العنزي: حبي للتراث أساس ارتباطي بـ«الجنادرية» لمدة 20 عاما
«الاقتصادية» من الرياض
يعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» الذي ينظمه الحرس الوطني كل عام مناسبة تاريخية تُسجل بحروف من ذهب تخلد للمستقبل إنجازات الحاضر وتدون له ثقافة الماضي المجيد بكل أبعاده بكل ما فيه من صعوبات ومعاناة وقدرة على التحمل ومواجهة التحديات، ومجال الثقافة والتراث شاسع كاتساع رقعة هذا الوطن الغالي وممتد ليشمل ألوانا تراثية مختلفة وصناعات يدوية ومهنا إنسانية وألوانا أدبية، والمهرجان مازج بين الماضي والحاضر بقالب جمالي أخاذ شد إليه كثيرين، حتى أضحت الجنادرية من أهم المنابر التراثية والثقافية على مستوى العالم.
وفي أروقة الجنادرية أشخاص لا يمكن نسيانهم من باب الوفاء لهم ولأعمالهم خدموا الوطن لعقود وعاشوا مع الجنادرية رحلة التغيير للأفضل، ومن هؤلاء رئيس لجنة الشعر الشعبي الزميل الشاعر والإعلامي صبار بن عابر العنزي الذي استوقفناه في هذه الزاوية القصيرة ليتحدث عن أهم المراحل التي مر بها في الجنادرية.
كيف بدأت خطوات هذا المشوار الطويل مع الجنادرية؟
كنت شابا يهوى التراث ويحرص على حضور أنشطته التي كانت تقام هنا وهناك نتيجة توجهي لكتابة القصيدة الشعبية وعبث المحاولات الأولى وإدراكي أهمية الاستفادة من القدرات والمهارات التي يمتلكها من سبقوني في هذا المجال، وجاء المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الأولى ففرحت به وحلمت بأن أعمل في هذا الكرنفال التراثي وتحقق الحلم الجميل وقابلت كبار الشعراء مثل خلف بن هذال ومهدي العبار وعبد الله السلوم - رحمه الله - وراشد بن جعيثن، وغيرهم كثيرون.
ماذا عن الخطوة الرسمية
أو المشاركة الفعلية؟
شاركت في عام 1410هـ مع الزملاء في المركز الإعلامي والتقيت مجموعة إعلامية مميزة عملت معهم واستفدت منهم الكثير ومازالوا أصدقاء أكن لهم كل تقدير ومن ذكريات تلك السنين حجم الصعوبات في عدة أمور يحتاج إليها الإعلامي مثل عدم توافر وسيلة اتصال بين المحرر وجريدته إلا من خلال الفاكس، إضافة إلى صعوبة الحصول على الصور بالطريقة التي نحن عليها الآن، ناهيك عن المتاعب الأخرى التي تواجه الفنيين في الصحف وبعد الجنادرية عن مقر الصحيفة، ولكن كان لهذه المتاعب متعة لا تضاهيها متعة، أتذكر من زملاء الحرف الذين لهم حضور في المركز الإعلامي محمد السهلي، محمد السنيد، عثمان الغامدي، الدكتور سامي المهنا، جابر القرني، حسن الخليل، سعيد أبو ملحة، عبد العزيز الداود، عبد الرحمن الشتري، وهناك بكل تأكيد غيرهم.
بالتأكيد أنك التقيت كثيرا من المثقفين العرب، ماذا عن أجمل ذكرياتك معهم؟
كانت هناك خيمة هي في واقع الأمر استراحة لضيوف الجنادرية من مفكرين ومثقفين وشعراء، وأعتبرها مساحة حرة للتعبير والحوار في مكان تراثي يتناول الجميع مختلف القضايا ويتناقشون بأسلوب حضاري ما يقدم من آراء، ومن أبرز رواد تلك الخيمة الراحل الطيب صالح والراحل متعب العنزي والراحل ممدوح عدوان والشاعر يحيى السماوي وعبد الرحمن العشماوي والدكتور عبد الله المعطاني والكاتب أنيس منصور والدكتور سلطان القحطاني ونادرا ما يأتي ضيف على الجنادرية إلا ويحضر هذا الملتقى ويدلي بدلوه، وقد كتب عنها الكثيرون، ومن ذكرياتي في هذا المكان اختلاف في وجهات النظر بين الشاعر الكويتي حمود البغيلي والدكتور عبد الرحمن الفريح حول شعر المحاورة وتحديهما بعضهما، فما كان من المفكرين والضيوف وبعض الحضور إلا أن نظموا أنفسهم صفين فبدأت محاورة بين الفريقين.
20 عاما وأنت أحد رجال مهرجان الجنادرية، أين استقر بك المطاف أخيرا؟
رئيس لجنة الشعر الشعبي ..هي آخر محطاتي في الجنادرية وأعقدها وأصعبها على الإطلاق نظرا لصعوبة التعامل مع الشعراء، ولكن لا يمنع من القول إن الشعراء الحقيقيين هم من أدخل البهجة إلى قلبي سواء في مجال المحاورة أو النظم ، ورغم كل ما قدمت ما أنا إلا أقل شخص في هذا المهرجان الوطني، فهناك أشخاص غيرنا يعملون في الظل ويتفانون في عملهم البعيد عن كاميرات التصوير وأسنة أقلام الصحافة وعددهم كبير لهم مني الشكر الخالص ولقراء «الاقتصادية» الكرام الامتنان على تحملهم هذا البوح الوجداني الصادق .