بسم الله الرحمن الرحيم
قصة من تأليفي كاملة ((الـبحـار )) :تصفير:
وهي اقرب للحقيقة من تصوري
التي لن أتمها عمدا حتى أتلقى ردودكم عليها ثم سأعود لإتمامها،
عنوان القصة :رصاصتان الفدائي
بداية :احم:
حان وقت تنفيذ العملية، الكل متوتر ينتظر وصول خبر النجاح أو الفشل وبتوتر ملحوظ،قام الشيخ (رياض) المشرف على العملية و نظر عبر نافذة الغرفة فاقترب منه أحد معاونيه وقال:
- أراك متوترا يا شيخي، وهي أول مرة أراك فيها هكذا
قال الشيخ ولم تفارق عينيه النافذة المطلة على الساحة التي تحيط بالمنزل:
- إنه (أمجد) أنت تعرف أنها أول عملية له وبالرغم من أنه يتمتع بمهارات تميزه عن أصحابه إلا أنها ما تزال أول خبرة عملية له وربنا يوفقه ويحرسه
ثم تنهد بعمق وتابع:
- ناهيك عما نسمعه عن هدف العملية وما يحاط به من حرس وبخاصة حارسه الشخصي الذي لا ندري عن كنهه شيئا
ومن هنا كانت البداية...
اجتماع تم في منزل الشيخ رياض لتخطيط توجيه ضربة قوية جدا إلى عمق الكيان الاسرائيلي..وهي اغتيال أحد أكبر الشخصيات فيه..
وبعد الدراسة والتعمق فيها تم اختيار أمجد للقيام بهذه العملية لما يتمتع به من مهارات فريدة تميزه عن الباقين وكانت هذه اول عملية له و أمجد هذا ابن أب شهيد وله أخوان أحدهما يكبره سنا وهو من يعمل لإعالة العائلة والآخر يصغره ما يزال رضيعا
و برفقته اثنين من الوحدة اتجه أمجد إلى الهدف ومر النهار كاملا ولم يتلق الشيخ أي خبر و نحن الآن في الساعة الثانية ليلا و الغيوم الممطرة تحيط بالمكان..
خوف الشيخ كان منصبا من مرافقي أمجد أنفسهم (عماد) و (كامل) فـ(عماد) يكبر أمجد سنا ويفوقه خبرة والشيخ يخاف من أن يؤدي هذا إلى مشاحنات بينه وبين أمجد أما كامل فهو يصغر أمجد سنا وله خبرة عملية قليلة في هذا الميدان و....الهاتف يرن...يندفع أحد معاوني الشيخ للرد عليه..اللحظات تمر ثقيلة..قبل أن يعيد المعاون سماعة الهاتف إلى مكانها وينظر إلى الشيخ المتلهف نظرة حزينة ويقول:
- إنه (كامل) و يقول إن أمجدا لحق بأبيه الشهيد
عقد الشيخ حاجبيه على الرغم من حزنه وسعادته بالخبر وقال:
- وماذا عن عماد؟
ابتلع المعاون ريقه وقال:
- سأخبرك يا شيخي سأخبرك بما أخبرني به (كامل)
واندفع يروي:
متخفين بملابس الجيش الاسرائيلي اتجه الثلاثة إلى منزل الهدف وهناك افترقوا فتوجه أمجد إلى داخل البيت في حين التف (عماد) من الجهة اليمنى ليتسلل عبر أحد نوافذ البيت بينما اتخذ (كامل) موقعا بحيث يستطيع مراقبة ما يجري
و عند مدخل البيت أوقف الحارس أمجد وقال: هويتك؟
قال أمجد: أنا الرقيب روزلفيل من الجيش
قال الحارس بصرامة أكبر: هويتك؟
و لم يجد أمجد مفرا فبحركة سريعة استطاع أن يفقد الحارس وعيه بضربة فنية على وجهه قبل أن يقف للحظات ليتأكد من أن أحدا لم يره ثم يدفع الباب و يدخل
ومن مكان كامل لم يكن يستطيع أن يرى ماذا فعل أمجد في الداخل كل ما كان يستطيع رؤيته هو حجرة مكتب الهدف حيث كان هذا الأخير فيما يبدو يطالع بعض الأوراق باهتمام ومرت دقائق قبل أن يستطيع كامل رؤية أمجد وهو يدخل.. ولندخل نحن مع أمجد لنر ما حدث..
(من أنت؟)..هكذا صاح الاسرائيلي بجزع وخوف وهو ينظر إلى أمجد الذي كان يقترب منه بخطوات ثابتة وعينيه لا تفارقان الاسرائيلي الذي كان يحاول النهوض من خلف مكتبه بجزع وقد أحس بم ينتويه امجد إلا أن كرشه الضخم أعاقه عن ذلك ناهيك عن الرعب الذي يحس به والذي أعاقه عن الحركة فتسمر على كرسيه..
