[IMG][/IMG]
يضع الله سره في أضعف خلقه
عبارة رددتها كثيراًمع نفسي وأنا اتبع تحرك مجموعة من النمل وهي تحاول سحب حبة رز بين حشائش الحديقة حيث كنت أجلس
كعادتي أراقب هذه المخلوقات الصغيرة عن كثب
لا لشيء الا لأنها تستثيرني لما تحمله من تصميم وقوة ارادة يفتقدها الانسان نفسه في كثير من الاحيان
مع أن طولها لايتجاوز الملمترين الا اني رايت المجموعة ترفع الحبة تارة وتارة تسحبها وتارة اخرى
وحبة الرز بالنسبة للنملة كحالة رفع سيارة بالنسبة للانسان
ومع كل حالة فشل وجدتهم اكثر اصرارا على معاودة الكرة ومن ثم انهاء المهمة على أكمل وجه
سبحانك ربي ... اي سر أودعته لدى هذه المخلوقة الضعيفة .. حجماً لكنها العظيمة خلقاً
نظامها الاجتماعي نظام متكامل ودقيق ومنظم الى ابعد الحدود ويجري تطبيقه بكل دقة
يقول العلماء حسب آخر الأبحاث إن النملة تنشأ لا تعلم شيئاً ثم تتعلم جميع المهام الواجب القيام بها وفق برنامج شديد التعقيد يهديها إلى الطريق الصحيح
(رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)صدق الله العظيم
الذي دفعني الى تأملها
وكتابة هذه المقدمة عن النمل
هو أننا
في كثير من الاحيان يصيبنا الاحباط والتهاون والتكاسل عن تنفيذ كثير من الامور ربما قد نتعرض الى موقف يجعلنا
أن نترك كل شيء خلفنا ونتعلل بكثير من الاسباب الواهية للهروب
من المشكلة
تعلمت من هذه المخلوقة
أن العبور الى الضفة الاخرى يحتاج الى جسر يرتكز على دعامتين هما ( الارادة والصبر)
والتصميم على المواصلة
ومن يتأمل تاريخنا يجد أن الانسان توصل الى اعظم منجزاته بالاستناد الى ارادته
المستنيرة واصراره وصبره المفعم بالايمان
وبها نتطلع الى غدٍ أجمل الذي هو رفيق الانسان والذي يسكن قلبه كالفيض
والذي يأخذنا الى قمم أرحب وأعلى
تحيتي للجميع
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سابحه ضد التيار
