[ قالت وهي ترتجف باكية : كنت أخلص الناس معه فلماذا تركني وعاد إلى إمرأة كانت تخونه وكان يعلم بخيانتها ؟ .. فآثرت الصمت على أن أخبرها بأننا في زمن تموت فيه الوردة النقية فوق أغصانها عطشاً فالبعض يفضلها ملوثة ]
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
بمكر الثعالب وسموم العقارب ونعومة الثعابين وبراءة الأطفال وكيد النساء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
أسكرتك عطرها الملوث وخدعتك بحديثها المنمق وبكت بدموع التماسيح ورفعت يمينها أمامك وأدت يمين الوفاء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
رمتك بسهامها الغادرة وسيوفها الملوثة وحكاياتها الكاذبة وأشواقها الملفقة وتشكلت وتبدلت وتلونت أمامك كالحرباء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
أشرقت في حياتك من جديد وأعادت إشعال شموعها في ليلك ولونت ذكرياتها الشاحبه في عينيك وراقصتك بجنون الرياح الهوجاء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
أحرقت ذكرياتي بك ومزقت رسائلي الجميله إليك وعبثت بدفاتر أحلامي وقيدت آمالي كالأسرى وساقت أطفال دفاتري إلى زنزانة الواقع كالسجناء ..
شكرا سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
رممت صورتها القديمه في قلبك وطاردت وجودي الجميل بك وألغتني من دفاتر خيالك ونسفتني كالجبال ومسحتني من ذاكرتك كقطرات الماء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
عبثت في بقايا بك ومسحت حنينك الدافىء إلي وأحرقت غابات الأشواق بيننا وتركت البقايا حولك باكيه وتركت الذكرى صامته كالمرأة الخرساء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
أغلقت مدينة الحلم علي وأضاءت مصابح الواقع في عيني وأطفأت نور الأمل بيني وبينك وتركتني أتخبط في ضياعي كالطير الذبيح في الظلام ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
أشعلت النيران في طريقي إليك وهدمت آخر الجسور بيني وبينك وهدمتني كالمعابد القديمة وصلبتني كالتمثال فوق بوابة المساء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
شوهت تاريخي الجميل معك وأعلنت الحرب على ذكرياتي بك ونسفتها وضيعتها وبعثرتها أمامك كرمال الصحراء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
أيقظت الأحاسيس القديمة بك وأعادت الأحلام الميتة إلى الحياة وقبلت عينيك وتوسدت ذراعيك وغمرتك بالورود الحمراء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
ضيقت مساحاتي إليك واختصرت أحلامي بك ووفرت علي الكثير من الأيام والكثير من الأوهام والكثير من العذاب والكثير من الشقاء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
حاصرت وطني فيك وأطاحت بملكي وعرشي وعبثت بإستقلالي وأمني وأخرجتني منك باكية كالمرعوبة ومذهولة كالغرباء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
فجرت براكين قلبي وأشعلت النيران في دمي أقامت القيامة في مدينة أحلامي وتركتها مهجوره كأرض الطاعون وتركتها قاحلة كالأرض الجرداء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
تفننت في خداعك تفننت في حصارك تفننت في إستعمارك وإقتلعتني منك كالظفر وسفكتني من قلبك كالدماء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
أعادت محاكمتي وأسدلت ستائر عهدي وأصدرت حكمها الغيابي على أحلامي وأعاثت الدمار في مشاعري وغافلتني كالجبناء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
أشعلتني وأشعلت النيران في غابات خيالي وهدمت قصري الجميل وروعتني وروعت أمن أطفالي الأبرياء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
منحتك ذاكره جديدة وتاريخاً جديداً وشطبتني منك كالغلطة الإملائيه وخلفتني في عالم النسيان وحدي وخلفت قلبي مرعوباً كالطفل اليتيم في العراء ..
شكرً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
تحدثت عني كثيراً شوهتني في قلبك كثيراً أكلت لحمي ميتاً وأنت تنظر إليها بصمت ومزقتني أمامك كالأشلاء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
سلبتني آخر أفراحي سلبتني آخر آمالي وهدمت آخر الجسور بيننا وقذفت بي كطائرة ورقية إلى الفضاء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
أحرقت قصائدك الجميلة في ومسحتني من أوراق دفاترك بغيرة الأنثى وكسرت هداياي بطيش الأطفال ومزقت صدر رسائلي بوحشية القطة السوداء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
حدثت معك القمر بعشق وراقصتك تحت المطر بشوق وأغرقتني بأمطار الهم وفجرتني غيره وفجرت في قلبي حزناً باتساع السماء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
غيرتك وحولتك إلى تمثال من الثلج وإستبدلت مفاتيح قلبك وأغلقت مساماتك في وجهي وفتحت أمامي أفواه الضياع بلا انتهاء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
غيرت شكل أحلامك وطعم أيامك ولون أمانيك وعلمتك عادات جديده وألقت بعاداتنا الجميله إلى النسيان ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
غيرت جلدك وانتقت لك أشياء جديده وعطورا جديده ودماء جديده وتفننت في التغير وتفننت في الإنتقاء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
بحثت عني في أنفاسك ورجمتني بحجارة التحدي وهشمتني كالزجاج وحطمتني كالمرايا وسارت فوق حطامي بجبروت الأقوياء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
تلاعبت بأحاسيسي خدعتني بعثت لي بقميصك الممزق ولطخته بدم الذئب وأرسلت لي معه عزفا كالبكاء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
أعادت ترتيبك فرتبتك تصاعديا ورتبتك تنازليا وعدتك من الواحد إلى الألف ونظمتك من الألف إلى الياء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
ألحقتك بمدرستها ودرستك كل فنون الغدر وعلمتك الخيانه وعلمتك الهجر ولوثت في داخلك كل مساحات النقاء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
انتسبت إلى بطاقتك العائليه من جديد وارتدت فستانها الأبيض من جديد واتقنت أمامك دور البراءه ونظرت إليك بخجل وأوهمتك بالحياء ..
شكراً سيدي قتلتني آخر الأنباء ..
عادت إليك
بلا مقدمات فهللت لها بفرح الأطفال وفتحت لها ذراعيك بشوق وضممتها كالوطن المستعمر إلى صدرك وتنفستها كالهواء وسارعت في قتلي ودفني وبالغت في الغياب وفي الأسباب والإختفاء ..
أول الهمس ..
نحتاج إلى نصف عمرنا لاستيعاب فكرة رحيلهم عنا بعد ميلادهم في قلوبنا ونحتاج إلى عمرنا كله لاستيعاب فكرة عودتهم إلينا بعد موتهم في قلوبنا ..
آخر الهمس ..
أهديتني قطعة حلم نصفها ألم ونصفها الآخر سم فتناولت نصف الألم يوم رحيلك واحتفظت بنصف السم ليوم عودتك كي أحقق أمنيتي بالموت بعد رؤيتك ..
سنـ الفضه ــــــــا