هاقد عدت سيدي
واضعة بين يديك
قضيتي
هي من أغرب القضايا .. التي قد تسمعها يوما
المدعي فيها .. أنا
والمدعى عليه .. قلبي
نعم قلبي
طفلي الذي أحمله مذ ولدت .. بين أضلعي
حافظت عليه ناصع البياض
دافعت عنه كل ما قد يلوثه
منعت أيا كان .. من مجرد لمسه
أحكمت حصوني حوله
لأحميه
من أيادي الغدر .. والخديعة
بكل ما أملك من قوة
كم داويت جراحه
وكم رممت صدوعه
عانيت حتى لا يشقى يوما
وبكيت .. وانكسرت .. حتى لا يتحطم يوما
رضيت بالعيش .. شبح أنثى
من أجل حفظ بهائه ورونقه
وها هو اليوم
بعد كل ما فعلت
يتمرد علي
نعم .. يتمرد
أيُعقل هذا ؟؟
أهكذا يقابل الإحسان .. والتضحية .. والوفاء ؟؟
أهكذا يبرني ؟؟
ها هو يسعى نحو نيران الحب
التي طالما حميته منها
ها هو يستمع لتلك الهمسات .. ويرتجف
بدأ بياضه يتلون
ولكنني لم أميز ذلك اللون
أخشى أن يكون لون الفجيعة في النهاية
أخشى أن يصطبغ بالسواد
ويحترق
عند انهيار آخر صروحي
عندها
مؤكد .. سأموووت
فكيف لي العيش بدون قلبي ؟؟
أرجوك سيدي القاضي
أنصفني
فقد بدأت عزومي تضعف
أمام إصراره وتمرده
أرجوكم أيها الحضور
دلوني
ما السبيل ؟؟