أهمية تحديد الأهداف في النظام والمهنة :-
تعتقد ويست ، بوتشر 1991 أن الأهداف المحددة للتربية البدنية والرياضية هي التي توضح لنا إلي أين نسير وما نأمل في تحقيقه ولذلك يجب أن يكون للمهنة أهداف واضحة ومحددة ، ولقد أوضح زيجلر 1982 أنه إذا أردنا أن نؤثر في مجتمعنا من خلال مهمتنا مهما كانت الاتجاهات المأمولة للتقدم فإننا ينبغي أن نعمل في سبيل أكبر قدر ممكن من الاتفاق علي أهداف المهنة والنظام ، لأن هناك مشكلات عديدة يزجر بها مجال التربية البدنية والرياضية ، فإن ذلك يدعو إلى المزيد من التعاون في تأسيس محكات لتقدير الأهداف الموضوعة ومن ثم التعرف على أكثر الأهداف إبرازا للجهود وعناصر العمل والتأكيد عليها 00 وقضية تحديد الأهداف العامة في التربية البدنية كمهنة محترمة في السياقات الاجتماعية ، وكنظام أكاديمي يسعي لتأكيد هويته الأكاديمية والمعرفية في الأوساط العلمية والأكاديمية ، ويجب أن تكون الأهداف العامة للتربية البدنية واضحة ومفهومة ويمكن إدراكها بسهولة وتقدير أدوراها بقدر من الاعتبار والاحترام الاجتماعي ، أما غموض هذه الأهداف فأنة ينعكس سلبا على مختلف الجوانب الاجتماعية للمهنة فضلا عن النظرات التي يحدوها الشك من قبل العلماء والأكاديميين ورجال التربية والقادة السياسيين عن المكانة العلمية لنظام التربية البدنية والرياضة 0
وقضية تحديد الأهداف العامة للتربية البدنية والرياضية يجب أن تنال منا كل الاهتمام فهي إحدي أهم المشكلات التي تواجه المهنة والنظام منذ زمن ليس بالقصير فهي إشكالية يجب التعامل معها بحرص وجهد لأنها تعبر عن القواعد المهنية والنظامية ومنطقاتها الاجتماعية والخدمية ، فهي التي تقنع العاملين بالمهنة وكذلك من هم خارجها بالأدوار والخدمات والمنافع التي يتم تقديمها لمجتمعها حيث أنها تبرز الجهود والميزانيات والمخصصات للمسئولين وللإدارة العليا ولكن عدم الاستقرار في الأهداف يعتبر بالضرورة عن صورة غير مرغوب فيها فقد يكون ذلك بسبب محاولات التجديد وإعمال الفكر والمزيد من الدراسة والبحث لإعادة النظر والتعديل في الأهداف الموضوعة وهو بذلك يعبر عن صورة صحية وسليمة لجهود تسعي إلى المزيد من وضوح الأهداف وصياغتها الصياغة المفهومة المقنعة في سبيل استجلاء الغامض وتفسير المبهم والكشف عن المدركات الخاطئة والسعي نحو التطوير والتقدم والحداثة 0
للمجتمعات المختلفة أهداف مختلفة :
تتباين المجتمعات الإنسانية تباينا واضحاً فعلي المستوي الأيديولوجي ، هناك اختلافات عقائدية وسياسية حادة بين الدول والتي قد تصل إلي حد المواجهة العسكرية كما شهدنا ذلك بين دول المجموعة الاشتراكية ودول العالم الحر والتي استمرت لما يقرب من نصف قرن كما أن هناك فروقا حادة على المستوي الاقتصادي والاجتماعي فبينما هناك دول متقدمة تسعي إلي توفير كل احتياجات الإنسان الأساسية والثانوية هناك دول العالم الثالث التي لا تستطيع توفير حتي الحد الأدنى من احتياجات الإنسان الأساسية ناهيك عن الوضع الصحي ودرجة الاهتمام به والوضع الأمني والوضع التربوي ومدي ما يبذل من جهود في سبيل الارتقاء به ، كما أن هناك اختلافات ثقافية كبيرة بل عميقة بين المجتمعات فالقيم الثقافية والعادات والأعراف والتقاليد كلها اعتبارات ثقافية واجتماعية تتباين وتختلف من مجتمع لأخر ومن دولة لآخري ، وما يدخل تحت مفهوم المقبول من الأنشطـة في مجتمع ما قـد يعـد مرفوضاً ي مجتمع آخر ولا يخفي علي أحد أن كل المتغيرات السابقة تؤثر بشدة في اختبار وتحديد وصياغة الأهداف وفى هذا المعني لا يمكن انتقائه قائمة أهداف أو أغراض خاصة بالتربية البدنية والرياضية في الولايات المتحدة الأمريكية لتوظيفها في مجتمع من المجتمعات العربية مثل / مصر أو سوريا أو الأردن وذلك للاعتبارات السالف ذكرها وينبغي أن تتبني كل دولة مسألة تحديد أهداف التربية الرياضية وأغراضها من خلال لجان متخصصة تشكل بطريقة موضوعية وصحيحة لهذا الغرض وأن تراجع كل فترة هذه القوائم فما كان يصلح بالأمس لا يصلح بالضرورة اليوم أو غدا ويشير الباحثون والخبراء إلي أن الأهداف العامة للتربية البدنية والرياضية قد تغيرت من العصور القديمة حتي وقتنا هذا وفقا للتغيرات التي حدثت في الثقافة والعوامل الاقتصادية والاجتماعية ولذلك فالدول المختلفة بها أهداف مختلفة والاختلاف ليس في القيم بقدر ما هو اختلاف في أولويات هذه القيم علي أن ترتب حسب أهميتها في ضوء ظروف المجتمع وتطلعاته وأمانيه فالأهداف تتأثر بمؤثرات كالاستعداد الحربي أو الاهتمام بالصحة العامة أو التأكيد على الترويح والتربية.
ومن المشكلات التي تواجه التربية البدنية والرياضية في المجتمعات العربية هو عدم وجود قائمة للأهداف العامة لكل مجتمع من هذه المجتمعات وإذا فرض وتبنت عدم وجود أحدي الدول العربية قائمة معينة للأهداف فهي في الغالب الأعم موضوعة بغير الطرق المنهجية