ان تجد بعضا من الشباب يتسول (الحب) في الاسواق والمجمعات، فهذه ظاهرة مفعمة بالازدراء يتلبسها المراهقون ومن شابههم كلما استشعروا الفراغ يستشري في نفوسهم، فلا يجد الضعفاء منهم سوى تسلق اسوار ليطلوا بعيون (الغفلة) على خصوصية الآخرين ظنا منهم ان تلك الاطلالة تمنحهم مآرب السعادة وتكسبهم الشخصية المتفردة التي تعلى من شأنهم امام الاقران والمحيطين بهم وما دروا انهم يخسرون من الكرامة الشيء الكثير كلما توغلوا في تلك المسيرة المنحرفة، حتى يتجردوا من الحياء ويصبحوا رهنا للعادات السيئة التي تدعم توجهاتهم وتطلعاتهم، وتجعل الباطل حقا فلا يتوانون عن فعل المزيد كلما وجدوا سانحة او بارقة تلوح لهم في الافق ولكنهم مع ذلك يتناقضون مع انفسهم اذا انقلبت المعادلة واصبح الطرف الآخر اختا او قريبة، تجدهم يتنصلون من ذلك السلوك المشين تنصلا مميتا، ويرمون باللائمة على اهالي تلكم الفتيات السارحات المازحات في الاسواق دونما حسيب او رقيب، من واجب الفتيات بالذات ان يتنبهن لذلك التناقض ويتساءلن ما بينهن وبين انفسهن عن السبب الحقيقي الذي يجعل الشاب يرفض ذلك السلوك للخاصة بينما يرتضيه ويشجعه لمن هم خارج دائرة الاهتمام، هذا التساؤل سوف يمنح الفتاة المتعقلة فهما للحياة وعن حقيقتها واصالتها وعفتها ومهما تمادت الظروف وشط بها الخيال، فلن يقبل انتهاء الا بتلك الفتاة التي تصون النفس لكي تصون عالمها الحقيقي البعيد كل البعد عن العبث والمغامرات الطارئة.