السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دخلت أحد المكتبات الصغيرة قبل عدة ايام..
تتكون هذه المكتبة من ثلاث ممرات فقط،
تجولت فيها..
وفي آخر المكتبة وجدت عدة كتب جميلة،،
كان من أهم ماجذبني منها
كتـآب(عظماء بلا مدارس) لمؤلفه عبدالله بن صالح الجمعة..
تصفحت الكتاب على عجالة،، ورددته إلى مكانه.
وقلت لعلي ارجع إليه لاحقاً او اجده في مكتبة اخرى،
لاسيما وانه من طباعة العبيكان..
ولكن بعد خروجي من المكتبة ندمت،
وعزمت على العودة إليه واقتناؤه،
رجعت بعد اقل من نصف ساعة وأخذت الكتاب..
وقد توقعت ان اجده لدى احدى المكتبات ..
لكني لم أصبر عنه..
بعدما اخذت الكتاب وخرجت من المكتبة والكتاب بيدي،
منتشياً مشيت، وبدأت مباشرة بقرائته..
في مقدمة الكتاب بين المؤلف سبب تأليف او جمعة لهذا الكتاب،
وهو مغامرته بسير العظماء..
يقول بأنه جمع سير لكثير من العظماء وقد تراكمت لديه،،
فقرر أن يخرجها في كتاب لتعم الفائدة..
ولكنه حدد ما سيضعه في هذا الكتاب
وضبطه بضابط واحد وهو من فشل في دراسته فقط..
لا إهمالاً لمنزلة العلم والتعلم
ولكن كي يبين أن النجاح ليس شرطه البدء من المدرسة
ثم في (لماذا هذا الكتاب) تحدث بكلام رائع
حول المدارس النظامية وكيف انها تحد او تميت الإبداع
وتحدث عن مدرسة لإيفان إيليش،
وهي النابذة لفكرة الدراسة النظامية وكيف تبعه في رأيه الكثيرون،
هذه المدارس النظامية
تجعل وجهات التفكير واحدة وتصب في مصب واحد،
عقول الطلاب اوعية فارغة، يصب فيها ويعب هذا الفكر الموحد لجميع الطلبة،
لم يكتسب خبرة من مدرسة الحياة..
الطالب لم يدرس في مدرسة الحياة ولم يأخذ من تجاربها،
لم يأخذ إلا تجربته مع المعلم والتلقين
ابناؤنا نزج بهم في هذه الفصول كي يخرجوا نسخاً كربونية أخرى
مِن مَن سبقهم في هذه الفصول..
وذكر في هذا الجزء من الكتاب دراسات وغيرها
حول هذه المدارس
حقيقة،، أن أفضل مافي هذا الكتاب -من وجهة نظري- هو هذا الجزء.
وافتتح الجزء الآخر من الكتاب
بمقولة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز::
“في تقديري أن الشهادة العلمية أساس يعتمد عليه الإنسان بعد عون الله عز وجل، ولكن الإهتمام الأساسي على عقلية الإنسان، والجامعة الكبرى هي جامعة الحياة”.
لم يعتمد فيه على ترتيب معين ولم يذكر ذلك،
فبدأ بحياة وسيرة أغاثا كريستي، ثم بيل قيتس، ثم اوبرا وينفري،
ميخائيل كلاشينكوف، مايكل ديل، عبدالرحمن الجريسي..
وهكذا بلا ترتيب معين.
في كل صفحة من صفحات الكتاب متعة مغايرة للصفحة الأخرى.
من أكثر ما جذبني وأعجبني في هذه السير العظيمة
هي سيرة حياة بيل قيتس مالك شركة مايكروسوفت
وسيرة حياة مايكل ديل صاحب شركة ديل DELL
أيضا سيرة الشيخ الجليل أحمد ديدات رحمه الله،
وسيرة حياة الشيخ العلامة ناصر الدين الألباني..
وما كنت انتظره حقيقة هو شيء من حياة هتلر،
وقد وجدتها في هذا الكتاب موجزة مختصرة.
أيضا مالكوم إكس. وباولو كويلو.
والشيخ المجاهد عمر المختار أسد الصحراء وشيخ المجاهدين.
وغيرهم من عظماء بلا مدارس.
أخيراً..
الكتاب من افضل الكتب التي وجدتها..
فأنصحك بقرائته لاسيما وأنه جمع خبرات عظماء الأمم..
بأسلوب جميل ورائع..
مـعـلـومـــآت
الكتاب: عظماء بلا مدارس
المؤلف: عبدالله صالح الجمعة.
الطبعة: الأولى 2007 العبيكان
عدد الصفحات: 381