د-شيرين مجدي--8/9/2004
ممثلة فرنسية شهيرة تموت بعد أن أشبعها عشيقها ضرباً باللكمات. حدث أثار ضجة كبيرة.. الممثلة هي ماري ترينتيريان. وقد قتلها برتراند كانتا، بعد أن تلقت رسالة محمول من عشيقها السابق. فثار كانتا المخمور وكال لها عدة لكمات في وجهها سقطت بعدها قتيلة!! لتتحول إلى رمز لمعاناة المرأة الأوروبية، وتذكر العالم بأن هناك سيدة منهن تموت كل أسبوع على يد زوجها أو عشيقها.
[align=center]ضرب وقتل واغتصاب[/align]
والغريب أن تكون فرنسا، من أكثر الدول التي تتعرض فيها المرأة للاضطهاد.. فقد بلغ عدد السيدات اللاتي تعرضن للعنف المنزلي في فرنسا مليون و350 ألف سيدة عام 2001. كما أن هناك سيدة يقتلها زوجها كل خمسة أيام.
ومن أكثر الأحداث التي استفزت المجتمع الفرنسي هي قيام الرئيس جاك شيراك بعد إعادة انتخابه بإصدار عفواً عاما عن كل المسجونين بما فيهم المحكوم عليهم في قضايا عنف ضد المرأة. في حين استثنى من العفو أولئك المدانين في جرائم العنف ضد الحيوان. ليتساءل الفرنسيين، هل فعلاً أصبح ضرب زوجتك أسهل من ضرب كلبك؟!
وعلى الرغم من ذلك "التحرر" في العلاقات بين الجنسين، فإن المعدلات العالية للتحرشات الجنسية لابد أن تصيبك بالارتباك. وتتراوح أعمار المعتدى عليهن من شهرين إلى 90 سنة!!
والمشكلة أن حالة واحدة على عشرة هي التي تلجأ للقانون، وحتى لو أدى هذا الاعتداء إلى حمل فإن الضحية لا تستطيع إثبات حقها في كثير من الأحيان. مما يؤدي إلى العديد من حالات الانتحار. انتظر فهذا ليس مشهد من فيلم مصري قديم، بل هي الحقيقة كما يقولها تقرير للمجلس الأوروبي.
ففي ألمانيا تتعرض 15% من الإناث لاعتداءات جنسية داخل الأسرة. وفي فرنسا هناك 25 ألف حالة اغتصاب كل عام، ولا يتم الإبلاغ سوى عن ثمانية آلاف حالة فقط. أما في روسيا فلابد أن تتحمل الفتاة الباحثة عن عمل ما يمكن أن تلاقيه من مضايقات، وما يجب أن تقدمه من تنازلات لكي تحتفظ بعملها. فالفقر يعد عاملا مضافا يقهر المرأة المغلوبة على أمرها.
[align=center]ضرب الزوجات.. بانتظام[/align]
ويعد ضرب الزوجات أكبر أشكال العنف المنزلي الذي تتعرض له المرأة الأوروبية. والذي يعجز القانون عن حمايتها منه أحياناً. ففي السويد، تشير الإحصائيات أن هناك من 25 إلى 30 سيدة يضربهم أزواجهم أو أصدقائهم حتى الموت كل عام. وفي تركيا، كما ورد في مجلة فيمينيست نيوز، تتعرض 30% من السيدات للضرب.. وبانتظام من أزواجهم، أو أعضاء من أسرهم.
أما في سلوفينيا فيتعاملون بمنطق اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24!! فالقانون يتسامح مع ضرب المرأة إذا ما تسبب في إصابات بسيطة مثل كسر الأنف أو الأسنان أو أحد الأضلاع. وهو نفس الوضع في الكثير من الدول الأوروبية، مثل بلغاريا وأذربيجان، وأرمينيا وجورجيا، فالقانون لا يجرم العنف داخل الأسرة.
"[align=center]حريم" أمريكا[/align]
أما " حريم أمريكا " فالوضع عندهن أسوأ كثيراً. فالولايات المتحدة هي الدولة الصناعية الوحيدة التي لم توقع على اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة. وما تلاقيه المرأة هناك لا يقتصر على ضرب الزوجات، أو عدم الرعاية الصحية لهن، أو حتى قتلهن. فإذا تجاهلنا ال 2,5 مليون سيدة التي تتعرض للعنف الجسدي والجنسي والنفسي كل عام فلا يمكن أن نتجاهل ال 700 ألف سيدة ضحايا الاغتصاب والتحرش الجنسي.
وعما تعانيه السيدات المحتجزات والمسجونات من أشكال التعذيب النفسي والجسدي فحدث ولا حرج. فبالإضافة للتحرش الجنسي من رجال البوليس، فإن فصل المواليد عن أمهاتهن بمجرد ميلادهن يعد من أكثر الإجراءات قسوة. ففي 40 ولاية أمريكية يتم أخذ الطفل من أمه بمجرد ميلاده، وذلك على الرغم من اعتماد الكونجرس الأمريكي عام 1994 لقانون يسمح باحتفاظ المساجين بعلاقاتهم مع أبنائهم.
هذه ليست إلا عينة صغيرة من حقائق كثيرة.. ألا ترى معي أن تصورنا للغرب كدار للحرية وحقوق الإنسان يحتاج إلى كثير من التفكير وإعادة النظر...
[align=center]منقووووووول
تحياتي[/align]
رد مع اقتباس
تمساحـً .. وإن جــار الزمـنـ 
