مدخل
هي صيحة دوت من روحي وهي تحتضر على عزف وتر الفراق...وبعد قبولي تذكرة الرحيل
ودخولي القاعة إلى رحلة اللاعودة...وجهتها مدينة المعاناة.
شاءت الأقدار أن تتدخل...برسم طريقا آخر...لم تشأ أن تبقي على طرقي معبدة بالأماني الجميلة
والأحلام الوردية....فحفرت بها الهوات والعثرات ...لتكون وعرة تدمي قدمي كل من سار عليها.
في حين من زمن مضى...شعرت بأني ملكت الدنيا بغرامك....ورضيت أسري بحبك
فما صحوت على نفسي إلا بزنزانة جروح أتجرع فيها الألم ...بكؤوس من قسوتك.
كنت قد انتظرت موعدنا ليوم تالي....فأبت الشمس الشروق بعد مغيب...ففرضت علي العيش
ليلا أبديا بحكم قسري....وتم إلغاء الموعد.
أيتها السماء
ها قد عدت إليك من جديد...لأبث أحزاني وأشجاني...فلا النجوم ولا القمر مدعوون لأقامة الحفلات منذ الآن
أنتِ فقط يا سمائي...يا ملبية لندائي
ستعودين لاكتساء ثوبك الرمادي...الذي يخفي جمال زرقة لطالما أحببت النظر إليها
أمطري علي ماء حنانك الذي يطفيء حرارة دمعي...ويخمد لهيب بركان قلبي.
يا أنت...يا هذا
سأخلع عني ثوب الفرح والسعادة الكاذب...وأعود لملائتي البالية المهترئة
والتي حكتها من الألم...فلن أشعر بدفء من غير وجع.
أما النوم
فلن أستطع مزاولته إلا بعد أن أتناول جرعات من زجاجة الغدر...فهي ما يجعلني أثمل
بجرحي....فأهذي بحزني ....وأقتل كل حلم يحاول اقتحام خلوتي .
عذرا لمن يعشق الورد
سأرمي تلك الوروداليانعة...ذات الأريج الفوّاح....وأضع في زهريتي باقة الأشواك
فإنها السبيل لأحياء الألم...واستمرار النزف الذي يبيد الأمل.
مخرج:
شكرا لك على تأمين حاجياتي لأكمال مسيرتي مع الوجع
وشكرا لك لخنقك كل آهاتي......ووأد حروفي وكلماتي.