مدخل:
حاولت أن أجعل حرفي يكتب فرحا..لكني لم أجده بأبجدياتي...وكم تمنيت أن أرسم لوحة بألوان الورد والربيع...فلم أمتلك سوى ألوان الشتاء والخريف..أمسكت آلتي لأعزف لحنا عذبا..تفاجأت بأوتارها ممزقة سوى الوتر الحزين..
كل هذا لغيابك.
علمت بموتي..فأتيت قبل دفني..أزحت الجموع من حولي ...قبل أن يحملوني على نعشي...
هززتني بقوة...تريد أفيق من نومتي الأخيرة
تصرخ مجلجلا بحشرجات صوتٍِ مخنوق
حبيبتي
ها قد أتيتك من بعيد...تجاوزت الحدود..
لا ترتحلي أرجوكي
لا تدعيهم يحملونك...
وعني يقصونك
فلن أهنأ دونك
حبيبتي
أفيقي يا روح الروح...
مزقي الثوب الأبيض..والبسي الوردي...لتتلون وجنتاكِ كما اعتدت رؤيتها..لا أحب الصفرة عليها..
يا نبض القلب
افتحي عينيكِ ...حدّقي بي...إنظري إلي..دعيني أرى الشهد فيهما...لأغوص وأرتوي من بحرهما.
حبيتي
اشتقت الليل في شعرك...فكيف سأحيا لياليَّ بدونه...والبدر في وجهك إن اختفى فمن سينير عتمتي بعدك...وتلك اللاليء في محياكِ ومبسمك...كيف لفوهي البوح لغيرك...فمن غيرك يلهمني...فلا يأتيني الكلام إلا بهمسك.
واثكلاه
يا حب عمري
لن يستطيع أحدا أخذك...أمجانين هم تحت الثرى يجرأون لدفنك؟!.
أخبريهم حبيبتي
أني بقلبي أسكنتك...وعلى قمته عرشك
بروحي حففتك..وبعيوني أنمتك...وبأهدابي ظللتك..وبحبي وحناني غمرتك..وغير الشهد ما أسقيتك..وغير التوت والتفاح ما أطعمتك.
شهقة من روحي أجابتك
لا تبكِ فراقي حبيبي...فأنت قتلتني ولن أطلب منك سوى أن تتركني أرقد بسلام...
مخرج
حررتك الآن من قيدي...فعد حرا طليقا وحلق بأي فضاء وسماء.