وأخرج أمجد مسدسه من غمده وصوبه إلى الاسرائيلي الذي تعلقت عيناه بالمسدس بنظرة غاية في الجزع والخوف و... هنا أحس أمجد بالحركة الخفيفة التي ندّت من خلفه..
وبسرعة خرافية ومن دون أن تفارق عينيه الاسرائيلي كان قد سحب مسدسه الآخر بيده الأخرى ليصوبه إلى مصدر الحركة في نفس اللحظة التي أحس بأن فوهة باردة قد صُوّبت إلى رأسه..
وتأزم الموقف...أمجد يصوب مسدسه الذي بيده اليمنى إلى الاسرائيلي و مسدسه الآخر إلى الشاب الواقف وراءه ومسدس الشاب مصوب إلى أمجد..
وبكل بطء أدار أمجد رأسه إلى الشاب الذي تسلل وراءه و...اتسعت عيناه بكل دهشة..فلم يكن الشاب الواقف خلفه إلا شقيقه الأكبر..نعم شقيقه..
لكن دهشته لم تلبث إلا أن تحولت لغضب كبير وهو يسأل شقيقه:
-لماذا؟ لماذا تعمل مع الخونة؟
قال أخوه ببرود:
- وكيف كنت تريدني أن أعيلكم؟
أجابه والدموع تتجمد بعينيه:
- و لم تجد طريقة أفضل إلا العمل مع هؤلاء الأوغاد..وماذا..حارس شخصي يقوم بتصفية إخوانه
قال شقيقه (أيمن):
- لتعلم أنك لست أول من أقتل ولن تكون الأخير
أطرق أمجد للحظة من دون أن يتخلي عن وضعيته ثم لم يلبث أن رفع رأسه وقال موجها كلامه لشقيقه:
- سأقتلك وأقتله وإن قتلتني أنت فأسأل الله أن يجعلني في عداد الشهداء
قال (أيمن):
-أنت تعلم أنني سأجد الوقت الكافي لقتلك إن ضغط زناد المسدسين.
قال:
- نموت معا إذن..ويحكم ربنا بيننا..المهم أنني لن أرحل من دون أن آخذك معي..
كانت الدماء قد غارت من وجه الاسرائيلي تماما فبات شاحبا كالموتى ومضت دقائق والموقف كما هو حتى رأى أمجد ذلك الخط..خط ليزر أحمر، مصوب إلى صدره وهذا الضوء لا يصدر إلا عن بندقية قناص..
ونظر أمجد إلى مصدر الضوء..وكم كان المصدر قريبا..كان القناص يقف أمام أمجد مباشرة..
وكانت صدمة ثانية لأمجد..فلم يكن القناص سوى عماد..نعم عماد..
وبكل الغضب الذي احتقن في أعمقه قال:
- عماد..ماذا تفعل..؟
قال عماد بشماتة:
- أقتل من سيقتل سيدي...
عقد أمجد حاجبيه وقال:
- سيدك؟؟ أيها الوغد..
قال عماد بشراسة:
- أنزل مسدسيك فكلاهما لا يحتوي إلا على رصاصة واحدة
ابتسم أيمن وقال:
- وهذا يعني إنك لن تستطيع قتل ثلاثتنا أبدا..ناهيك عن موقفك الحساس..
قال أمجد:
- لقد أخطأ الشيخ عفا الله عنه عندما اعتمد عليك أيها الوغد..
قال عمادوهو يتحفز أكثر لإطلاق النار:
-أنزل مسدسيك..
ووقع أمجد بين المطرقة والسندان..
رصاصتان وثلاثة أهداف..
وطبعا لا أمل أبدا في الخروج من هذا الموقف حيا..
فهو بإذن الله شهيد..
ولكنه لن يستشهد قبل أن يأخذ اثنين من الثلاثة معه ويرسلهما إلى الجحيم.نار جهنم.
وكان عليه أن يتخذ القرار..
تم الجزء الاول بحمد الله
والآن وبعد أن قرأتم القصة أود أن أطرح سؤالي:
من ستختار لو كنت مكان أمجد؟ مع العلم بأن أمجد لديه القدرة على قتل اثنين لانه ماهر أي اثنين ستختار..فمن ستختار لو كنت مكانه وفي موقفه؟ ولماذا؟
وسأنتظر ردودكم مع السبب..
بايووو,,,,,,,,,,,
اخوكم البحار
اتمنى تعجبكم القصة