حذر المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان من خطورة التكفير وعواقبه، مبينا أنه سبب رئيس في تشويه صورة الإسلام وأهله، لافتا إلى أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمؤتمر العالمي الذي سيناقش خطر التكفير على الفرد والمجتمع يدل على اهتمامه بصورة الإسلام وأهله.
وتابع العبيكان في حديث لـ «عكاظـ»: إن التكفير ساهم في حصول الدمار وتشويه صورة الإسلام والإفساد في العلاقات بين الدول فكان لا بد أن يكافح هذا التكفير الذي سببه الغلو، فالغلو والتطرف هما الطريق إلى التكفير، موضحا أن التكفير حصل من الخوارج المارقين في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفي هذا الزمن ازداد خطره واستفحل أمره فكان لا بد من الوقوف وقفة جادة وقوية. وكانت موافقة خادم الحرمين الشريفين على إقامة هذا المؤتمر بادرة طيبة ويدل على اهتمامه بالإسلام وصورته والمسلمين عموما بإبعاد الأخطار عن المسلمين والحرص على تعميق العقيدة الصحيحة والمنهج السليم في الأمة وكل هذا أعتقد أنه كان سببا في إقامة هذا المؤتمر.
وحول الطريق الصحيح لإشاعة خطر التكفير في المجتمع الإسلامي، قال: إن ذلك يتم بتفعيل جميع الوسائل الإعلامية المسموعة والمكتوبة والمقروءة، ولا بد أن يقوم العلماء بجهود كبيرة وعلى نطاق واسع لتوضيح صورة الإسلام الصحيح والمنهج القويم وبيان خطورة التكفير وأنه ليس من الدين في شيء وإنما يفعله المارقون على الدين الإسلامي.
وأضاف: إن دور الجامعات والمدارس مهم جدا في التحذير من هذا الفكر الخطير بأن تكون هناك مناهج تحارب التكفير والغلو والتطرف لأن هذه الأمور هي الطريق إلى التكفير فإذا حاربنا الغلو والتطرف سلمنا من التكفير، فلا بد أن تكون هناك مناهج للتحذير من هذه الأمور مع نشر الوعي للناس عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وتعميق الإسلام الصحيح في نفوس العامة والخاصة.
وبين العبيكان أن التكفير خطر كبير جدا والذي عنده خوف من الله عز وجل لا يقدم على تكفير مسلم وإخراجه من الملة بكل سهولة، فالبعض يتحرج من أكل الدجاج المستورد من بعض الدول الغربية مع الاشتباه في كيفية ذبحه ومع ذلك يخرج بعض المسلمين عن دائرة الإسلام بكل سهولة وبغير دليل صحيح ولا يملك القدرة والفقه على التمييز بين من خرج من دائرة الإسلام وبين من لم يخرج منه وإنما ارتكب أمرا من المحرمات، ثم إن هذا عمل القاضي عندما يعرض عليه الشخص الذي يتهم بأنه ارتكب أمرا مكفرا فهو لابد أن يناقش هذا الشخص ويقيم عليه الحجة فإذا عاند وكابر فعند ذلك يمكن أن يطبق عليه حكم الردة ويحكم عليه بالكفر.
وقال إنه لابد أن يتبع هذه المؤتمرات تشكيل لجان متخصصة لوضع الخطط المناسبة لمحاربة التكفير ويكون هناك عمل دؤوب بعد المؤتمر، وألا نكتفي بتوصيات المؤتمر، بل علينا أن نفعلها ونؤلف لجان مستمرة لمحاربة هذا الفكر ومنابعه.