«يا أباذر من كان ذاوجهين و لسانين في الدنيا فهو ذولسانين في النار»
هناك روايات كثيرة حول ازدواج الشخصية و النفاق; لأنّ الوجه و اللسان حاكيان عمّا في داخل الانسان، و معنى هذه الروايات أنّ الانسان المزدوج الشخصية (أي له شخصيتان متناقضتان) منافق. لأنّ المنافق ذو وجهين.
التوحيد أساس الاسلام، لذاتكون الوحدة في الشخصية مرغوبةً. و في جملة واحدة يجب أن يكون الانسان كما هو، لا أن يظهر نفسه في كل زمان و لحظة في شخصية و لباس و لسان مختلف، بل يجب أن تعم الوحدة وجود الانسان; أي له شخصية و وجه واحد. من الناحية الاجتماعية أيضاً يبتلى المجتمع بأعظم المصائب و البلايا من جهة هؤلاء الأفراد، لأنّهم يتلونون بلون الطائفة التي يجالسونها، فعندما يتحدثون مع الناس يقولون: «إنّا معكم» ، و عندما يذهبون الى طائفة أخرى يقولون: إنّا معكم« إنّما نحن مستهزؤن» . يؤدي هكذا أناس منافقون الى تردي حالة المجتمع و تزلزله. مسألة النفاق و المنافق مهمة للغاية، و الأهم من ذلك لماذا يصبح الانسان ذا وجهين؟
منا شئ ازدواج الشخصية:
1ـ نقص الشخصية: و هذا ما يعبرون عنه بـ «عقدة الحقارة»، بمعنى أنّ أولئك الأفراد لايملكون شخصيةً داخليةً فيقتبسون لون المكان الذي يحلون فيه لأنّهم لا يملكون الأصالة و الاستقلال، و على العكس من ذلك الأشخاص الذين لديهم أصالة و شخصية مستقلة يفرضون شخصيتهم أينما حلّوا، و لا يشعرون بنقص أبداً، فهم صريحون و صادقون، و يتكلمون على أساس تلك الشخصية المستقلة التي يملكونها، و يظهرون وجوههم الحقيقة.
و الناس الذين ليسوا بهذا الشكل يفزعون من الجميع أينما ذهبوا، كأولئك الفاقدون للأصالة يبدولون وجوههم على حين غرة، بمجرد خروجهم من إيران و وصولهم الى المراكز الأمريكية و الأوربية، يتلونون بألوانها لأنّهم لا يملكون شخصيةً مستقلةً.
2ـ عدم القناعة: ثمة أشخاص لديهم شخصية مستقلة، لكنّهم لا يقتنعون بشخصيتهم أنّهم هم أنفسهم، بل يريدون أن يصبحوا مثل الآخرين، في الوقت الذي يختلف أولئك الآخرون عنهم. يرغب هكذا أفراد في أن يخطوا مثل الآخرين، لكنّهم ينسون طريقة مشيهم، أي لا يصبحون كما يستطيعون أن يكونوا و لا يستطيعون أن يصبحوا كما يريدون; لأنّ الله جل و علا جعل كل فرد على كيفية معينة و أنا يجب أن أكون كما جعلني و أنّمي و أربي ذلك.
بناءاً على هذا من الأفضل للانسان أن يربي ثروات وجوده، و اذا خلقه الله تعالى لفرع و مجال معين فليهذب و ليربي نفسه له و يتابعه و يستمر عليه، لئلا يصبح مصداقاً للمثل المشهور: أراد الغراب أن يتعلم طريقة مشي الحجل فنسي مشيته.
3ـ الاجبار من قبل المجتمع:يحمّل ازدواج الشخصية على الانسان من الخارج أحياناً; مثلا يعيش المجتمع في حالة خاصة بحيث لا يستطيع بعض الأفراد أن يكونوا كماهم و يظهروا شخصيتهم الحقيقية بحرية، فيضطرون أن يظهروا شيئاً و يبطنون شيئاً آخر; لأنّهم لا يستطيعون أن يبروزا شخصيتهم الذاتية.
4ـ الوصولية وحب الانتفاع: يرغب الانتهازيون و الوصوليون أحياناً أن يصبحوا جزءاًمن كل طائفة يقابلونها لتأمين مصالحهم و الحصول على الأرباح منهم; نعم: «فان كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم» و إن يكن هناك فتح يقولون: «و إن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم و نمنعكم من المؤمنين» (4)نحن ننصحكم بعدم الذهاب الى الميدان; لأنكم سوف تهزمون، عندما ينتصرون يقولون: نحن كنا معكم في خلفيات البجهة. الخلاصة يكونون كل يوم مع طائفة لتأمين مصالحهم و أرباحهم.
مع الالتفات الى هذه المسألة، يدخل هؤلاء نار جهنم وفق حديث النبي(صلى الله عليه وآله)الذي خاطب به أباذر الغفاري أياً كان عامل إزدوج الشخصية لديهم من هذه العوامل الأربعة، والمهم هو أنّ كلا الشخصيتين في النار و كلاهما من المنافقين.
5ـ ضعف الأفراد وعجزهم:لايملك الضعاف و العاجزون الصراحة و الشجاعة عادةً، لأنّ الشجاعة و الصراحة و امتلاك الشخصية من مواصفات الأشخاص الأقوياء.
6ـ فقدان الخط و الفكر و المدرسة: إنّ الانسان الذي لا يملك خطاً معيناً يأخذ لون المكان الذي يحلّ فيه، و على العكس من ذلك، من يملك خطاً و مبنى و مدرسةً فكريةً خاصةً لا يصير منافقاً.
من جملة آثار و تبعات النفاق الابتلاء بسلسلة من الذنوب و المعاصي; لأنّ ذا الوجهين يضطر الى الكذب ليتمكن من المحافظة على وجهيه، بعبارة أصح يجب أن يكون خائناً، كاذباً، متملقاً، مرائياً و متظاهراً و يمتلك بقية الصفات السيئة الخارجة عن محل بحثنا.
موضوع قرأته عن مزدوج الشخصية
او بمعنى اصح وادق ذو الوجهين
وعجبني وحبيت انقله لكم