طبيب المليون ريالالدكتور عبدالله الطويرقي
نعم يا إخوة طبيب عام مستقيل من وظيفته فى وزارة الصحة من سنوات والأموّر راتبه ماشي ولا احلى من كذا من الشؤون المالية والإدارية بصحة منطقة مكة المكرمة..المثير فى الأمر ان الطبيب جزاه الله كل خير ذهب طواعية للشؤون الصحية وابلغهم بأنه مستقيل من عمله من عام 1423 هـ كطبيب فى إدارة الرعاية الأوليّة, ومع هذا كان حسابه المصرفي فى البنك يتلقّى شهريا مرتبه المعتبر, وكأنه على رأس العمل حتى العام1430 .. طبعا لعلم القارئ الكريم وصل رقم المبالغ التي دخلت حساب الطبيب بس مليون ومائة وثلاثة وعشرين الفا وثمانمائة واربعة ريالات فقط لاغير..بيني وبينكم اكثر من كذا وناسة وفلتان نظامي وإداري ومالي مستحيل يحصل حتى ولا فى أوغادوغو بس فى الصحة كله ممكن!! طبعا انا اكبر فى الرجل مبادرته لإيقاف هذا النزف المالي من خزينة الدولة بذهابه للشؤون الصحية وكشفه لهم عن تلك المرتبات الشهرية التي كانت تضخ لسنوات فى حسابه البنكي وهو شغّال يصرف اولا بأول طبعا تلك المبالغ ربما ظنا منه انها حق مشروع له, وان امثاله من الأطباء المقيمين المتميزين تكرمهم الوزارة العتيدة بضخ أموال لفترات زمنية قلت او كثرت نظير خدماتهم الصحية الجليلة..
بعدين انا ما ألوم الرجل اصلا ربما فهم ايضا انها مكافأة نهاية خدمة او شوية انتدابات وإجازات وخوارج دوام ومستحقات لوكوم متأخرة لدى الوزارة, وبسبب مغادرة الرجل للعمل اكرموه الشباب فى الشؤون المالية والإدارية بصرف تلك المستحقات له على حساب أي شيء آخر وكأنهم يقولون له جمّل الله حالك وشكر الله فضلك..
ارجوكم ياإخوة لا احد يسألني على الإطلاق هل فى خطأ فى الموضوع ام لا ومن يتحمل مسؤولية ذلك الخطأ إن كان كذلك وهل الطبيب يستحق ان يكافأ على شجاعته وتحمله مسؤوليته اخلاقيا برده لتلك الأموال وهل للشؤون الصحية العظيمة دور فى صرف مليون ومائة وثلاثة وعشرين وثمانمائة واربعة آلاف ريال هكذا.. وهل للخدمة المدنية الفائقة الذكاء ومصلحة معاشات التقاعد الرهيبة وديوان المراقبة العامة وغيرها من الجهات شراكة فى مسؤولية صرف هكذا مبالغ لطبيب خارج الخدمة لمايقارب السبعة اعوام؟
بيني وبينكم انا قدراتي محدودة وفهمي على قدي ولا املك والله تفسير منطقي لما حدث عدا انها مسألة قمة فى الندرة والغرابة ولا تحدث إلاّ فى جهاز نايم وغير مسؤول كجهاز الرعاية الأولية معقل خدمة المذكور والشؤون المالية والإدارية بصحة منطقة مكة المكرمة.. وجهة نظري انا ان الطبيب ما قصّر وعمل واجبه وخلص ضميره وبلّغ الشباب فى الشؤون الصحية وعسى الله ان يرّأف بحاله وما يتسلّطوا عليه اباطرة المتابعة والتفتيش وجهابذة الرقابة والتحقيق فى منطقة مكة المكرمة ويورونه النجوم ضحى كما هو متوقع بعد ما حدث فى إدارة شؤون المنطقة صحيا وماليا وإداريا.. ولعل فى المسألة درسا لقيادات وزارة الصحة المحترفة طب وإدارة وتشغيّل وصيانة ان تعترف بوجود فلتان غير مسبوق وغير مفهوم فى إداراة شؤون مناطقها المالية والإدارية..وان تستصلح هذه الإدارات البليدة ومسؤوليها الفنيين والخبراء الضالعين فى فنون التلاعب بأنظمة البلد ولاتبرّر او تبحث عن كيف عرف الطويرقي بالموضوع وكيف يمكن استغفال الجهات الرقابية..قناعتي, وبالتجربة ان وجود قيادات إدارية مزمنة فى اجهزتنا لا يقيّم اداؤها وجت اصلا بالمحسوبيات وتأهيلها على قد حالها هي السبب فيما يحدث من اضرار للنظام ولحقوق الدولة والناس.. بيني وبينكم لو انا من الطبيب اطلع صك إعسار واقول صرفت الفلوس وممكن اقسطها لكم على 300سنة.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
الدكتور عبدالله الطويرقي - اليوم السعودية الخميس 07/10/2010 م