كان ذلك بداية الشتاء وقد بدات السماء غريبه منذره بعاصفه من المطر الغزير ..
فتعلقت بعض السحب الركاميه في السماء و تفشى اللون الرمادي الداكن بين احياء المدينه
و مازالت الطرقات مغطاه بالوحل منذ ليلة البارحه ..
اما الهواء البارد فيهب بحزن و يتسلل الى ( نافذتي ) لأستنشق بعضا منه و اسعل و اضع يدي على صدري
المنهك و قلبي المهموم ..
احسست بالرعب فجأه .. شيء ما بداخلي يخبرني بأن امرا ما سيحصل ..
يا ترى ماذا بي !؟ ماذا يجري !؟
و ضعت يدي على قلبي فهو يخفق خائفا حائرا يحس بأمر ما !؟ و لكن لا اعلم ما هو ؟!
افكر بعمق سيأتي قريبا و يخفف عني ما انا فيه .. فبوجوده احس بالامان ..
فهو يمنحني القوه .. فهو ساعدي و يميني ..
تعود الي خفقات قلبي لتذكرني بأن امر ما سيحصل .. احاول الهروب بتفكيري
هناء و هناك و اطمئن حالي ..
بأنه سيصل قريبا .. قريبا سيطرق الباب .. بالنظر اليه سينجلي كل ما احس به ..
فأطلقت العنان لخيالي .. و تذكرت اجمل ايامي معه .. اعلم اني لم اوفيه حقه .. فهو يستحق اكثر من ان اهديه حياتي .. وجوده في حياتي ينير دربي و يبعث الامل و الطمئنينه ..
ما اجمل الحياه بجانبه .. فهو منبع سعادتي و قوتي ..
ابتسمت ابتسامة لم اعهدها من قبل فأبتسامتي خالطتها دموعي !!
نظرت الى مرأتي بتعجب !!
ترى ما الذي اجبر عيناي على دموعها !؟
لماذا خانتني جفوني !؟
ترى ماذا حل بي !؟ ما الذي احس به !؟ (( ساعدني يا الله ))وضعت يدي على صدري فاأنا لا اعلم اين موقع قلبي بالضبط !!
هناء تزداد الضربات و هناء تزداد الضربات ..
اكاد اجن وقلبي يكاد يطير من بين اضلعي ..
لم يعد يعشق سجنه الابدي يريد ان يهرب .. لا اعلم الى اين ؟! والى متى ؟!
و فجأه اذ فتح ( .... ) باب غرفتي دون اي طرق عليه !!
التفت اليه و عرفت من نظرته انه سيعلن حرب .. ادرت راسي فاأنا لا اريد النظر الى عينيه التي تحكي ما بداخله !!
وقتها عرفت ما احس به .. عرفت لماذا خانتني جفوني ..عرفت لماذا قلبي يريدني ان احل قيوده ..
فقد حان .. نعم لقد حان !!
ساد الصمت الرهيب الا من اصوات الرعد تزمجر بالخارج .. و اصوات المطر الغزير الذي يهطل بصورة مخيفه ..
في هذه اللحظه ناجيت روحي ..
رفعت عيني الى السماء و خاطبت رافعها (( يارب مدني بالقوه و الصبر ))
و اخذت نفسا عميقا و مسحت دموعي ..
لا اعلم اهي دموع فراق .. ام دموع بدايه .. ام دموع نهايه .. ام دموع خوف .. نعم خوف من المجهول !!
ابتسمت .. نعم ابتسمت ..
ادرت رأسي اليه فهو لا يزال واقفا في مكانه لم يحرك ساكنا..
نظرت اليه و وضعت عيني بعينه !!
( ...... ) : مرسى .
مرسى : صامته .
( ...... ) : مرسى .
مرسى : مبتسمه .
( ...... ) : مرسى انا .
مرسى : وضعت يدي على فمه ( ...... ) الصمت ابلغ !!
لا اريده ان يتحدث ان يشرح ان يبرر ..
فهذه اول مره في حياته يتأخر عن موعده ( بخمس دقائق ) !!
احساسي بالرعب .. دموعي .. قلبي .. نظرته .. تأخيره ..
حتى نبرة صوته وهو يناديني .. (( تخبرني كل شي )) .
هذا هو قدري .. و هذا نصيبي .. لكل بداية نهايه
وقد حانت نهايتنا !!
قال بصوت رصين لم ءألفه من قبل :
(( مرســــــــــــــــــــى انت طالــــــــــــــــــــــ ـــــق ))
ابتسمت .. نعم ابتسمت ..
* ابتسمت من اجله *
اردت ان تكون اخر نظرة وداع بيننا (بأبتسامه) ..
وحين ادار ظهره .. نظرت الى السماء و دمعة على خدي احرقت وجنتي ..
و بهذه اللحظه ( احللت قيود قلبي ) !!
فلكم كان سجينا بين اضلعي ..
ولكن بقي شيء عالق بين اوردته ..
قبل رحيله نحت عليه
(( آدم كم احبك )) .
احبكــــــــــــــــــم حدي ..