صبر ورحمة
دخل الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه بعض أصحابه على ابنه إبراهيم فوجده يُحْتَضَر ويموت، فبكى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وجرت الدموع من عينيه، وظن بعض من كان معه من الصحابة أن رقة القلب ودمع العين من علامات الجزع وعدم الصبر.
فقال عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول اللــه؟! فبَيَّن لهــم صلى الله عليه وسلم حــقيقة الأمــر، فــقال: (يا بن عوف!إنها رحمة، إن العين تَدْمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرْضى ربنا، وإنا بفراقك يإبراهيم لمحزونون).
وذات يوم أرسلت إحدى بنات النبى صلى الله عليه وسلم إليه تقول: إن ابنًا لى قُبض فائتنا.فأرسل إليها صلى الله عليه وسلم مَن يقرئها السلام ويقول لها: (إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شىء عنده بأجل مُسمَّى فلتصبر ولتحتسب).
فأصرت على أن يأتيها صلى الله عليه وسلم.فقام صلى الله عليه وسلم ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأُبىُّ بن كعب وزيد بن ثابت وغيرهم، وتوجهوا إلى بيتها، ولما رأى صلى الله عليه وسلم الصبى وهو يموت بكى، وفاضت عيناه بالدموع.فقال سعد: يا رسول الله! ما هذا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (هذه رحمة جعلها الله فى قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء).
منقول