السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع أعجبني فرغبت أن تشاركوني متعة هذه المواضيع الرائعة
---------------
بموضوعية
الكاتب : راشد بن محمد الفوزان
«مؤسسة فاسدة».. اعتراف مسؤول؟!
راشد محمد الفوزان
لأول مرة أقرأ حوارا صحفيا يقول فيه مسؤول انها كانت "مؤسسة فاسدة", انه الأمير بندر بن سعود آل سعود, حوار جريء لا تنقصه الصراحة أبدا, وقد حدد الأمير بندر بن سعود وهو المسؤول والأمين العام للهيئة الوطنية للحياة الفطرية, فقد ذكر وحدد أين يكمن هذا الفساد حين ذكر نصا الترقيات غير العادلة في الهيئة, وانتدابات مزيفة لبعض الموظفين تصل في بعض الأحيان إلى لمدة 63 يوما دون أن يقوموا بزيارة ميدانية واحدة أو يغادروا أماكنهم, إضافة إلى بعثات ودورات وهمية، وأضاف الأمير بندر أن الفساد وصل أيضا إلى المشتريات والتعاقدات, وأضاف أنه قام بنفسه بالتأكد من سعر جهاز اتصالات سجل بسعر 17 ألفا واكتشف في السوق أنه بسعر 8000 ريال. هذه خلاصة ما يتعلق بالحوار عن "الفساد الإداري" وبقية الحوار كانت مميزة وشيقة عن الحماية الفطرية, ما يثير في هذا الحوار حقيقة أن أجد مسؤولا كبيرا في جهاز حكومي لدينا يقول ان لدي "فسادا" هذه لغة غير متبعة لدينا وغير دارجة أو يمكن أن تمر مرور الكرام لدينا, وكأننا لا نعاني أي شوائب أو خلل أو "فساد" وحين ننظر لكثير من أداء أعمال الأجهزة الحكومية نضع دائما: تساؤل ونقد ولوم وغيره من العبارات التي نحاول أن لا نستخدم عبارة "فساد" لأنك ستكون أنت من يتم سؤاله ومساءلته عن إطلاق عبارة "فساد" فلا يوجد لدينا فساد أو حتى يمكن القبول بهذه العبارة بأي صورة من الصور. بل قد تصل أن تنتقد عمل الجهاز الحكومي وأداءه ويأتي لك "المصدر المسؤول" بالنفي التام, ويستمر رفض أي مساس بأداء الأجهزة الحكومية وكأننا نؤدي أفضل الأعمال.
اعتراف الأمير بندر بن سعود, بأن جهازه "مؤسسة فاسدة" وعمل على إصلاحها "بالتنويع والشفافية" والمراقبة والمتابعة بنفسه وشخصه ومن معه, هي أولى ركائز الإصلاح, وأول ذلك أن "يعترف" أن لديه فسادا إداريا وماليا, هل رأينا هي أموال الدولة غير المحصلة من مديونيات الصناديق إنها 42 مليارا لم تحصل للدولة لماذا؟ هل رأينا كم حجم الهدر المالي الذي أعلن بفترات سابقة من ديوان المراقبة والذي يتحدث عن مليارات الريالات فمرة 104 مليارات ومرة أقل من ذلك ولكن نتحدث عن عشرات المليارات, لماذا لا يظهر لنا كل مسؤول حكومي عن أداء جهازه ويتحدث عن مشاريعها والصرف الذي تم وإلى أين ينتهي, لماذا نعاني نقصا في المياه والصرف الصحي والمقعد الدراسي والمدراس التي أصبحت منازل وسريرا لمريض لا يجده إلا بعد سنوات, وأزمة طيران وحجوزات, وأزمة مشاريع متعطلة من مقاولات وغيرها, لماذا نعيش هذا الكم من الأزمات ويظهر لك المسؤول ويقول لك كل شيء "حسب الخطة المعدة" أو تحت الدراسة وغيرها من عبارات الانجاز والتخطيط والخطط, ولكن الواقع لا تجد ما يوازي التصريحات, ان حل أزماتنا هو بالخروج والحديث أن لدينا "مشكلة" وأن يمارس الشفافية والتغيير والمحاسبة وتطبيق التنظيمات والقوانين, لن يجدي الصرف المالي الضخم في حل كل العوائق لدينا في ظل أننا نصر أن لا مشاكل أو خلل لدينا, يجب أن نقر ونعترف بوجود الخطأ والتقصير والخلل حتى نبدأ الحل.