بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بركان آيسلندا يشل اوروبا ويحجب سمائها بالدخان
تسببت غيمة الرماد المتصاعد من بركان في آيسلندا في تمديد الشلل الذي أصاب جزءا كبيرا من الطيران
بأوروبا حتى نهاية الأسبوع، بينما أكدت التوقعات أن "الأسوأ قادم" في الأيام المقبلة وسط قلق شركات الطيران
التي فاقت خسائرها مائتي مليون دولار.
وقد تسببت سحابة البركان الرمادية البالغ ارتفاعها 11 كيلوا متر في الجو بإلغاء 63 ألف رحلة من أوروبا وإليها ،
وأغلقت المطارات في كل من بريطانيا،فرنسا،ألمانيا، فنلندا،الدنمارك،أسبانيا،ب لجيكا،هولندا،لاتفيا وليتوانيا
وتوقفت حركة الطيران الجوي بشكل شبه كلي ببلدان البلطيق إضافة إلى تشيكيا والنمسا والمجر
وشمال غرب رومانيا وبولونيا بما فيها كراكوفيا جنوبها حيث ينتظر وصول شخصيات وبعثات دولية الأحد
لمراسم جنازة الرئيس ليخ كاتشفسكي الذي لقي حتفه بحادث طائرة في روسيا.
وامتد الشلل إلى آسيا وأفريقيا حيث ألغيت عشرات الرحلات إلى أوروبا، وأجلت أخرى قادمة من أستراليا ونيوزيلندا،
وبذلت الفنادق جهودا مضنية لاستيعاب آلاف الركاب الذين ألغيت رحلاتهم.
وبدأ البركان ثورته الأربعاء للمرة الثانية خلال شهر من تحت النهر الجليدي أيافيالايوكول ما تسبب في تصاعد الرماد البركاني لارتفاع بين ستة و11 كيلومترا في الجو.
وقال مسؤولون إن البركان لا يزال يلقي بحممه وسيستمر الرماد في التصاعد في سماء أوروبا.
ويحتوي الغبار البركاني على جسيمات ضئيلة من الزجاج والصخور المفتتة التي يمكن أن تتلف محركات الطائرات وهياكلها.
وصعقت شركات الطيران من تصريحات بعض خبراء الارصاد الجوية بأن موجة الغبار ربما تستمر لمدة 6 اشهر
وما يعلم جنود ربك إلا هــو
البركان كما يبدوا من الفضاء . تصوير وكالة ناسا
صورة جوية لسحب البركان الرماديه
تعطل حركة الطيران وشلل في التنقل في اوروبا
بقلم: الشيخ محمد صالح المنجد
فاعتبروا يا أولي الأبصار :
سحابُ غبارِ بركانٍ واحدٍ يصيب قارة كاملة بالذعر والخوف ويشل حركتها الجوية فكيف لو تفجرت عدة براكين ؟!.
يقين المسلم بأن كل ما يقع في كونه من خير فهو من فضله ورحمته ، وكل ما يقع فيه من شر فهو بعلمه (ذَلِكَ تَقْدِيرُالْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) .
وَمَا نُرْسِلُ بالايات الا تَخْوِيفاً:
إن الاقتصار في تعليل ما حدث بأنه مجرد أمر طبيعي يسير وفق نظم ونواميس كونية ... يدل على غفلة عن مدبر الكون ومسيِّره :(هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلا ئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ، وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ ، وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ(.
وَمَا هِيَ إِلَّاذِكْرَى لِلْبَشَرِ.
إن ما حدث آية من آيات الله يرسلها لعباده تذكرة للمؤمنين وتخويفاً للمعرضين فالقلوب المؤمنة تتعظ وتخبت لربها، والقلوب الغافلة لا يشغلها سوى الخسائر الاقتصادية.
المؤمن مرهف الحس حي القلب:
النبي صلى الله عليهوسلم إذا رأى ريحاً أو غيماً عُرِفَ ذلك في وجهه ، فأقبل وأدبر خوفاً مننزول عذاب فكيف بأعمدة من الرماد على ارتفاع11كيلومترا في الجو ..
ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ:
أرانا عجائب قدرته، ودلائل قوته فيما خلق وقدَّر..
عجز بني البشر :
ماذا صنعت الدول بأجهزتها وقوتها أمام هذاالجندي من جنود الله ( قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ)
أين القوة المادية ؟
هذا التطور المادي لم يستطع أن يفعل شيئاً أمام سحابة من الدخان ، ( أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ)
وما أوتيتم من العلم إلا قليلا:
أين العلم والتقدم والتقنية للقضاء على هذه السحابة البركانية .
قصور الحسابات البشرية :
سواء في التحليل وتوقع الأزمات أو في الاستعدادات والاحتياطات أو في التصدي لها.
لا ملجأ منه إلا إليه :
ولهذا شرعت الصلاة عند حصول الآيات العظيمة كالكسوف والخسوف "هُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاة
سبحان مقلب الأحوال :
فما أسرع ما تتبدل الأحوال, وتتغير الأمور من دون أي مقدمات يفاجئهم البركان بهذه السحب العظيمة ليربك تخطيطاتهم وحساباتهم وتوقعاتهم (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لايَشْعُرُونَ)
أعاجيب الله في قدره :
هذه النيران المستعرة يخرجها سبحانه وتعالى من قلب الجليد ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الافَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ، أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
النظرة الإلحادية للطبيعة :
رئيس دولة البركان يقول: إن ما يحدث عرضٌ لقوى الطبيعة
نار تذكر بنار :
الصهير الناري البركاني الذي سبب هذا الرماد بلغت درجة حرارته (1200) درجة مئوية وأذاب 10% من نهر الجليد وهذه من نار الدنيا فكيف بنارالآخرة "نَارُكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ"
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا:
فالسحب البركانية أدت إلى إغلاق المطارات واحتجاز ملايين المسافرين كم من مؤتمرات نُظِّمَت ولقاءات أعد لها وحجوزات تأكدت ثم أصحابها اليوم يفترشون مقاعد المطارات
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَاكَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ
كلما كثرت المعاصي والظلم والقتل وإشاعة الفاحشة كثرت المصائب العامة
مصائب قوم عند قوم فوائد :
أمام هذه الكارثةالاقتصادية لشركات الطيران العالمية زاد الطلب على القطارات والباصات والعبارات المائية وزاد الضغط كذلك على الفنادق.
استحضار نعم الله علينا:
المؤمن ينظرللمصائب النازلة بالآخرين فتهون عليه مصائبه ويمتلئ قلبه بحمد الله
مشاهد ومشاهد :
بركان واحد أحدث ما أحدث من الفزع والكوارث فكيف بزلزلة الأرض كلها
والغبار الذي حجب الشمس عن سماء هذه الدول يذكرنا بقوله تعالى: ( إِذَاالشَّمْسُ كُوِّرَتْ )
وتناثر أجزاء البركان في الهواء يذكربقوله وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ )
وتعطل حركة الطيران والمطارات يذكرنا بقوله تعالى: (وَإِذَا الْعِشَارُعُطِّلَتْ) ،
وعجز القارة الأوربية بعدتهاوعتادها وذهولها مما يحدث يذكرنا بعجز الإنسان عند قيام الساعة ( إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الأ رْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَالَهَا...)
هذه الغيوم المتراكمة تذكرنا بالدخان الذي يبعثه الله قبل قيام الساعة( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ)
فوق كل ذي علم عليم
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *الفارس*
