الحمدُ لله الذي انْعم علينا بالإسلام، وَ رزقـنَـا هذه الهداية بعد الجهْل والضَـلال، وصلّى الله على سيّدنا محمّد الهادي البشير، وَ السّراج المنـير، وعلى آله وصحْبه، ومَنْ تَبعه إلى يوْمِ الدين .. وبـعْـد ..
فـالـشكْر موْصولاً لك ولكِ ، على قراءة رسـالـتـي ..
ومَا أنا إلاّ مشْـفقٌ وَ نَـاصحٌ لكم...
فإنْ كان توْقيعكم وصوركم الرمزيه تذكير بالله، أو دعْـوة إلـيه، أو أمرٍ حَـسَـن ..
فهنيئاً لكم، ولله دُرّكم ...
أمّـا إذا كان يحْمل صورة امرأة لا نـعْـرف أصْـلـهَـا ولا ديـنـهَـا وَ لا نـعْـرف سَـبَـبَ وجـودِهَـا .. انتّـخـذهـا شـعـاراً لنا، أو كانت كلمات أغنية ماجنة ...
فَـاتّـقِو الله .
. اتّـقِو الله
.اتقو الله
وَاعْلموا.. أنّ كلّ مَنْ شَاهد هذه الصّور فُفـتِـنَ بها أمْ لمْ يُـفْـتتن،
فعليْك وزْره .
..... وهلْ نطيقُ على حمْل أوْزارنا، حتّى نحْمل أوزارَ غيْرنا
أخـتـي .. أخي
أيْـقـن وتـأكّـد، أنّ ظـلْـمـة الـقـبْـر حقّ، وأنّ عـذاب جـهـنّـم حقّ ..
وكَـمَـا أنّ الله سـبْـحـانـه وَ تـعَـالـى غـفُـور رَحـيـم،
فـإنّـه شـديـدُ الـعـقـاب عـلـى الـظََّـالـمـيـن ..
فلنجعل من تواقيعنا باب للحسنات وسيل جارف من الأجر والثواب
دعونا نتوقف لبرهه .. ونتسائل ..؟؟
هل فكرنا أننا في الغد قد لا نستطيع العودة إلى ملفاتنا الشخصية ..؟؟
هل فكرنا يوماً أن مواضيعنا ستجمع في يومٍ من الأيام ..؟؟
وسيقال هذه مواضيع : فلان وفلانة..؟؟
هل فكرنا في محتوى مواضيعنا .. في نياتنا .. في انتقاء عباراتنا ..؟؟
هل تأكدنا من أدلتنا وإثباتاتنا ..؟؟
أبعمل صالحٍ يرضي الله ..؟؟ أم بعملٍ طالحٍ ينزل غضب الله ..؟؟
هل عملنا جاهدين إلى تتبع ما يرفعنا درجات
بفضل الله تعالى ..؟؟ أم إلى ما يوبقنا في المهلكات ..؟؟
إخواني وأخواتي
سيأتي ذلك اليوم الذي نود فيه لو عدنا للحياة كي نزيل تلك الصورة الرمزية التي آلمتنا في قبورنا
أو تلك التواقيع التي تحوي صور لنساء عارية أو شبه
عارية ..أو تلك الموسيقى ..
فكل يوم سيزيد العذاب بزيادة من يرونها ..( إذا لم نتب قبل الممات ويعفو عنا الله جل جلاله ).. بل وقد يتفاقم الذنب بسبب من يتناقلونها وينشرونها عبر النت ..
ونود العودة إلى ملفاتنا الشخصية كي نحذف تلك المواضيع التي أحلت غضب الرب علينا ..
فقد آلمتنا حروفها وجلدتنا سياطها وذقنا مرير عذابها في حياة البرزخ ..
ونود العودة إلى مشاركاتنا فنحذف جلّها إن لم يكن كلّها .. فقد احتوت على تغنجات وغزل واضحٍ جلي .. أو صور فاضحة !!بين هذا وتلك .. وقد دخلت معنا حسرةُ تلك الأيام في قبورنا ..
نود العودة ولو لساعة ..!!
لنعدل ما سبق ونقّيم ما فات .. ولكن هيهات هيهات ..
كيف سيذكرنا الآخرون ..؟؟
هل سننال الترحم والدعاء لنا بالمغفرة .. وسنذكر بالخير ..؟؟ لأننا طرحنا ما يرضي ربنا ..من مواضيع بيضاء .. ومشاركات طيبة ..
أم هل سنذكر بالشر ويدعى علينا بسبب مواضيعنا المنحطة .. ومشاركاتنا السيئة ..؟؟
وقفة
ومحاسبة
ورجوع
فنحن اليوم باستطاعتنا تغيير مجرى مواضيعنا ودفعها نحو السمو والرقي بها إلى قمم تنفعنا دنيوياً وأُخرويا
بفضل الله تعالى ..
كما باستطاعتنا حذف ما نكره أن نراه في قبورنا و يوم القيامة من أعمالنا السالفة .. والتي قد نبوء بذنبنا فيها ولكن ولات ساعة مندم ..
لنجعل كلماتنا إن كانت موضوعات أو ردود...
منزهة عن كل خبيث ...عن كل قول جارح
لنجعل تواقيعنا وصورنا الرمزية ..زيادة لنا في الأجر والخيرمن ذكر لله تعالى و...و ....
لنجعلها :
كمن تحفر ذكرى ولكن هنا لا تحفرها على شجرة أو جدار
بل تحفرها على القلوب ... فلا تنسى ولاتُنسى صاحبتها أو صاحبها
دعـــوة
هي دعوةٌ لنفسي أولاً
ولكم ثانيا
دعونا نعود الآن .. الآن ..
إلى ملفاتنا الشخصية
فننبش ما فيها من أول حرفٍ سطرناه هنا .. أو في أي منتدى آخر ..
إلى آخر حرفٍ خطته أناملنا ..
فلنتدارك ما بقي فليس القدر بمعلوم ..
فلنستعد فغداً ســــيأتي سيـــــأتي ........ لا محــالـة
وانتم ترون وتشاهدون وتسمعون عن هادم اللذات ومفرق الجماعات وكل يوم تخطف يد المنون اناس احباء واصدقاء اعزاء وجيران اوفياء
فياربي رحماك رحماك
خاتمـــة
كلماتنا كالزرع ... إن أحسنا زرعها أحسنا حصادها
قال العزيز الحكيم :
(( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء (24)
تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون (25)
ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار)). سورة إبراهيم .
إذا فلنعمل صالحاً نرضاه وندعو إلى خيرٍ ينفعنا
بفضل الله تعالى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا
وأن يجعل ما خطت أيدينا شاهداً لنا لا علينا يوم القيامة..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه وسلم
والله من وراء القصد
(منقول للإفادة)