إن فهمنا لدوافع السلوك عند الأطفال يعزز كثيراً من قدرتنا على التقييم الصحيح لهذا السلوك ، ومن ثم تقويمه تقويماً صحيحاً ، إن فهم دوافع السلوك يمثل أكثر من نصف العلاج ، وعدم فهم ذلك قد يدفع المربي في الطريق الخطأ ، وينأى به بعيداً عن العلاج المناسب ، وإذا بدأنا مع الطفل منذ مولده وحتى سن الرابعة أو الخامسة ، يقول علماء النفس : إن دوافع السلوك عند هذا الطفل يحكمها :
1- قانون " اللذة والألم " والطفل المخـّرب : بمعنى أن الطفل يفعل ما يفعل لأن ذلك يسبب له اللذة ، من غير نظر إلى عواقب الأمور ، فهو مثلاً قد يكسر شيئاً ما لأن كسره يسبب له اللذة !
فدع طفلك يُشبع رغبته في التخريب والهدم ، ولكن دعه في الوقت نفسه يستخلص من ذلك تجربة إيجابيه ، ويتسنى لك ذلك من خلال جعلك الطفل يستكشف : ماذا يستطيع أن يصنع بحطام ما قام بتخريبه ؟
مثالذلك : إذا عهدت للطفل بإناء من الصلصال ليكسره ، فعلّمه أنه إذا أضاف إلى الحطام ماءاً بإمكانه أن يعيد بناء الإناء مرة أخرى .
أحياناً يلجأ الطفل إلى التخريب بقصد إختبار اهتمام والديه أحدهما أو كلاهما ، فإن لم يستجب الوالد ترك التخريب وعمد إلى شئ آخر !
وعن طريق التخريب الموجّه يتعلم الطفل في سن الحضانة أن في إمكانه الكسب من الفشل أو الإنشاء من الهدم الواجب على الآباء والأمهات والمدرسين أن يتواروا أحياناً عن أنظار الأطفال ، ليتيحوا لهم فرصة الإستمتـاع بالتخريب ! وليدرك الآباء أنه ليس في التخريب ما يستدعي استشارة الخبراء ، إلا حين تستمر النزعة إلى التخريب وتنمو مع الطفل ، فانظر كيف أن فهمنا لدوافع السلوك عند الطفل يساعدنا في حسن التعامل معهم ، وهذه الباحثة تبين الدافع للتخريب عند الأطفال ثم توجه الآباء والأمهات إلى طريقة مفيدة للتعامل معهم كما سبق وإن كنا هنا لا نقصد التعامل مع مشكلة بعينها ، بقدر ما نقصد فهم الدوافع خلف السلوكيات للطفل بصفة عامة ، وم هذه الدوافع أيضاً .
2- دافع التقليد فالطفل يأتي كثيراً من الأمور بغرض التقليد ليس إلا ، وهذا شئ مفيد يجب إستثماره ، بل إنه وسيلة من أبسط وسائل التعلم . وعلى سبيل المثال : " إن هناك اختلافاً بل تنافراً بين رغبات الأب والإبن ، وفي نظرة كل منهما إلى أعمال البيت : إن المحافظة على نظافة البيت ، وغسل الأطباق بسرعة وتجفيفها ، ثم وضعها في مكانها الذي تُحفظ فيه ، كل ذلك واضح أنه من إهتمام الكبار ، لأن الكبار يحبون النظام ، ويحبون أن يفخروا ببيوتهم ، ويهمهم أيضاً أن يأخذ الضيوف والجيران عنهم فكرة طيبة ، ولايعني ذلك أي شئ بالنسبة للأطفال ! إن الطفل يجب أن يعد بيده الطعام ، وأن يغسل الأطباق ، أو السيارة ، لا لشئ إلا لأنه يريد أن يقلد أمه وأباه !
حلول عملية :
1 ) دع الفرصة لطفلك للعب والمرح والتجربة والخطــأ
2) ساعد طفلك على أن يجني ويكتسب من التخريب عملاً مفيداً
3 ) امنح طفلك الكسب المشروع الذي يستحقه ، مثلا المكافآت المادية (من غير أن تكون رشوة ) !
4 ) كن قدوة لطفلك في كل عمل ، فهو يقلدك من غير حاجة لتفسير ماتفعل .
5 ) تجنب ضرب طفلك عن إرتكابه خطــأ ما أو توبيخه أمام الآخرين .