سواد بن غزية
نسبه وقبيلته
سَوَاد بن غَزِيَّة الأنصاري من بني عدي بن النجار، وقيل: هو حليف لهم من بني بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. شهد غزوة بدر والمشاهد بعدها، وهو الذي أسر خالد بن هشام المخزومي يوم بدر[1]. وكانيحب رسول الله، وقد ظهر هذا الحب يوم بدر.
حبه الكبير لرسول الله
عدل رسول اللهصفوف أصحابه يوم بدر وفي يده قدح يعدل به القوم،
فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار وهو مستنتل من الصف، فطعن رسول اللهفي بطنه بالقدح وقال: "استوِ يا سوادُ بن غزية". قال: يا رسول الله، أوجعتني وقد بعثك الله بالحق، فأقدني. قال: فكشف رسول اللهعن بطنه، ثم قال: "استقد". قال: فاعتنقه وقبَّل بطنه. فقال: "ما حملك على هذا يا سواد؟" فقال: يا رسول الله، حضر ما ترى فلم آمن القتل، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمسَّ جلدي جلدك. فدعا له رسول اللهبخير، وقال له خيرًا[2].
هؤلاء هم صحابة رسول الله، كانوا يحبون النبيأكثر من أنفسهم، ويقدمون أرواحهم رخيصة فداء له، ولا يبغون من الدنيا شيئًا إلا مرافقته.
بعث رسول اللهسواد بن غزية أخا بني عدي من الأنصار وأمَّره على خيبر، فقدم عليه بتمر جنيب يعني الطيب، فقال رسول الله: "أكل تمر خيبر هكذا؟" قال: لا والله يا رسول الله، إنا نشتري الصاع بالصاعين والصاعين بثلاثة آصعٍ من الجمع. فقال رسول الله: "لا تفعل، ولكن بع هذا واشتر بثمنه من هذا، وكذلك الميزان"[3].
[1] ابن الأثير: أسد الغابة 1/491.
[2] تاريخ الطبري 2/32.
[3] ابن عساكر: تاريخ دمشق 36/474.