الدفءُ بعينيك.....
وحرارةٌ الشوق بلمسة أناملكِ
و وهجُ نظراتِ الاشتياقِ
ومعطف الفرو الذي يضم جسدكِ
وثلج برلين......
وأنا..........
كانت برلين ....
فتاةً أوربيةً رائعة الجمال
كعروس في ثوبها الأبيض
وبردها ساحراً شريراً
يقتحم أعماقنا....
يحاول قتل دفءِ الحبِّ بداخلنا
كانت برلين.....
كئيبة....
عديمة المشاعر
كل سكانها غرباءْ
كانت برلين....
كدمية باربي....
جميلة بدون دماءْ
أتعلمينَ ما افتقدته فيها
نظرات الحبِّ والطيبةِ
وابتسامة الحياءْ
وتكرار عبارة " السلام عليكم "
وصوت الأذان
كم تمنيت أن يكون لبرلين شاطئ
لأشهد عناق الشمس والبحر عند المغيبِ
عذراً برلين....
فمدينتنا هي الأجمل
وأزقتنا من شوارعك العريضة أفضل
نظرات الحب والطيبة
بعيون المارة بطرقاتنا تشعرنا بالدفء
عذراً برلين .......
لأنَّ عظمتكِ وشموخكِ وزخرفكِ
لا يقارن بلوحة تتجسد في خيالي
ـ ابتسامة رائعة ......
من بين تضاريس البؤس
تشرق كل صباحٍ
في وجه بائعةِ الجرجيرِ
على رصيف سوق الخضارِ ــ
عذراً برلين....
فحبيبتي أجمل في مدينتنا
عذراً حبيبتي
فأنتِ أجملُ ما رأيته في برلين
بل أنتِ أجمل من برلين
فدعينا نغادرْ
واتركي برلين الكئيبةْ
وعيشي في أعماق شاعرْ
في مدينتنا ...
للحبِّ طقوسٌ شرقيةٌ
وللحبِّ مآثرْ
في مدينتنا....
يشعر بالحبِّ أيُّ زائرْ
في مدينتنا......
أمهاتٌ رائعاتٌ
يعتنين بالضفائرْ
وأب ٌ يسعى ويشقى ويغامرْ
يحمل المشرطَ ....
كي يداوي جرحاً
كي يرسمَ فرحاً
لا لإدماءِ المشاعرْ
في مدينتنا...
نستخيرُ الله والضمائرْ
عذراً برلين.....
فعشقكِ قد كان عابرْ
وحقائبي كما هي
تستعد كي تهاجرْ
فالخريف قد مضى
وأنا سوف أعود
كأي طائرْ
هيا حبيبتي....
قولي لبرلين وداعاً
و استعدي كي نسافرْ
في داخلي وطنٌ
مهما ابتعدت عنه
مني لا يهاجرْ