تأثـير برنامج تمرينات بالكرة السويسـرية على بعض عناصر اللياقة البدنية والسلوك التوافقى لدى التلميذات القابلات للتعلم بمدارس التربية الفكرية بالزقازيق
د. أمانى يسرى زكى الجندى
مدرس بقسم التمرينات والجمباز والتعبير الحركى
كلية التربية الرياضية للبنات – جامعة الزقازيق
مقدمة ومشكلة البحث:
تعد الإعاقة الذهنية من القضايا الهامة التى تواجه المجتمعات بمختلف مستوياتها, الأمر الذى يدفع القائمون على تقديم الخدمات المجتمعية للأفراد المعاقين ذهنياً إلى محاولة الوصول لأفضل الطرق لتقديم تلك الخدمات فى المجالات المختلفة التعليمية,الاجتماعية, النفسية وغيرها,بهدف تطوير قدراتهم ومهاراتهم من جانب,ودمجهم فى المجتمع من جانب آخر.
ويذكر عبد المطلب القريطى (2005م) أن نسبة المعاقين فى أى مجتمع تتراوح ما بين (10 – 12%),ولا تتجاوز نسبة إستيعاب المؤسسات الخاصة فى معظم بلدان العالم (0.5%), وهذا يعنى أن نسبة (95%) منهم يفتقدون للرعاية المنظمة,وأن (7.5) مليون تقريباً من المعاقين بأحد عشر بلداً عربياً فى حاجة إلى تأهيل وتربية ورعاية بينما لا تستوعب المؤسسات الخاصة بالمعاقين فى هذه البلدان سوى (0.4%) معاقاً, ويستدل مما سبق على أن رعاية العزلة لذوى الاحتياجات الخاصة فى مؤسسات مستقلة مازالت قاصرة عن الوفاء باستيعابهم وتأمين حقوقهم فى التعليم والإعداد للحياة.(9: 54)
ويصنف الأطفال المعاقين وفقاً لدرجات إختبارات الذكاء إلى ما يلى:
- إعاقة ذهنية بسيطة. (50 – 70) درجة.
- إعاقة ذهنية متوسطة. (40 –49) درجة.
- إعاقة ذهنية حادة. (25 – 39) درجة.
- إعاقة ذهنية عميقة. (أقل من 25) درجة.
والأطفال القابلون للتعلم هم الذين يحصلون على تقدير إعاقة ذهنية بسيطة ومتوسطة. ويمكن دمجهم فى برنامج تعليم بدنى وأكاديمى داخل الفصل الدراسى العادى.(27: 272)
وتشير عفاف عبد الكريم (1995م) إلى أن الأطفال المعاقين ذهنياً بسيطى الإعاقة (القابلين للتعلم) إذا ما تم تعليمهم بشكل جيد فهم متشابهون إلى حداً ما مع أقرانهم الأسوياء,فحاجاتهم الأساسية اللعب والكفاية الحركية ليست مختلفة كثيراً عنهم ,فهم لا يظهرون تأخراً كبيراً فى الحركة الطبيعية والتوافق.(11: 508)
ويتسم سلوك الطفل المعاق ذهنياً بالعنف وبعض الإضطرابات النفسية التى تؤثر على علاقته بالأسرة ويجعلها مضطربة ,بالإضافة إلى تأثيرها السلبى على علاقة هذا الطفل مع أقرانه والمجتمع بصفة عامة.(253:14)
ويشير إلى أن الأطفال المعاقين ذهنياً يعانون من بعض السلوكيات اللاتوافقية مثل السلوك العنيف وإنخفاض القدرة على التواصل اللفظى ,والسلوك المضاد للمجتمع,كما أن الإضطرابات النفسية من أهم مظاهر السلوك اللاتوافقي لدى المعاقين ذهنياً.(577:2)
وتعتبر ممارسة التمرينات أحد العوامل الهامة فى تنمية الأجهزة الحيوية للجسم المرتبطة بنمو العناصر المتعددة للياقة البدنية خاصة الجهاز العضلى العصبى والجهازين الدورى والتنفسى,مما يؤدى إلى تحسين عمل هذه الأجهزة وتحسين مستوى أدائها الوظيفى.(1:13),(35:6)
وفي الآونة الأخيرة إنتشرت بعض التمرينات بالأدوات التي تساعد على تنمية عناصر اللياقة البدنية لدى ممارسيها مثل البار الخشبي, والأستيك المطاط Body Lastic ولكن أشهرها إنتشاراً هي الكرة السويسرية Swiss ball ,ويرجع أصلها إلى إيطاليا وقام بتصنيعها مصنع للعب الأطفال يملكه الإيطالى أكوالينو كوزانى Aquilino Cosani ,وأستخدمت فى مجال العلاج الطبيعى بواسطة د. سوزان كلاين فوجل باخ Vogel Bach Dr. Susan Klein بسويسرا ,ولذلك سميت بالكرة السويسرية ,وبعد ذلك إنتقلت فكرتها إلى سان فرانسيسكوا عام (1980م),وتدريجياً بدأ إستخدامها ضمن برامج اللياقة البدنية,وفي عام (1991م) أصبحت الكره السويسرية من أشهر أدوات اللياقه البدنيه في العالم وتمارس في المدارس والبيت والجيمنازيوم.(27: 201-203 )
ويشير بيتر Better(2004م) إلى أن من فوائد التمرينات بالكره السويسرية زيادة على أداء التمرينات على الأرض أنه يتم الأداء على كره مطاطية فيزداد المقاومة على العضلات العاملة مثل عضلات البطن والظهر وغيرها,وتعتبر الكره جزء من برامج تنمية اللياقه البدنيه لأجزاء محددة في الجسم,ومن فوائدها أيضاً السيطرة على العضلات العاملة وتقويتها,وتحسين الثبات الداخلي والقوة الداخلية للفرد,كما أنها تسهل من أداء التمرينات عليها,وأخيراً تستخدم في علاج بعض تشوهات القوام ,فبعض الناس يستخدموها كمقعد للجلوس عليها أمام المكتب وذلك لتصحيح القوام السليم وشد عضلات الجسم فمثلاً نجد مدارس أوربا وأمريكا يستخدمونها بالفعل لجلوس التلاميذ عليها لتحسين القوام وإعتدال القامة.(20: 185)
ويتفق:آدم فورد Adam Ford (2005م),دانيلا Danilla (2005م) فى أن التمرينات بالكره السويسرية يمارسها جميع الأعمار والقدرات ومفيدة في العلاج الطبيعي والنفسي والبدني وأن سيدات غير مدربات مارستها وقد رفعت من مستوى القوة لديهن وكذلك الثبات الداخلي ,كما أزالت آلام أسفل الظهر لديهن.(19: 23),(23: 15)
ويشير بيتر تويست Peter Twist (2002م) أن الكرة السويسرية سميت بمصطلحات عديده منها الكـرة الثابته وكرة التمرينات وكرة اللياقة وكــرة الصحة.(31: 31 )