهم ؟!
ألا يعد هذا من باب التبذير ؟
وخاصة من اعتمر بثوبه وغطّى رأسه بالشماغ , فعليه دفع كفارتين !
هذا بعض مما شاهدته , وقد يكون هناك مناظر أخرى ولكن ما كتبته هو ما شدّني .