الشفافية.. والوهم
اذا اردت ان تستشعر الحاضر وتستشرف المستقبل برؤى تمنحك (براءة الشفافية) فلا تعبث بالماضي، ذلك العبث الجائر يمس القاعدة النفسية المتينة للذات.
ان الذين يحاولون ان يطمسوا معالمها عن طريق العمد والقصد ووأدها من اللاوعي أشكل عليهم ان يبصروا ويعوا جوهر الاشياء وقيمتها الفعلية مما مكن (الوهم) من الاستيلاء على شخصيتهم المستسلمة للهشاشة الفكرية وتمكينها بعد حين من الاستعلاء بدون وجه حق، وتقودهم الأنا نحو عالمها الأثيري بتصور خاطىء ومبالغ فيه مما يعنى تعطيل القدرة على الاستجابة مع الواقع العملي ومع المؤثرات الاجتماعية وتداعياتها الايجابية في مناحي الحياة المختلفة.. ايما شخص يغيب ماضيه بدواعي التكبر والتجبر في مراحل النجاح والتمكين ويسهب في اقتلاع الاطلال من الذاكرة بدواعي الازدراء يفتح على نفسه بابا من النقد الجارح لشخصيته غير السوية وقد قيل (من عرفك صغيرا احتقرك كبيرا) وكم هم الذين ما بين ظهرانينا عندما يمتلكون من هذه الدنيا الفانية بعضا من المال او المنصب او الاثنين معا يجدفون بانفسهم نحو جزر الاحلام متناسين بفوقية التعالي على اقاربهم واصدقائهم ومزدرين اصولهم وفصولهم ويرون العيب في الانتساب إليهم اولئك المزدرين الذين عرفوا تلك النفوس من بداياتها المتواضعة لن يخلعوا غير الاسوياء سوى ما يستحقونه من جنس العمل وهل هناك اشد وانكى من ذلك؟!