كنت قد نويت مقاطعة النت مؤقتا هذا الشهر ..
ولكن المشاعر التي اجتاحتني اليوم ( بغيابهما ) .. جعلتني أهرع إلى قلمي وأوراقي .. أقصد ( كيبوردي وشاشة جهازي ) ..
لأسطر هذه الكلمات .. على صفحة من صفحات متنفسي – خواطر غرابيل – علها تصل إليهم .. في بعدهم ..
مع صوت الأذان القادم من بعيد ..
تزاحمت المشاعر .. وتداخلت ..
فرح .. روحانية .. عبق إيماني .. راحة .. شوق .. حزن وحنين ..
تحلقنا حول مائدة الإفطار .. ولكن .. بقي مكانكما شاغرا – وفي قلوبنا – يحن إليكما ..
تجمعت الدموع في المآقي .. لا تجرؤ على النزول ..
حتى تحررت أخيرا دمعة من عين أمي .. تبعها وابل من الدموع ..
أبي .. اخوتي .. وأنا ..
رؤيتكما من خلف الشاشة .. لم تطفئ لهيب المشاعر ..
بل زادتها تأججا .. واشتعالا ..
نظراتكما .. التي تدفن الحزن .. والشوق .. واللهفة ..
ابتساماتكما .. التي خنقتها الدموع الحبيسة ..
كانت كخناجر غُرست في قلب مشاعرنا .. فقتلت الفرحة ..
ياااااه .. كم اشتاقت لكما القلوب ..
كم افتقدتكما الأحضان ..
كم حنت لتغريدكما الآذان ..
مذ عرفتكما .. تملآن حياتنا بنكهة مميزة ..
لستما متماثلين كتوأمين .. بل على العكس .. متضادين ..
تنطبق عليكما القاعدة الكونية ( المتضادات تتجاذب )
وكأن أحدكما تتمة للآخر .. لتصبحا شخصا واحدا اقترب إلى الكمال ..
اعتدنا على رؤيتكما معا .. كطائرين وليفين ..
تحضران معا .. تغيبان معا .. تدرسان وتلعبان معا ..
تحبان الفرح .. وتوزعانه على من حولكما ..
حتى عند السفر .. شاء القدير ألا تفترقا .. فسافرتما بعيدا معا .. وتركتما خلفكما فراغا كبيرا ..
كل موقف يمر علينا .. يحكيكما ..
كل زاوية في المنزل .. تبكيكما ..
بربكما ..
لا تطيلا الغياب .. فقد أضنى الشوق قلوبا .. وأضعف الحنين أرواحا ..
تغيرت الألوان من حولنا .. واختلفت معاني الأشياء ..
لا تطيلا الغياب .. فقد نفذ الصبر ..
واشتقناكما .. حتى النخاع ..
.
.
.
وجـه القمر
.............